أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ إِذا بعث ... إِلَى آخِره. قَوْله:(بالْمقَام) ، أَي: بِالْإِقَامَةِ. قَوْله:(هَل يُسهم لَهُ) ، أَي: من الْغَنِيمَة، أَو لَا يُسهم وَجَوَاب إِذا يفهم من حَدِيث الْبَاب، وَفِيه خلاف ذكره فِي بَاب الْغَنِيمَة لمن شهد الْوَقْعَة.
٠٣١٣ - حدَّثنا مُوسَى قَالَ حدَّثنا أَبُو عَوَانِةَ قالَ حدَّثَنا عُثْمانُ بنُ مَوْهَب عنِ ابنِ عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ إنَّمَا تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عنْ بَدْرٍ فإنَّهُ كانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّ لَكَ أجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرَاً وسَهْمَهُ. .
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله:(إِن لَك أجر رجل) إِلَى آخِره، وَبِه يحصل الْجَواب للتَّرْجَمَة، ومُوسَى هُوَ ابْن إِسْمَاعِيل الْمنْقري الْمَعْرُوف بالتبوذكي، وَأَبُو عوَانَة، بِفَتْح الْعين: اسْمه الوضاح بن عبد الله الْيَشْكُرِي، وَعُثْمَان بن موهب على وزن جَعْفَر هُوَ عُثْمَان بن عبد الله بن موهب الْأَعْرَج الطليحي التَّيْمِيّ الْقرشِي.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ مطولا فِي الْمَغَازِي عَن عَبْدَانِ، وَفِي فضل عُثْمَان أَيْضا عَن مُوسَى. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي المناقب عَن صَالح بن عبد الله التِّرْمِذِيّ عَن أبي عوَانَة.
قَوْله:(عُثْمَان بن موهب عَن ابْن عمر) قَالَ أَبُو عَليّ الجياني: وَقع فِي نُسْخَة أبي مُحَمَّد عَن أبي أَحْمد يَعْنِي: الْأصيلِيّ عَن الْجِرْجَانِيّ عَمْرو ابْن عبد الله، وَهُوَ غلط وَصَوَابه: عُثْمَان بن موهب. قَوْله:(إِنَّمَا تغيب عُثْمَان) أَي: تكلّف الْغَيْبَة، لأجل تمريض بنت رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعُثْمَان رَضِي الله عَنهُ لم يحضر بَدْرًا لأجل ذَلِك وعد ابْن اسحاق الَّذين غَابُوا عَن بدر ثَمَانِيَة أَو تِسْعَة وهم عُثْمَان بن عَفَّان تخلف لذَلِك، وَطَلْحَة بن عبيد الله كَانَ بِالشَّام فَضرب لَهُ سَهْمه وأجره، وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل كَانَ بِالشَّام أَيْضا، وَأَبُو لبَابَة بشير بن عبد الْمُنْذر رده رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الروحاء حِين بلغه خُرُوج النفير من مَكَّة فَاسْتَعْملهُ على الْمَدِينَة، والْحَارث بن حَاطِب بن عبيد رده أَيْضا من الطَّرِيق، والْحَارث بن الصمَّة انْكَسَرَ بِالرَّوْحَاءِ فَرجع، وخوات ابْن جُبَير لم يحضر الْوَقْعَة، وَأَبُو الصَّباح بن ثَابت خرج مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأصَاب سَاقه نصل حجر فَرجع، وَسعد بن مَالك تجهز ليخرج فَمَاتَ، وَقيل: إِنَّه مَاتَ فِي الروحاء فَضرب لكل وَاحِد مِنْهُم سَهْمه وأجره. قَوْله:(كَانَت تَحْتَهُ) أَي: تَحت عُثْمَان بنت رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي رقية، توفيت وَرَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بدر، ثمَّ زوجه أم كُلْثُوم فَتُوُفِّيَتْ تَحْتَهُ سنة تسع، وَهِي الَّتِي غسلتها أم عَطِيَّة. وَاحْتج أَبُو حنيفَة بِهَذَا الحَدِيث أَن من بَعثه الإِمَام لحَاجَة حَتَّى غنم الإِمَام أَنه يُسهم لَهُ، وَكَذَلِكَ