للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً، لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره " البحر المحيط " ٦/١٤٧: والجمهور على أنه نبي وكان علمه معرفة بواطن قد أُوحيت إليه، وعلَّم موسى الأحكام والفتيا بالظاهر.
والصواب الذي عليه المحققون من الأئمة أنه كما في "الفتاوى" ٢٧/١٠٠-١٠١ ميت، وأنه لم يدرك الإسلام، ولو كان موجوداً في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، لوجب عليه أن يؤمن به، ويجاهد معه، كما أوجب ذلك عليه وعلى غيره، ولكان يكون في مكة والمدينهَ، ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم، وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار، ليرقع لهم سفينتهم، ولم يكن مختفياً عن خير أمَّة أخرجت للناس، وهو قد كان بين المشركين، ولم يحتجب عنهم.
ثم ليس للمسلمين به وأمثاله حاجة لا في دينهم ولا في دنياهم، فإن دينهم أخذوه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - النبي الأمي الذي علمهم الكتاب والحكمة، وقال لهم نبيهم: "لو كان موسى حيَّاً ثم اتَّبعتموه وتركتموني لضللتم".
وعيسى ابن مريم عليه السلام إذا نزل من السماء إنما يحكم فيهم بكتاب ربّهم وسنة نبيّهم، فأي حاجة لهم مع هذا إلى الخضر وغيره.
وإذا كان الخضر حيَّاً دائماً، فكيف لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قط، ولا أخبر به أمته، ولا خلفاؤه الراشدون.
وفي "المنار المنيف" ص ٦٧-٦٨: سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق، فقال: من أحال على غائب لم ينتصف منه، وما ألقى هذا بين الناس إلَاّ شيطان.
وسئل البخاري عن الخضر وإلياس: هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون =

<<  <  ج: ص:  >  >>