ابْن أبي شيبَة.
قَوْله: (أَن نَعْلي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا بالتثنية فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني بِالْإِفْرَادِ. قَوْله: (لَهما) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: لَهَا بِالْإِفْرَادِ، وَالَّذِي ثَبت فِي الصَّحِيح فِي حَدِيث أنس أَنه كَانَ لنعليه قبالان لَيْسَ فِيهِ زِيَادَة على وصفهما بذلك، وَزَاد ابْن سعد فِي (الطَّبَقَات) : عَن عَفَّان عَن همام من سبت قَالَ أَي: لَيْسَ عَلَيْهَا شعر، قَالَ: والمسبوت مَا لَيْسَ عَلَيْهِ شعر، وَإِسْنَاده صَحِيح، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: كَانَ شراكهما مثنياً، وَهُوَ صَحِيح الْإِسْنَاد إِلَّا أَنه ورد مُرْسلا من رِوَايَة عبد الله ابْن الْحَارِث دون ذكر ابْن عَبَّاس، وَفِي حَدِيث عَمْرو بن حُرَيْث وَأبي ذَر أَنَّهُمَا مخصوفتان، والمخصوفة المطرقة الَّتِي يطْرق بَعْضهَا على بعض، وَحَدِيث عَمْرو بن حُرَيْث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل، وَحَدِيث أبي ذَر رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ من رِوَايَة حميد بن هِلَال عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر، قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مخصوفتين من جُلُود الْبَقر، وروى أَبُو الشَّيْخ أَيْضا بِإِسْنَادِهِ إِلَى يزِيد بن أبي زِيَاد، قَالَ: رَأَيْت نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مخصرة ملسنة لَيْسَ لَهَا عقب خَارج، والمخصرة الَّتِي لَهَا خصر دَقِيق، قَالَ الْجَوْهَرِي: والملسن من النِّعَال الَّذِي فِيهِ طول ولطافة على هَيْئَة اللِّسَان، وَقَالَ صَاحب (النِّهَايَة) : وَقيل: هِيَ الَّتِي جعل لَهَا لِسَان ولسانها الْهَيْئَة الناتئة فِي مقدمها.
٥٨٥٨ - حدَّثني مُحَمَّدٌ أخبرنَا عَبْدُ الله أخْبَرَنا عِيسَى بنُ طَهْمانَ قَالَ: خَرَجَ إلَيْنا أنَسُ بنُ مالِكٍ بِنَعْلَيْنِ لَهُما قِبالانِ، فَقَالَ ثابِتٌ البنانِيُّ: هاذِهِ نَعْلُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. (انْظُر الحَدِيث ٣١٠٧ وطرفه) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَمُحَمّد هُوَ ابْن مقَاتل الْمروزِي، وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك الْمروزِي، وَعِيسَى بن طهْمَان بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْهَاء وبالنون البكرى الْكُوفِي.
قَوْله: (خرج) ويروى: أخرج إِلَيْنَا، هَذَا الحَدِيث صورته صُورَة إرْسَال لِأَن ثَابتا لم يُصَرح بِأَن أنسا أخبرهُ بذلك، وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ: هَذَا مُرْسل.
٤٢ - (بابُ القُبَّةِ الحَمْرَاءِ مِنْ أدَمٍ)
أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ الْقبَّة الْحَمْرَاء من أَدَم بِفتْحَتَيْنِ، وَهُوَ الْجلد المدبوغ وصبغ بحمرة قبل أَن يتَّخذ مِنْهُ الْقبَّة، وَفِي (الْمغرب) : الْقبَّة الحزكاهة، وَكَذَا كل بِنَاء مدور وَيجمع على قباب، قلت: الْقبَّة من الْأدم يستعملها أهل الْبَادِيَة، وَمن الْبناء يستعملها أهل المدن.
٥٨٥٩ - حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ قَالَ: حدّثني عُمَرُ بنُ أبي زَائِدَةَ عَنْ عَوْنِ بنِ أبي جُحَيْفَةَ عَنْ أبِيهِ، قَالَ: أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أدَمٍ، ورأيْتُ بِلَالاً أخَذَ وَضُوءَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، والناسُ يَبْتَدِرُونَ الوَضُوءَ فَمَنْ أصابَ مِنْهُ شَيْئاً تَمَسَّحَ بِهِ، ومنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئاً أخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صاحِبِهِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو جُحَيْفَة بِضَم الْجِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالفاء اسْمه وهب ابْن عبد الله السوَائِي.
والْحَدِيث مر فِي كتاب الصَّلَاة فِي: بَاب الصَّلَاة إِلَى العنزة، وَفِي: بَاب الستْرَة بِمَكَّة وَغَيرهَا.
قَوْله: (وضوء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الْوَاو. قَوْله: (يبتدرون) أَي: يتسارعون.
٥٨٦٠ - حدَّثنا أبُو اليَمانِ أخبرنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبرنِي أنَسُ بنُ مالِكٍ (ح) وَقَالَ اللَّيْثُ: حدّثني يُونُسُ عَنِ ابنِ شِهاب قَالَ: أخبرَنِي أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: أرْسَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِلَى الأنْصارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أدَمِ.
قيل: التَّرْجَمَة الْقبَّة الْحَمْرَاء من أَدَم، وَهنا قبَّة من أَدَم فَقَط، وَلم يذكر الْحَمْرَاء فَلَا تدل على أَنَّهَا حَمْرَاء. وَأجِيب: بِأَنَّهُ يدل على