للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: وَهِمَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ حَيْثُ "فِي غَمَامٍ" (١) إِنَّمَا هُوَ "فِي عَمَاءٍ" يُرِيدُ بِهِ أَنَّ الْخَلْقَ لَا يَعْرِفُونَ خَالِقَهُمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ، إِذْ كَانَ ولا زمان ولا مكان، ومن لا يُعْرَفْ لَهُ زَمَانٌ، وَلَا مَكَانٌ، وَلَا شَيْءٌ مَعَهُ، لِأَنَّهُ خَالِقُهَا؛ كَانَ مَعْرِفَةُ الْخَلْقِ إِيَّاهُ، كَأَنَّهُ كَانَ فِي عَمَاءٍ عَنْ عِلْمِ الْخَلْقِ، لَا أَنَّ اللَّهَ كَانَ فِي عَمَاءٍ، إِذْ هذا الوصف شبيه بأوصاف المخلوقين.


= وعبد الله بن أحمد (٢٥٧) ، والطبراني ١٩/ (٤٦٦) من طريقين عن يعلى بن عطاء، به.
قال البيهقي: هذا حديث تفرد به يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، ولا نعلم لوكيع بن حدس هذا راويا غير يعلى بن عطاء.
(١) قوله: "في غمام" كذا جاء في الأصل و "التقاسيم" ٣/لوحة٣٣٥ "غمام" بالغين المعجمة وميم في آخره، ولم تقع لنا هذه الرواية في شيء من كتب السنة التي خرجت هذا الحديث، إلا أن الخطابي رحمه الله تعالى أشار في كتابه "غريب الحديث" ٣/٢٤٢ إليها، فقال: ورواه بعضهم "في غمام"،وليس بمحفوظ.
قال أبو عبيد في "غريب الحديث" ٢/٨: العماء في كلام العرب: السحاب الأبيض، وإنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، ولا ندري كيف كان ذلك العماء، وما مبلغه، والله تعالى أعم، وأما العمى في البصر؛ فإنه مقصور، وليس هو من معنى الحديث في شيء.
وقال الترمذي: قال يزيد بن هارون: العماء؛ أي: ليس معه شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>