رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْتِي قبَاء رَاكِبًا وماشيا وَزَاد ابْن نمير قَالَ حَدثنَا عبيد الله عَن نَافِع فَيصَلي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَرِجَاله قد ذكرُوا غير مرّة وَيحيى هُوَ ابْن سعيد الْقطَّان وَهَكَذَا هُوَ غير مَنْسُوب فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ يحيى بن سعيد وَعبيد الله هُوَ ابْن عمر الْعمريّ وَابْن نمير بِضَم النُّون وَفتح الْمِيم هُوَ عبد الله بن نمير مر فِي أَوَائِل التَّيَمُّم وَطَرِيق ابْن نمير وَصلهَا مُسلم وَأَبُو يعلى قَالَا حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير حَدثنَا أبي قَالَ حَدثنَا عبيد الله عَن نَافِع " عَن ابْن عمر قَالَ كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْتِي مَسْجِد قبَاء رَاكِبًا وماشيا فَيصَلي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ " وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الله بن نمير وَأَبُو أُسَامَة عَن عبيد الله فَذكره بِالزِّيَادَةِ وَقَالَ الطَّحَاوِيّ هَذِه الزِّيَادَة مدرجة وَإِن أحدا من الروَاة قَالَه من عِنْده لعلمه أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ من عَادَته أَن لَا يجلس حَتَّى يُصَلِّي وَقَالَ الْكرْمَانِي فِيهِ أَن صَلَاة النَّهَار رَكْعَتَانِ كَصَلَاة اللَّيْل (قلت) قد ذكرنَا فِي حَدِيث كَعْب بن عجْرَة أَربع رَكْعَات فَلَا حجَّة لَهُ فِي انتصاره لمذهبه هَهُنَا وَالله أعلم
(بَاب فضل مَا بَين الْقَبْر والمنبر)
أَي هَذَا بَاب فِي بَيَان فضل مَا بَين قبر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومنبره وَأَشَارَ بِهَذِهِ التَّرْجَمَة بعد ذكر فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى أَن بعض بقاع الْمَسْجِد أفضل من بعض
٢١٧ - (حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف قَالَ أخبرنَا مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر عَن عباد بن تَمِيم عَن عبد الله بن زيد الْمَازِني رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ مَا بَين بَيْتِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة) قيل الْمُطَابقَة بَين التَّرْجَمَة والْحَدِيث غير تَامَّة لِأَن الْمَذْكُور فِي التَّرْجَمَة الْقَبْر وَفِي الحَدِيث الْبَيْت وَأجِيب بِأَن الْقَبْر فِي الْبَيْت لِأَن المُرَاد بَيت سكناهُ وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دفن فِي بَيت سكناهُ. (ذكر رِجَاله) وهم خَمْسَة قد ذكرُوا أما شَيْخه وَمَالك فقد تكررا وَأما عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ فقد تقدم فِي بَاب الْوضُوء مرَّتَيْنِ وَعباد بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن تَمِيم بن زيد بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ وَعبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني بِكَسْر الزَّاي بعْدهَا نون الْأنْصَارِيّ وَكِلَاهُمَا قد تقدما هُنَاكَ (ذكر لطائف إِسْنَاده) فِيهِ التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي مَوضِع وَاحِد وَفِيه الْإِخْبَار كَذَلِك فِي مَوضِع وَاحِد وَفِيه العنعنة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَفِيه أَن رُوَاته مدنيون غير شَيْخه وَهُوَ من أَفْرَاده وَفِيه رِوَايَة الرجل عَن عَمه وَهُوَ عباد يروي عَن عَمه عبد الله بن زيد (ذكر من أخرجه غَيره) أخرجه مُسلم فِي الْمَنَاسِك عَن قُتَيْبَة عَن مَالك بن أنس فِيمَا قَرَأَ عَلَيْهِ عَن عبد الله بن أبي بكر عَن عباد بن تَمِيم عَن عبد الله بن زيد الْمَازِني أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ " مَا بَين بَيْتِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة " وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الصَّلَاة عَن قُتَيْبَة بِهِ (ذكر مَعْنَاهُ) قَوْله " مَا بَين بَيْتِي " كلمة مَا مَوْصُولَة مَرْفُوع محلا بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره هُوَ قَوْله " رَوْضَة " الرَّوْضَة فِي كَلَام الْعَرَب المطمئن من الأَرْض فِيهِ النبت والعشب قَوْله " بَيْتِي " هُوَ الصَّحِيح من الرِّوَايَة وروى مَكَانَهُ " قَبْرِي " وَجعله بَعضهم تَفْسِير البيتي قَالَه زيد بن أسلم وَحمل كثير من الْعلمَاء الحَدِيث على ظَاهره فَقَالُوا ينْقل ذَلِك الْموضع بِعَيْنِه إِلَى الْجنَّة كَمَا قَالَ تَعَالَى {وأورثنا الأَرْض نتبوأ من الْجنَّة حَيْثُ نشَاء} ذكر أَن الْجنَّة تكون فِي الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ أَن الْعَمَل الصَّالح فِي ذَلِك الْموضع يُؤَدِّي صَاحبه إِلَى الْجنَّة كَمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ارتعوا فِي رياض الْجنَّة " يَعْنِي حلق الذّكر وَالْعلم لما كَانَت مؤدية إِلَى الْجنَّة فَيكون مَعْنَاهُ التحريض على زِيَارَة قَبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالصَّلَاة فِي مَسْجده وَكَذَا " الْجنَّة تَحت ظلال السيوف "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute