حَدِيث مُعَاوِيَة هَذَا مضى فِي أول الْبَاب وَفِيه من الزِّيَادَة مَا لَيْسَ فِي ذَاك.
قَوْله: (الزُّور) قَالَ ابْن الْأَثِير الزُّور: الْكَذِب وَالْبَاطِل والتهمة، وَمِنْه سمي شَاهد الزُّور، وسمى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْوَصْل زوراً لِأَنَّهُ كذب وتغيير خلق الله تَعَالَى، وَفِي (صَحِيح مُسلم) : نهى عَن الزُّور، وَفِي آخِره إِلَّا وَهَذَا الزُّور، قَالَ قَتَادَة يَعْنِي: مَا تكْثر بِهِ النِّسَاء شعورهن من الْخرق.
٨٤ - (بابُ المُتَنَمِّصاتِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان ذمّ النِّسَاء المتنمصات، وَهُوَ جمع متنمصة، وَقَالَ بَعضهم: المتنمصة الَّتِي تطلب النماص، قلت: لَيْسَ كَذَلِك بل مَعْنَاهُ الَّتِي تتكلف النماص وَهُوَ إِزَالَة شعر الْوَجْه، وَقد مضى الْكَلَام فِيهِ عَن قريب، وَحكى ابْن الْجَوْزِيّ: المتنمصة، بِتَقْدِيم الْمِيم على النُّون وَهُوَ مقلوب.
٥٩٣٩ - حدَّثنا إسْحاقُ بنُ إبْراهِيمَ أخبرنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إبْراهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: لَعَنَ عَبْدُ الله الواشِماتِ والمُتَنَمِّصاتِ والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّراتِ خَلْقَ الله، فقالَتْ أُمُّ يَعْقُوبَ: مَا هاذا؟ قَالَ عَبْدُ الله: وَمَا ليَ لَا ألْعَنُ مَنْ لَعَنَ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي كِتابِ الله؟ قالَتْ: وَالله لَقَدْ قَرَأتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَما وَجَدْتُهُ، قَالَ: وَالله لَئِن قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيه: { (٩٥) وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا} (الْحَشْر: ٧) .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَالْمُتَنَمِّصَات) . وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه وَجَرِير بن عبد الحميد وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر، وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، وعلقمة بن قيس النَّخعِيّ، وَعبد الله بن مَسْعُود.
والْحَدِيث مضى فِي أول: بَاب المتفلجات لِلْحسنِ، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ مَعَ بَيَان أم يَعْقُوب.
قَوْله: (مَا بَين اللَّوْحَيْنِ) ، أَي: الدفتين، أَو الَّذِي يُسمى بالرحل وَيُوضَع عَلَيْهِ الْمُصحف، وَهُوَ كِنَايَة عَن الْقُرْآن. قَوْله: (لَئِن قرأتيه) بياء حَاصِلَة من إشباع الكسرة وَمر فِي سُورَة الْحَشْر.
٨٥ - (بابُ المَوْصُولَةِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان ذمّ الْمَرْأَة الموصولة.
٥٩٤٠ - حدَّثني مُحَمَّدٌ حدّثنا عَبْدَةُ الله عَنْ نافِعٍ عنِ ابنِ عُمَرَ رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: لَعَنَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الواصِلَةَ والمُسْتَوصِلَةَ والواشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (المستوصلة) ، وَهِي الموصولة، وَمُحَمّد هُوَ ابْن سَلام، وَعَبدَة هُوَ ابْن سُلَيْمَان، وَعبيد الله هُوَ ابْن عمر الْعمريّ، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ.
٥٩٤٢ - حدَّثني يُوسُفُ بنُ مُوساى حدّثنا الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ حَدثنَا صَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَّةَ عَنْ نافِعٍ