للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=ولا يعجل، بل يتأني ويترفق ويتثبت حتى يحصل على وجه الصواب، فينال كما الثناء، والمدح والثواب لإيثاره الحق، وقمع نفسه، وغلبتها عند هيجانها، وهو نحو قوله: "الشديد من يملك نفسه عند الغضب"
وقوله: "لا شخص ... " قال الإسماعيلى: ليس في قوله: "لا شخص أغير من الله" إثبات أن الله شخص، بل هو كما جاء: "ما خلق الله أعظم من آية الكرسي"، فإنه ليس فيه إثبات أن آية الكرسي مخلوقة، بل المراد أنها أعظم المخلوقات، وهو يقول: وهو كما يقول من يصف امرأة كاملة الفضل، حسنة الخلق: ما في الناس رجل يشبهها، يريد تفضيلها على الرجال، لا أنها رجل.
وقال ابن بطال: اختلف ألفاظ هذا الحديث، فلم يختلف في حديث ابن مسعود أنه بلفظ: "لا أحد"، فظهر أن لفظ "الشخص" جاء موضع "أحد"، فكأنه من تصرف الراوي، ثم قال: على أنه من باب المستثنى من غير جنسه، كقوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ} ، وليس الظن من نوع العلم.
قال الحافظ: وهذا هو المعتمد، وقد قرره ابن فورك، ومنه أخذه ابن بطال، فقال بعدما تقدم من التمثيل بقوله: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} : فالتقدير: أن الأشخاص الموصوفة بالغيرة لاتبلغ غيرتها ـ وإن تناهت ـ غيرة الله تعالى وإن لم يكن شخصاً بوجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>