للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ الحَسَنُ لَا بَأسَ أنْ تُصَلِّي وبَيْنَكَ وبَيْنَهُ نَهْرٌ

مُطَابقَة هَذَا الْأَثر للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن الْفَاصِل بَينه وَبَين الإِمَام كالحائط وَالنّهر لَا يضر. وروى سعيد بن مَنْصُور بِإِسْنَاد صَحِيح فِي الرجل يُصَلِّي خلف الإِمَام وَهُوَ فَوق سطح يأتم بِهِ لَا بَأْس بذلك، قَوْله: (وَبَيْنك) حَال، وَقَوله: (نهر) ، ويروى (نهير) مُصَغرًا، وَهُوَ يدل على أَن المُرَاد من النَّهر الصَّغِير وَالْكَبِير يمْنَع.

وقالَ أبُو مِجْلَزٍ يِأْتَمُّ بالإمامِ وإنْ كانَ بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ أوْ جِدَارٌ إذَا سَمِعَ تَكْبِيرَ الإمَامِ

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة جدا، وَأَبُو مجلز، بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَفِي آخِره زَاي مُعْجمَة: اسْمه لَاحق بن حميد، بِضَم الْحَاء: ابْن سعيد الْبَصْرِيّ الْأَعْوَر، من التَّابِعين الْمَشْهُورين، مَاتَ بِظهْر الْكُوفَة فِي سنة مائَة أَو إِحْدَى وَمِائَة، وَأخرج أَثَره مَوْصُولا ابْن أبي شيبَة عَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن لَيْث بن أبي سليم عَنهُ وَلَيْث ضَعِيف، فِي امْرَأَة تصلي وَبَينهَا وَبَين الإِمَام حَائِط، قَالَ: إِذا كَانَت تسمع تَكْبِير الإِمَام أجزأها ذَلِك.

٧٢٩ - حدَّثنا مُحَمَّدٌ قَالَ أخبرنَا عَبْدَةُ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأنْصَارِيِّ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ كانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَةٍ وَجِدَارُ الحُجْرَةِ قَصِير فَرَأي الناسُ شَخْصَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقَامَ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ فَأصْبَحُوا فتَحَدَّثُوا بذَلِكَ فقامَ لَيْلَةَ الثَانِيةِ فَقامَ معَهُ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ صَنَعُوا ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ أوْ ثَلاثَةً حَتَّى إذَا كانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمْ يَخْرُجْ فلَمَّا أصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ فَقَالَ إنِّي خَشِيتُ أنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلاةُ اللَّيْلِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: فَقَامَ نَاس يصلونَ بِصَلَاتِهِ) لِأَنَّهُ كَانَ بَينه وَبينهمْ جِدَار الْحُجْرَة.

ذكر رِجَاله: وهم خَمْسَة: الأول: مُحَمَّد هُوَ ابْن سَلام، قَالَه أَبُو نعيم، وَبِه جزم ابْن عَسَاكِر فِي رِوَايَته. الثَّانِي: عَبدة، بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن سُلَيْمَان الْكلابِي، من أنفسهم، وَيُقَال: العامري الْكُوفِي، وَكَانَ اسْمه: عبد الرَّحْمَن، وَعَبدَة لقبه، فغلب عَلَيْهِ ويكنى أَبَا مُحَمَّد. الثَّالِث: يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ. الرَّابِع: عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيَّة المدنية. الْخَامِس: أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.

ذكر لطائف أسناده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْإِفْرَاد فِي مَوضِع وَاحِد. وَفِيه: الْإِخْبَار بِصِيغَة الْجمع فِي مَوضِع وَاحِد. وَفِيه: العنعنة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: القَوْل فِي موضِعين. وَفِيه: من غلب لقبه على اسْمه، وَهُوَ: عَبدة، وَفِيه: رِوَايَة التَّابِعِيّ عَن التابعية عَن الصحابية. وَفِيه: أَن رُوَاته مَا بَين البيكندي وَهُوَ شيخ البُخَارِيّ، وكوفي ومدني. وَفِيه: أَن شيخ البُخَارِيّ من أَفْرَاده. وَفِيه: أَن شَيْخه مَذْكُور بِلَا نِسْبَة.

ذكر من أخرجه غَيره: أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الصَّلَاة عَن أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب عَن هشيم بن بشير عَن يحيى بِهِ مُخْتَصرا.

ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (فِي حجرته) أَي: فِي حجرَة بَيته، يدل عَلَيْهِ ذكر جِدَار الْحُجْرَة، وأوضح مِنْهُ رِوَايَة حَمَّاد بن زيد عَن يحيى عِنْد أبي نعيم، بِلَفْظ: (كَانَ يُصَلِّي فِي حجرَة من حجر أَزوَاجه) ، والحجرة الْموضع الْمُنْفَرد من الدَّار. قَوْله: (شخص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الشَّخْص سَواد الْإِنْسَان وَغَيره يرَاهُ من بعيد، وَإِنَّمَا قَالَ بِلَفْظ: الشَّخْص، لِأَنَّهُ كَانَ ذَلِك بِاللَّيْلِ وَلم يَكُونُوا يبصرون مِنْهُ إلاّ سوَاده. قَوْله: (فَقَامَ نَاس) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: (فَقَامَ أنَاس) ، بِزِيَادَة همزَة فِي أَوله. قَوْله: (بِصَلَاتِهِ) ، أَي: متلبسين بِصَلَاتِهِ أَو مقتدين بهَا. قَوْله: (فَأَصْبحُوا) أَي: دخلُوا فِي الصَّباح، وَهِي تَامَّة. قَوْله: (فَقَامَ لَيْلَة الثَّانِيَة) هَكَذَا رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ: (فَقَامَ اللَّيْلَة الثَّانِيَة) ، وَجه الرِّوَايَة الأولى أَن فِيهِ حذفا تَقْدِيره: لَيْلَة الْغَدَاة الثَّانِيَة، وَقَالَ الْكرْمَانِي: اللَّيْلَة مُضَافَة إِلَى الثَّانِيَة من بَاب إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته. قَوْله: (ذَلِك) أَي: الِاقْتِدَاء بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: (إِذا كَانَ) ، أَي: الْوَقْت وَالزَّمَان. قَوْله: (فَلم يخرج) ، أَي: إِلَى الْموضع الْمَعْهُود الَّذِي كَانَ صلى فِيهِ تِلْكَ اللَّيَالِي، فَلم يرَوا

<<  <  ج: ص:  >  >>