وَغَيره. وأخره ابْن مَاجَه فِيهِ عَن أبي بكر بن أبي شيبَة.
قَوْله: (إِذا أتيت) على صِيغَة الْمَجْهُول وَكَذَلِكَ قَوْله: (حمت) وَهِي فِي مَوضِع الْحَال. قَوْله: (تَدْعُو لَهَا) فِي مَوضِع النصب على الْحَال أَيْضا. قَوْله: (أخذت المَاء) خبر كَانَ. قَوْله: (جيبها) ، بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالباء الْمُوَحدَة وَهُوَ مَا يكون مفرجاً من الثَّوْب كالطوق والكم. قَوْله: (أَن نبردها بِالْمَاءِ) ، بِفَتْح النُّون وَضم الرَّاء المخففة وَفِي رِوَايَة أبي ذَر: أَن نبردها، بِضَم النُّون وَفتح الْبَاء وَتَشْديد الرَّاء من التبريد. وَقَالَ الْكرْمَانِي: نبردها من التبريد، والإبراد يَعْنِي إِمَّا من بَاء التفعيل نبردها بِالتَّشْدِيدِ، وَإِمَّا من بَاب الإفعال نبردها بِضَم النُّون وَسُكُون الْبَاء، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: لَا يُقَال: أبردته يَعْنِي من بَاب الإفعال إلَاّ فِي لُغَة رَدِيئَة، واللغة الفصيحة هِيَ الَّتِي ضبطناها أَولا. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: برد الشَّيْء بِالضَّمِّ وبردته أَنا فَهُوَ مبرود وبردته تبريداً.
٥٧٢٥ - حدّثني مُحَمَّدُ بنُ المُثنَّى حَدثنَا يَحْيى احدثنا هِشامٌ أَخْبرنِي أبي عنْ عائِشَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمِ فأبْرُدُوها بالماءِ. (انْظُر الحَدِيث ٣٢٦٣) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَيحيى هُوَ الْقطَّان، وَهِشَام هُوَ ابْن عُرْوَة يرْوى عَن أَبِيه عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث ابْن نمير عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة إِلَى آخِره نَحوه.
قَوْله: (فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ) وَعَن ابْن الْأَنْبَارِي: أَن معنى: فابردوها بِالْمَاءِ، تصدقوا بِالْمَاءِ أَي: عَن الْمَرِيض يشفه الله عز وَجل لما رُوِيَ: أَن أفضل الصَّدَقَة سقِِي المَاء.
٥٧٢٦ - حدّثنا مُسَدَّدٌ حَدثنَا أَبُو الأحْوَصِ حَدثنَا سَعيدُ بنُ مَسْرُوق عنْ عَبَايَة بنِ رِفاعَةَ عنْ جَدِّهِ رافِعِ بنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُ: الحُمَّى مِنْ فوْحِ جَهنَّمَ فأبْردُوها بالماءِ. (انْظُر الحَدِيث ٣٢٦٢) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو الْأَحْوَص سَلام بتَشْديد اللَّام ابْن سليم الْحَنَفِيّ الْكُوفِي، وَسَعِيد بن مَسْرُوق أَبُو سُفْيَان الثَّوْريّ، وعباية بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن رِفَاعَة بِكَسْر الرَّاء وَتَخْفِيف الْفَاء، وخديج بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الدَّال الْمُهْملَة وبالجيم.
وَلِلْحَدِيثِ مضى فِي صفة النَّار عَن عَمْرو بن الْعَبَّاس.
قَوْله: (من فوح جَهَنَّم) ، هَكَذَا هُوَ رِوَايَة السَّرخسِيّ، وَفِي رِوَايَة غَيره: من فيح جَهَنَّم، وَقد ذكرنَا أَن الفيح والفوح والفور بِمَعْنى وَاحِد. قَوْله: (فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ) قَالَ ابْن بطال: قد تخْتَلف أَحْوَال المحمومين، فَمنهمْ من يصلح بصب المَاء عَلَيْهِ وَهِي الْحمى الَّتِي يكون أَصْلهَا من الْحر، فَالْحَدِيث يُرَاد بِهِ الْخُصُوص.
٢٩ - (بابُ مَنْ خَرَجَ مِنْ أرْضٍ لَا تُلَايِمُهُ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان من خرج من أَرض لَا تلايمه، أَي: لَا توافقه، وأصل: لَا تلايمه، بِالْهَمْزَةِ وسهلت طلبا للتَّخْفِيف، وَفِي بعض النّسخ: من خرج من الأَرْض الَّتِي لَا تلايمه.
٤٢ - (حَدثنَا عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع حَدثنَا سعيد حَدثنَا قَتَادَة أَن أنس بن مَالك حَدثهمْ أَن نَاسا أَو رجَالًا من عكل وعرينة قدمُوا على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَتَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ وَقَالُوا يَا نَبِي الله إِنَّا كُنَّا أهل ضرع وَلم نَكُنْ أهل ريف واستوخموا الْمَدِينَة فَأمر لَهُم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذود وبراع وَأمرهمْ أَن يخرجُوا فِيهِ فيشربوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا فَانْطَلقُوا حَتَّى كَانُوا نَاحيَة الْحرَّة كفرُوا بعد إسْلَامهمْ وَقتلُوا راعي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَاسْتَاقُوا الذود فَبلغ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَبعث الطّلب فِي آثَارهم وَأمر بهم فسمروا أَعينهم وَقَطعُوا أَيْديهم وَتركُوا فِي نَاحيَة الْحرَّة حَتَّى مَاتُوا على حَالهم) مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله واستوخموا الْمَدِينَة فَإِنَّهُم لما استوخموا طلبُوا الْخُرُوج لِأَن الْمَدِينَة لم تلائمهم فَأَمرهمْ النَّبِي