أوْ كالشَّعَرَةِ السَّوْداءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأحْمَرِ) .
(الحَدِيث ٨٢٥٦ طرفه فِي: ٢٤٦٦) .
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن كَون هَذِه الْأمة نصف أهل الْجنَّة لَا يكون إلَاّ بعد الْحَشْر. وَهَذَا بطرِيق الِاسْتِثْنَاء.
وَرِجَال هَذَا الحَدِيث قد تكَرر ذكرهم جدا. وغندر هُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر، وَأَبُو إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي، وَعَمْرو بن مَيْمُون الْأَزْدِيّ أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ فِيمَن رجم القردة الزَّانِيَة، وَعبد الله هُوَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي النذور عَن أَحْمد بن عُثْمَان. وَأخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن مُحَمَّد بن الْمثنى وَبُنْدَار وَغَيرهمَا. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي صفة الْجنَّة عَن مَحْمُود بن غيلَان. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي الزّهْد عَن بنْدَار بِهِ.
قَوْله: (كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي رِوَايَة مُسلم: نَحوا من أَرْبَعِينَ رجلا. قَوْله: (فِي قبَّة) وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن أبي إِسْحَاق: أسْند رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظَهره بمنى إِلَى قبَّة من أَدَم. قَوْله: (أَتَرْضَوْنَ؟) . ذكره بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام لإِرَادَة تَقْرِير الْبشَارَة بذلك، وَذكره بالتدريج ليَكُون أعظم لسرورهم، وَفِي رِوَايَة يُوسُف ابْن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق: إِذْ قَالَ لأَصْحَابه: أَلا ترْضونَ؟ (وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيل بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق: أَلَيْسَ ترْضونَ؟ وَوَقع فِي رِوَايَة مَالك بن مغول: أتحبون؟ . قَوْله: (إِنِّي لأرجو أَن تَكُونُوا شطر أهل الْجنَّة) وَفِي رِوَايَة: إِسْرَائِيل: نصف، بدل: شطر. وَفِي حَدِيث أبي سعيد: إِنِّي لأطمع، بدل: لارجو، وَوَقع لِابْنِ عَبَّاس نَحْو حَدِيث أبي سعيد الَّذِي سَيَأْتِي من رِوَايَة الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح: إِنِّي لأرجو أَن تَكُونُوا نصف أهل الْجنَّة، بل أَرْجُو أَن تَكُونُوا ثُلثي أهل الْجنَّة. قَالُوا: لَا تصح هَذِه الزِّيَادَة لِأَن الْكَلْبِيّ واهٍ، وَلَكِن وَقع فِي حَدِيث أخرجه أَحْمد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه: إِنِّي لأرجو أَن تَكُونُوا ربع أهل الْجنَّة، بل أَنْتُم ثلث أهل الْجنَّة، بل أَنْتُم نصف أهل الْجنَّة، وتقاسمونهم فِي النّصْف الثَّانِي. وروى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث بُرَيْدَة رَفعه: أهل الْجنَّة عشرُون وَمِائَة صف أمتِي مِنْهَا ثَمَانُون صفا. قَوْله: (أَو كالشعرة السَّوْدَاء) قَالَ الْكرْمَانِي: أَو إِمَّا تنويع من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِمَّا شكّ من الرَّاوِي. قَوْله: (الْأَحْمَر) كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَكَذَا فِي رِوَايَة مُسلم. وَفِي رِوَايَة أبي أَحْمد الْجِرْجَانِيّ عَن الْفربرِي: الْأَبْيَض، بدل: الْأَحْمَر. وَقَالَ ابْن التِّين: أطلق الشعرة وَلَيْسَ المُرَاد حَقِيقَة الْوحدَة لِأَنَّهُ لَا يكون ثَوْر فِي جلده شَعْرَة وَاحِدَة من غير لَونه.
٩٢٥٦ - حدّثنا إسْماعِيلُ حدّثني أخِي عنْ سُلَيْمانَ عنْ ثَوْرٍ عنْ أبي الغَيْثِ عنْ أبي هُرَيْرَةَ أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (أوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ القِيامَةِ آدَمُ فَتَرَاءَى ذُرِّيَتُهُ، فَيُقالُ: هَذَا أبُوكُمْ آدَمُ. فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: أخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرَّيَتِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبَّ كَمْ أُخْرِجُ؟ فَيَقُولُ: أخْرِجْ مِنْ كُلِّ مائَةٍ تِسْعَةً وتِسْعِينَ، فقالُوا: يَا رسُولَ الله! إذَا أخُذَ مِنّا مِنْ كُلِّ مائَةٍ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ فَماذَا يَبْقَى مِنَّا؟ قَالَ: إنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كالشَّعَرَةِ البَيْضاءِ فِي الثَّوْرِ الأسْوَدِ) .
مطابقته للتَّرْجَمَة يُمكن أَن يُقَال من حَيْثُ إِن الَّذِي تضمنه هَذَا الحَدِيث إِنَّمَا يكون بعد الْحَشْر يَوْم الْقِيَامَة.
إِسْمَاعِيل هُوَ ابْن أبي أويس، وَأَخُوهُ عبد الحميد، وسلميان هُوَ ابْن بِلَال، وثور بالثاء الْمُثَلَّثَة هُوَ ابْن زيد الديلمي، وَأَبُو الْغَيْث هُوَ سَالم مولى عبد الله بن مُطِيع، وَهَؤُلَاء كلهم مدنيون.
والْحَدِيث من أَفْرَاده وَنَظِيره عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ مر فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي: بَاب قصَّة يَأْجُوج وَمَأْجُوج، وَيَجِيء الْآن أَيْضا.
قَوْله: (فتراءى) يُقَال: (ترَاءى لي: أَي ظهر وتصدى) لِأَن اراه، وَتَفْسِير: لبيْك وَسَعْديك، قد مر عَن قريب وَمضى فِي كتاب الْحَج أَيْضا. قَوْله: (فَيَقُول: أخرج) أَي: يَقُول الله تَعَالَى: أخرج بِفَتْح الْهمزَة من الْإِخْرَاج. قَوْله: (بعث جَهَنَّم) مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول: أخرج، وَبعث جَهَنَّم هم الَّذين استحقوا أَن يبعثوا إِلَى النَّار، أَي: أخرج من جملَة النَّاس الَّذين هم أهل النَّار وميزهم وابعثهم الى النَّار قَوْله: كم أخرج بِضَم الْهمزَة من الْإِخْرَاج وَجل قَوْله فَيَقُول أَي فَيَقُول الله عز وَجل، خرج بِفَتْح الْهمزَة من الْإِخْرَاج أَيْضا.
٦٤ - (بابُ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: { (٢٢) إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم} (الْحَج: ١)