للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٤٨٤ - حدَّثنا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ حدَّثنا حَجَّاجٌ عنِ ابنِ جُرَيْجٍ قَالَ أخْبَرَنِي ابنُ أبِي مُلَيْكَةَ أنَّ عَبْدَ الله بنَ الزُّبَيْرِ أخْبَرَهُمْ أنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أبُو بَكْرٍ أمْرِ القَعْقَاعَ بنَ مَعْبَدٍ وَقَالَ عُمَرُ بَلْ أمْرِ الأقْرَعَ بنَ حَابِسٍ فَقَالَ أبُو بَكْرٍ مَا أرَدْتَ إلَى أوْ إلَاّ خِلافِي فَقَالَ عُمَرُ مَا أرَدْتُ خِلافَكَ فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُمَا فَنَزَلَ فِي ذالِكَ: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ} (الْحجر: ١) حَتَّى انْقَضَتِ الآيَةُ..

مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (قدم ركب من بني تَمِيم) وَقد ذكرنَا الْآن أَن {الَّذين يُنَادُونَك} (الْحجر: ٤) أَعْرَاب تَمِيم، وَالْحسن بن مُحَمَّد ابْن الصَّباح، أَبُو عَليّ الزَّعْفَرَانِي، وحجاج هُوَ ابْن مُحَمَّد الْأَعْوَر وَابْن جريج هُوَ عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج وَابْن أبي مليكَة عبد الله وَقد مر عَن قريب.

والْحَدِيث أَيْضا وَمر الْكَلَام فِيهِ. قَوْله: (فتماريا) ، أَي: تجادلا وتخاصما.

ب

(بابُ قَوْلِهِ: {وَلَوْ أنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إلَيْهِمْ لَكَنَ خَيْرا لَهُمْ} (الْحجر: ٥)

أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله عز وَجل: {وَلَو أَنهم صَبَرُوا} الْآيَة. وَلَيْسَ فِي كثير من النّسخ: لفظ بَاب وَهَكَذَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات التَّرْجَمَة بِلَا حَدِيث. وَالظَّاهِر أَنه أخلى مَوضِع الحَدِيث فإمَّا أَنه لم يظفر بِشَيْء على شَرطه أَو أدْركهُ الْمَوْت، وَالله أعلم. قَوْله: (وَلَو أَنهم) ، أَي: الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات لَو صَبَرُوا، وَقَوله: أَنهم فِي مَحل الرّفْع على الفاعلية لِأَن الْمَعْنى وَلَو ثَبت صبرهم وَالصَّبْر حبس النَّفس عَن أَن تنَازع إِلَى هَواهَا. قَوْله: (حَتَّى تخرج) ، خطاب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

٠٥ - ( {سُورَةُ ق} )

أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة (ق) . وَهِي مَكِّيَّة كلهَا، وَهِي ألف وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبع وَتسْعُونَ حرفا، وثلاثمائة، وَسبع وَخَمْسُونَ كلمة، وَخمْس وَأَرْبَعُونَ آيَة. وَعَن ابْن عَبَّاس: أَنه اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى أقسم الله بِهِ، وَعَن قَتَادَة: اسْم من أَسمَاء الْقُرْآن، وَعَن القرطي: افْتِتَاح اسْم الله تَعَالَى: قدير وقادر وقاهر وَقَرِيب وقاضي وقابض، وَعَن الشّعبِيّ: فَاتِحَة السُّورَة: وَعَن عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك: هُوَ جبل مُحِيط بِالْأَرْضِ من زمردة خضراء مُتَّصِلَة عروقه بالصخرة الَّتِي عَلَيْهَا الأَرْض كَهَيئَةِ الْقبَّة وَعَلِيهِ كتف السَّمَاء وخضرة السَّمَاء مِنْهُ. والعالم دَاخله وَلَا يعلم مَا وَرَاءه إلَاّ الله تَعَالَى، وَمَا أصَاب النَّاس من زمرد مَا سقط من ذَلِك الْجَبَل، وَهِي رِوَايَة عَن ابْن عَبَّاس، وَعَن مقَاتل: هُوَ أول جبل خلق وَبعده أَبُو قيس.

لم تثبت الْبَسْمَلَة إلَاّ لأبي ذَر.

رَجْعٌ بعِيدٌ رَدٌّ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {أئذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا ذَلِك رَجَعَ بعيد} (ق: ٣) وَفسّر قَوْله: (رَجَعَ بعيد) بقوله: (ردّ) أَي: الرَّد إِلَى الْحَيَاة بعيد فَإِنَّهُم مَا كَانُوا يعترفون بِالْبَعْثِ، يُقَال: رجعته رجعا فَرجع هُوَ رُجُوعا. قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِن رجعك الله} (التَّوْبَة: ٣٨) .

فُرُوجٍ فُتُوقٍ، وَاحِدُها فَرْجٌ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وزيناها وَمَا لَهَا من فروج} أَي: وزينا السَّمَاء وَمَا لَهَا من فتوق وشقوق، والفروج جمع فرج، وَعَن ابْن زيد: الْفروج الشَّيْء المتفرق بعضه من بعض، وَعَن الْكسَائي: مَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهَا تفَاوت وَلَا اخْتِلَاف.

مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ وَريدَاهُ فِي حَلْقِهِ الحَبْلُ حَبْلُ الْعاتِقِ

لم يثبت هَذَا إلَاّ لأبي ذَر، وَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَنحن أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد} (ق: ٦١) أَي: نَحن أقدر عَلَيْهِ من حَبل الوريد وَهُوَ عرق الْعُنُق، وأضاف الشَّيْء إِلَى نَفسه لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، وَالتَّفْسِير الَّذِي ذكره رَوَاهُ الْفرْيَابِيّ عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد، وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس.

<<  <  ج: ص:  >  >>