أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ من رمى جَمْرَة الْعقبَة، وَالْحَال أَنه لم يقف عِنْدهَا.
قالَهُ ابنُ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَي: قَالَ عبد الله بن عمر عَن النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَنه كَانَ يَرْمِي جَمْرَة الْعقبَة وَلَا يقف عِنْدهَا. أخرج البُخَارِيّ هَذَا مُسْندًا فِي الْبَاب الَّذِي يَلِي هَذَا الْبَاب، وَقد روى أَحْمد فِي (مُسْنده) من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده نَحوه، وَلَا يعرف فِيهِ خلاف.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. هَذَا الحَدِيث من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَذكره أَيْضا فِي بَابَيْنِ بعده، وَعُثْمَان بن أبي شيبَة هُوَ أَخُو أبي بكر بن أبي شيبَة، وَطَلْحَة بن يحيى بن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي الْأنْصَارِيّ الْمَدِينِيّ، وَلَيْسَ لَهُ فِي هَذَا الْكتاب غير هَذَا الحَدِيث. فَإِن قلت: فِيهِ مقَال، فَقَالَ أَبُو حَاتِم: لَيْسَ بِقَوي، وَلِهَذَا لم يخرج لَهُ مُسلم شَيْئا قلت: وَثَّقَهُ ابْن معِين، على أَن البُخَارِيّ لم يحْتَج بِهِ وَحده، فقد استظهر بمتابعة سُلَيْمَان بن بِلَال فِي الْبَاب الَّذِي بعده، وبمتابعة عُثْمَان بن عمر أَيْضا، كِلَاهُمَا عَن يُونُس، وتابعهم عبد الله بن عمر النميري عَن يُونُس عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَيُونُس هُوَ ابْن يزِيد الْأَيْلِي، وَالزهْرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب.
قَوْله:(الْجَمْرَة الدُّنْيَا) ، بِضَم الدَّال أَو بِكَسْرِهَا أَي: الْقَرِيبَة إِلَى جِهَة مَسْجِد الْخيف، وَهِي أولى الجمرات الَّتِي ترمي من ثَانِي يَوْم النَّحْر، وَهِي أقرب الجمرات من منى وأبعدها من مَكَّة. قَوْله:(على إِثْر كل حَصَاة) إِثْر الشَّيْء، بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء الْمُثَلَّثَة: عقيبة. قَوْله:(حَتَّى يسهل) ، بِنصب اللَّام بِتَقْدِير: أَن، وَقد مر تَفْسِيره عَن قريب. قَوْله: