٢ وقولها: "لا تبث حديثنا" أي: لا تشيعه ولا تنم، ويروى "لاتنث" بالنون، ومعناه قريب من الأول. وقولها: "لاتنقث ميرتنا" أي: لا تسرق، والميرة: ما يمتار البدوي من الحضر من دقيق وغيره، تريد أنها أمينة على ما ائتمنت عليه من حفظ الطعام. وقولها: "ولاتملأ بيتنا تعشيشاً" أرادت أنها لا تخوننا في الطعام، فتخبئ في كل زاوية شيئاً كالطير تعشش في مواضع شتى، وقيل: أراد أنها تقم البيت، ولا تدع فيه القمامة، فيصير مثل عش الطائر. ويروى: "تغشيشا" - بالغين المعجمة - فيكون تفعيلاً من الغش والخيانة، وقال ابن السكيت: التغشيش: النميمة، أي: لا تنقل حديثناً ولا حديث غيرنا إلينا. ٣ وقولها: "والأوطاب تمخض" فالأوطاب: أسقية اللببن، واحدها وطب. وقولها: "يلعبان تحت خصرها برمانتين" قيل: أرادت بالرمانتين الثديين، معناه: كانت ناهد الثديين. قال أبو عبيد: معناه: أنها ذات كفل عظيم، إذا استلقت نتأ الكفل بها من الأرض حتى يصير تحتها فجوة يجري فيها الرمان. قلت: قال القاضي عياض في "بغية الرائد" ص ١٥٨-١٥٩: ويؤيد تأويل أبي عبيد ما ورد فى أحد الروايات المتقدمة: "يرمي من تحت خصرها بالرمانتين" ولا يقال في الثديين "يريمان" ويعضده أيضاً ما وقع مفسراً في حديث أبي معاوية عن هشام ... وفيه: "فمر بجارية يعلب معها أخواها وهي مستلقية على قفاها، وأخواها معهما رمانة يلعبان بها، ويرميان =