للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشرب فأتقمح١


= به العضد خاصة، بل أرادت الجسد كله، وقولها: "بجحني" أي: فرحني. وقال ابن الأنباري: معناه: عظمني، فعظمت عندي نفسي، ويروى: "بجحني فبجحت" أي: فرحني ففرحت.
وقولها: "وجدني في أهل غنيمة بشق" الرواية بالفتنح، وقال أبو عبيد بالخفض، وقال: هو موضع بعينة، وقيل: بشق: بمشقة. قال: سبحانه وتعالى: {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} ، ومن فتح قال: معناه: وجدني في شق جبل ليس لنا من المال إلا الغنم، وهي قليلة، فحملني إلى أهله وهم أهل صهيل وأطيط، أي: أهل خيل وإبل.
والصهيل: صوت الخيل، والأطيط: صوت الأبل.
ودائس: الذي يدوس الطعام، يقال: داسه يدوسه، ودرسه يدرسه، تريد أنهم أصحاب زرع وكدس يدوسونه وينقونه. وقال عيسى: الدائس: الأندر.
والمنقي: الغربال، وأصحاب الحديث يقولون: ومنق - بكسر النون - قال أبو عبيد: لا أعرف المنق، وأحسبه المنقي - بفتح النون - من تنقية الطعام. وقال اإسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه: المنق - بكسر النون - نقيق أصوات المواشي والأنعام تصف كثرة ماله.
١ قولها: "أقول فلا أقبح" أي: لا يرد علي قولي لكرامتي عليه، يقال: قبحت فلاناً: إذا قلت له: قبحك الله، وقولها: "وأرقد فأتصبح" أي: أنام الصبحة، لأنها مكفية، والصبحة: نوم أول النهار، بفتح الصاد وضمها. وقولها: "وأشرب فأتقنح" قال ابن السكيت: أي: أقطع الشراب، وقال أبو زيد: التقنح: أن يشرب فوق الري، يقال: قنحت من الشراب، أقنح قنحاً: إذا تكارهت على شربه بعد الري، وأما التقمح بالميم: أن تشرب حتى تروى، فترفع رأسها، يقال: بعير قامح، وإبل قماح، ومنه قوله سبحانه وتعالى: {فَهُمْ مُقْمَحُونَ} القمح: الرافع رأسه، الغاض بصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>