كما بينه الحافظ في " الفتح " (١٢ / ٣٨٦
) وهو بالجملة حديث متواتر وقد خرجته في " الروض النضير " عن عشرة من الصحابة
تحت الحديث (٩٩٥) ، وفي الباب عن جمع آخر منهم خرج أحاديثهم الهيثمي في "
المجمع " (٧ / ١٨١ - ١٨٢) وعن البراء بن عازب، وفي حديثه فائدة مثل ما
تقدم عن ابن عباس، ولذلك فمن المفيد أن أسوقه، لاسيما وهو في مصدر عزيز من
كتب السنة، وهو " مسند الروياني "، أخرجه (٢١ / ٢) من طريق يحيى بن أبي
بكير: أخبرنا علي - ويكنى أبا إسحاق - عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل
الحسين بن علي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: إن رأيت
البراء بن عازب فأقرئه السلام، وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار، وإن
كاد الله أن يسحق أهل الأرض منه بعذاب أليم. قال: فأتيت البراء فأخبرته،
فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتصور بي ". وهكذا أخرجه
الدولابي في " الكنى " (١ / ١٠١) في ترجمة علي أبي إسحاق هذا، ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا، ولا وجدت له ترجمة في شيء من كتب التراجم المعروفة، فالله
أعلم به. (فائدة) : في هذه الأحاديث أنه من الممكن أن يرى الرائي النبي صلى
الله عليه وسلم بعد وفاته، ولو لم يكن معاصرا له، لكن بشرط أن يراه على
صورته التي كان عليها صلى الله عليه وسلم في برهة من حياته، وإلى هذا ذهب
جماعة من العلماء كما في " فتح الباري " (١٢ / ٣٨٤) ، وهو قول ابن عباس في
رواية يزيد الفارسي وكليب والد عاصم، وكذا البراء كما تقدم، وعلقه البخاري
عن محمد بن سيرين إمام المعبرين، وقد وصله القاضي بسنده الصحيح عن أيوب قال: