وأخرجه أحمد ٢/٣١٢ و ٣١٨، والترمذي (٣١٥١) فى التفسير: باب ومن سورة الكهف، والبغوي في "معالم التنزيل" ٣/١٧٢ من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه البخاري (٣٤٠٢) عن محمد بن سعيد الأصبهاني، عن ابن المبارك، عن معمر، به. والفروة: أرضٌ بيضاء ليس فيها نبات، وجاء في رواية أحمد ٢/٣١٨ زيادة: "الفروة: الحشيش الأبيض وما يشبهه". وقال عبد الله بن أحمد بإثر هذه الرواية: أظن هذا تفسيراً من عبد الرزاق. قلت: اختلف أهل العلم هل كان الخضر نبياً أو ولياً، والصحيح الذي تدعمه الأدلة أنه كان نبياً، فقد قال الله تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه: {وما فعلته عن أمري} ، قال الحافظ في "الإصابة" ١/٤٢٩: وهذا ظاهره أنه فعل بأمر الله، والأصل عدم الواسطة ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر ولم يذكر وهو بعيد، ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام، لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحياً حتى يعمل به ما عمل من قتل النفس، وتعريض الأنفس للغرق، فإن قلنا: إنّه نبي، فلا إنكار في ذلك، وأيضاً، فكيف يكون غير النبي أعلم من النبي، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فى الحديث أنّ الله قال لموسى: "بلى عبدنا خضر"، وأيضاً فكيف يكون النبي تابعاً لغير نبي؟ وقد قال الثعالبي: هو نبي في سائر الأقوال. =