أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ ويَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الّذِينَ باتُوا فِيكُمْ فَيَسْألُهُمْ وهْوَ أعْلَمُ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فَيَقُولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: فيسألهم وَهُوَ أعلم أَي: بهم من الْمَلَائِكَة.
وَأَبُو الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز.
والْحَدِيث مضى فِي كتاب الصَّلَاة فِي: بَاب فضل صَلَاة الْعَصْر، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
قَوْله: يتعاقبون أَي: يتناوبون فِي الصعُود وَالنُّزُول لرفع أَعمال الْعباد الليلية والنهارية، وَهُوَ فِي الِاسْتِعْمَال نَحْو: أكلوني البراغيث. قَوْله: ثمَّ يعرج أَي: ثمَّ يصعد. قَوْله: الَّذين باتوا فِيكُم من البيتوتة إِنَّمَا خصهم بِالذكر مَعَ أَن حكم الَّذين ظلمُوا كَذَلِك لأَنهم كَانُوا فِي اللَّيْل الَّذِي هُوَ زمَان الاسْتِرَاحَة مشتغلين بِالطَّاعَةِ، فَفِي النَّهَار وبالطريق الأولى، أَو اكْتفى بِأحد الضدين عَن الآخر. قَوْله: فيسألهم أَي: فيسألهم رَبهم، وَلم يذكر لفظ: رَبهم، عِنْد الْجُمْهُور وَوَقع فِي بعض طرق الحَدِيث، وَوَقع أَيْضا عِنْد ابْن خُزَيْمَة من طَرِيق أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة: فيسألهم رَبهم، وَفَائِدَة السُّؤَال مَعَ علمه تَعَالَى يحْتَمل أَن يكون إلزاماً لَهُم وردا لقَولهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُو اْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
٧٤٨٧ - حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حدّثنا غُنْدَرٌ، حدّثنا شُعْبَةُ، عَن واصِلٍ عنِ المَعْرُورِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أتانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أنَّهُ مَنْ ماتَ لَا يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، دَخَلَ الجنَّةَ. قُلْتُ: وإنْ سَرَقَ وإنْ زَنَى؟ قَالَ: وإنْ سَرَقَ وإنْ زَنَى
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، تبشيره لَا يكون إلَاّ بِإِخْبَار الله تَعَالَى بذلك وَأمره لَهُ بِهِ.
وَمُحَمّد بن بشار هُوَ بنْدَار، وغندر هُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر، وواصل بن حَيَّان بتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف الأحدب، والمعرور على وزن مفعول بِالْعينِ الْمُهْملَة ابْن سُوَيْد الْأَسدي الْكُوفِي، وَأَبُو ذَر جُنْدُب بن جُنَادَة على الْمَشْهُور.
وَهَذَا الحَدِيث طرف من حَدِيث طَوِيل جدا قد مضى فِي كتاب الرقَاق فِي: بَاب المكثرون هم المقلون.
٣٤ - (بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى: {لَّاكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} )
أَي: هَذَا بَاب فِي قَول الله عز وَجل: {أنزلهُ بِعِلْمِهِ} أَي: أنزل الْقُرْآن إِلَيْك بِعلم مِنْهُ أَنَّك خيرته من خلقه. وَقَالَ ابْن بطال: المُرَاد بالإنزال إفهام الْعباد مَعَاني الْفُرُوض الَّتِي فِي الْقُرْآن وَلَيْسَ إنزاله كإنزال الْأَجْسَام المخلوقة، لِأَن الْقُرْآن لَيْسَ بجسم وَلَا مَخْلُوق. انْتهى. وَلَا تعلق للقدرية فِي هَذِه الْآيَة فِي قَوْلهم: إِن الْقُرْآن مَخْلُوق، لِأَن الْقُرْآن قَائِم بِذَاتِهِ لَا يَنْقَسِم وَلَا يتجزىء، وَإِنَّمَا معنى الْإِنْزَال هُوَ الإفهام كَمَا ذَكرْنَاهُ. قَوْله: {وَالْمَلَائِكَة يشْهدُونَ} أَي: يشْهدُونَ لَك بِالنُّبُوَّةِ.
قَالَ مُجاهِدٌ: يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ بَيْنَ السَّماءِ السَّابِعَةِ والأرْضِ السَّابِعَةِ.
وَفِي رِوَايَة أبي ذَر عَن السَّرخسِيّ: من السَّمَاء السَّابِعَة، وَوَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد بِلَفْظ: من السَّمَاء السَّابِعَة إِلَى الأَرْض السَّابِعَة.
٧٤٨٨ - حدّثنا مُسَدَّدٌ، حدّثنا أبُو الأحْوَصِ، حدّثنا أبُو إسْحَاقَ الهَمْدانِيُّ، عَن البَراءِ بنِ عازِبٍ قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا فُلانُ إِذا أوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمرِي إلَيْكَ، وألْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لَا مَلْجَأ وَلَا مَنْجا مِنْكَ إلاّ إلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتابِكَ الّذِي أنْزَلْتَ، وبَنِبِيكَ الّذِي أرْسَلْتَ؛ فإنَّك إنْ