ُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْنَ خَيْبَرَ والمَدِينَةِ ثلَاثا يُبْنَى علَيْهِ بِصَفِيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ، فدَعَوْتُ المُسْلِمينَ إِلَى وليمَتِهِ فَما كانَ فِيها منْ خُزِ وَلَا لَحْمٍ، أمرَ بالأنطاعِ فأُلْقِيَ فِيها منَ التَّمْرِ والأقِطِ والسمْنِ، فكانَتْ ولَيمَتَهُ. فَقَالَ المُسْلَمُونَ: إحْدَى أُمَّهاتِ المُؤْمِنينَ أوْ مِمَّا ملَكَتْ يَمِينُهُ؟ فقالُوا: إنْ حجبَها فهْي مِنْ أمهاتِ المُؤْمِنينَ، وإنْ لَمْ يحْجُبْها فهْيَ مِمَّا ملَكَتْ يَمِينُهُ، فَلمّا ارْتخَلَ خَلْفَهُ ومَدَّ الحِجابِ بيْنَها وبَيْنَ النّاس..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَهُوَ بِنَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صَفِيَّة، وَهُوَ فِي السّفر بَين خَيْبَر وَالْمَدينَة.
وَقد مر الحَدِيث فِي غَزْوَة خَيْبَر من وُجُوه، وَفِي النِّكَاح أَيْضا فِي: بَاب اتِّخَاذ السراري، فَإِنَّهُ أخرجه فِيهِ عَن قُتَيْبَة عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر إِلَى آخِره نَحوه، وَمر الْكَلَام فِيهِ، وراجع إِلَيْهِ والمسافة قريبَة.
١٦ - (بابُ البِناءِ بالنَّهارِ بغَيْرِ مَرْكَبٍ وَلَا نِيرانٍ)
أَي هَذَا بَاب فِي بَيَان جَوَاز دُخُول الرجل على امْرَأَته بِالنَّهَارِ، وَلَا يخْتَص بِاللَّيْلِ. قَوْله: (بِغَيْر مركب) أَي: بِغَيْر ركُوب نَاس للإعلان، ويروي: بِغَيْرِهِ موكب بِالْوَاو وَبدل الرَّاء وَهُوَ الْقَوْم الرّكُوب على الْإِبِل المزينة. قَوْله: (وَلَا نيران) أَي: وَلَا نيران توقد بَين يَدي الْعَرُوس، وَحَاصِله أَن زِيَادَة الإعلان بركوب الْقَوْم بَين يَدي الْعَرُوس أَو بإيقاد النيرَان مَكْرُوه، وَقد رُوِيَ سعيد بن مَنْصُور من طَرِيق عُرْوَة بن رُوَيْم أَن عبد الله بن قرظ الثمالِي، وَكَانَ عَامل عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، على حمص، فمرت بِهِ عروس وهم يوقدون النيرَان بَين يَديهَا، فضربهم بدرته حَتَّى تفَرقُوا عَن عروسهم، ثمَّ خطب فَقَالَ: إِن عروسكم أوقدوا النيرَان وتشبهوا بالكفرة، وَالله مطفىء نارهم.
٠٦١٥ - حدَّثنا فَرْوَةُ بنُ أبي المَغْرَاءُ حدَّثنا عليٌّ بنُ مُسْهرٍ عنْ هِشَامٍ عنْ أبيهِ عنَ عائِشَةَ، رَضِي الله عَنْهَا، قالَتْ: تزوَّجَني النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأتتني أُمِّي فأدْخَلَتْنِي الدَّار، فلَمْ يَرُعْني إلاّ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ضُحىً..
هَذَا الحَدِيث بِهَذَا السندبعينه قد مضى قبله بِثَلَاثَة أَبْوَاب، غير أَن ذَاك مُرْسل وَهَذَا مُسْند وَأَن فِي ذَاك الزِّيَادَة وَهِي قَوْله: (فإذانسوة من الإنصار) إِلَخ، وَهنا الزِّيَادَة هِيَ قَوْله: (فَلم يرعني إلَاّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضحى) ، فلأجل هَذِه اللَّفْظَة عقد التَّرْجَمَة الْمَذْكُورَة، غير أَنه ذكر فِيهَا: بِغَيْر مركب وَلَا نيران، وَلم يذكر لأَجلهَا شَيْئا.
قَوْله: (فَلم يرعني) أَي: فَلم يفجأني وَلم يخوفني. قَوْله: (ضحى) بِالضَّمِّ وَالْقصر فَوق الضحوة، وَهُوَ ارْتِفَاع أول النَّهَار، وَمعنى: ضحى، أَي: وَقت الضُّحَى أَرَادَت أَن دُخُوله عَلَيْهَا كَانَ وَقت الضُّحَى، فَلذَلِك عقد التَّرْجَمَة كَمَا ذكرنَا.
٢٦ - (بابُ الأنْماطِ ونحْوِها لِلنِّساءِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان جَوَاز اتِّخَاذ الأنماط وَنَحْوهَا للنِّسَاء، وَفِي تَرْجَمَة مُسلم: بَاب جَوَاز اتِّخَاذ الأنماط، وَالْأَنْمَاط بِفَتْح الْهمزَة جمع نمط بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ ظهارة الْفراش، وَقيل ظهر الْفراش وَقيل: ضرب من الْبسط لَهُ خمل رَقِيق. وَقَالَ النَّوَوِيّ: يَجْعَل على الهودج، وَقد يَجْعَل سترا. قلت: النمط يَأْتِي بِمَعْنى الطَّرِيق من الطرائق وَالضَّرْب من الضروب، يُقَال: لَيْسَ هَذَا من ذَلِك النمط أَي: من ذَلِك الضَّرْب، وَفِي حَدِيث عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: خير هَذِه الْأمة النمط الْأَوْسَط، ويروي: الْوسط، كره على الغلو وَالتَّقْصِير فِي الدّين، والنمط الْجَمَاعَة من النَّاس أَمرهم وَاحِد. قَوْله: (وَنَحْوهَا) ، مثل الكلل والأستار والفرش.
١٦١٥ - حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سعِيدٍ حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِر عنْ جَابرِ بنه عبْدِ الله، رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَلِ اتّخَذْتُمْ أنْماطا؟ قُلْتُ: يَا رسولَ الله! وأتَّى لَنا أنْماطٌ؟ قَالَ: إنَّها سَتَكُونُ.
(انْظُر الحَدِيث ١٣٦٣) .