عَن عبد الْوَارِث بن سعيد الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ عَن خَالِد الْحذاء عَن عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس. الثَّانِي: عَن أبي معمر، بِفَتْح الميمين بَينهمَا عين مُهْملَة سَاكِنة: واسْمه عبد الله بن عَمْرو الْمنْقري التَّمِيمِي المقعد عَن عبد الْوَارِث إِلَى آخِره. الثَّالِث: عَن مُوسَى ابْن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي عَن وهيب مصغر وهب بن خَالِد بن عجلَان أبي بكر الْبَصْرِيّ عَن خَالِد الْحذاء.
قَوْله: (الْحِكْمَة) أَي: الْعلم وَقيل: إتقان الْأُمُور، وَفِي بعض النّسخ: وَالْحكمَة الْإِصَابَة من غير النُّبُوَّة، قَوْله: (مثله) أَي: مثل مَا روى أَبُو معمر.
٥٢ - (بابُ مَناقِبِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَنَاقِب أبي سُلَيْمَان خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم بن يقظة، بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَالْقَاف والظاء الْقَائِمَة: ابْن مرّة بن كَعْب، يجْتَمع مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَعَ أبي بكر جَمِيعًا فِي مرّة بن كَعْب، وَكَانَ من فرسَان الصَّحَابَة، أسلم بَين الْفَتْح وَالْحُدَيْبِيَة، وَيُقَال: قبل غَزْوَة مُؤْتَة بشهرين، وَكَانَت فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان، وَكَانَ الْفَتْح بعد ذَلِك فِي رَمَضَان، وَشهد مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مشَاهد ظَهرت فِيهَا نجابته، ثمَّ كَانَ قتل أهل الرِّدَّة على يَدَيْهِ، ثمَّ فتوح الْبِلَاد الْكِبَار، وَمَات على فرَاشه بحمص، وَقيل بِالْمَدِينَةِ، وَالْأول أصح سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : قَالَ الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، حِين احْتضرَ والنسوة يبْكين: دَعْهُنَّ تهريق دُمُوعهنَّ على أبي سُلَيْمَان، فَهَل قَامَت النِّسَاء عَن مثله؟ قلت: هَذَا غلط فَاحش يظْهر بِالتَّأَمُّلِ، وَقَالَ الزبير بن بكار: انقرض ولد خَالِد وَلم يبْق مِنْهُم أحد، وورثهم أَيُّوب بن سَلمَة.
٧٥٧٣ - حدَّثنا أحْمَدُ بنُ وَاقِدٍ حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عنْ أيُّوبَ عنْ حُمَيْدِ بنِ هِلَالٍ عنْ أنَسٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَعَى زَيْدَاً وجَعْفَرَاً وابنَ رَواحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أنْ يأتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فأُصِيبَ ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فأُصِيبَ ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فأُصِيبَ وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله حتَّى فَتَحَ الله عَلَيْهِمْ. .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (حَتَّى أَخذ سيف من سيوف الله) .
وَأحمد بن وَاقد هُوَ أَحْمد بن عبد الْملك بن وَاقد، بِكَسْر الْقَاف: أَبُو يحيى الْحَرَّانِي، وينسب إِلَى جده، وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ.
والْحَدِيث قد مر فِي الْجَنَائِز عَن أبي معمر وَفِي الْجِهَاد عَن يُوسُف ابْن يَعْقُوب الصفار وَفِي عَلَامَات النُّبُوَّة عَن سُلَيْمَان بن حَرْب وَفِي الْمَغَازِي عَن أَحْمد بن وَاقد أَيْضا وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ، أَعنِي: فِي الْجَنَائِز، وَزيد هُوَ ابْن حَارِثَة، وجعفر هُوَ ابْن أبي طَالب، وَابْن رَوَاحَة هُوَ عبد الله.
قَوْله: (تَذْرِفَانِ) ، أَي: تسيلان دمعاً. قَوْله: (حَتَّى أَخذ) ، ويروى أَخذهَا، وَأَرَادَ بِسيف: خَالِد بن الْوَلِيد، وَمن يَوْمئِذٍ سمي سيف الله، وَقد أخرج ابْن حبَان وَالْحَاكِم من حَدِيث عبد الله بن أبي أوفى، قَالَ: قَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا تُؤْذُوا خَالِدا فَإِنَّهُ سيف من سيوف الله تَعَالَى صبه الله تَعَالَى على الْكفَّار) .
٦٢ - (بابُ مَناقِبِ سالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَنَاقِب سَالم مولى أبي حُذَيْفَة. أما سَالم، فَقَالَ أَبُو عمر: سَالم بن معقل يكنى أَبَا عبد الله، كَانَ من أهل فَارس من اصطخر، وَقيل: إِنَّه من عجم الْفرس، وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة وكبارهم وَهُوَ مَعْدُود فِي الْمُهَاجِرين لِأَنَّهُ لما أعْتقهُ مولاته زوج أبي حُذَيْفَة وَإِلَى أَبَا حُذَيْفَة وتبناه، فَلذَلِك عد فِي الْمُهَاجِرين، وَهُوَ مَعْدُود أَيْضا فِي الْأَنْصَار فِي بني عبيد لعتق مولاته الْأَنْصَارِيَّة زوج أبي حُذَيْفَة لَهُ، فَهُوَ يعد فِي قُرَيْش من الْمُهَاجِرين لما ذكرنَا، وَفِي الْأَنْصَار لما وَصفنَا، وَفِي الْعَجم لما تقدم ذكره أَيْضا ويعد فِي الْقُرْآن أَيْضا مَعَ ذَلِك، وَكَانَ يؤم الْمُهَاجِرين بقباء فيهم عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قبل أَن يقدم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الْمَدِينَة. وَقد رُوِيَ أَنه هَاجر مَعَ عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَكَانَ يفرط فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَكَانَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قد آخى بَينه وَبَين معَاذ بن ماعص، وَقيل: إِنَّه آخى بَينه وَبَين أبي بكر، وَلَا يَصح. وَرُوِيَ عَن