أَو نَحْوهَا. قَالَه البُخَارِيّ وَعبد الْوَاحِد هُوَ ابْن زِيَاد، وَالْأَعْمَش هُوَ سُلَيْمَان، وَأَبُو الضُّحَى هُوَ مُسلم بن صبيح.
والْحَدِيث قد مر فِي الْوضُوء فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ.
قَوْله: (شامية) بتَشْديد الْيَاء وَيجوز تخفيفها. قَوْله: (فَأخْرج يَدَيْهِ من تَحت الْجُبَّة) وَوَقع فِي رِوَايَة على ابْن السكن من تَحت بدنه بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وبالدال الْمُهْملَة بعْدهَا نون أَي: جبته، وَالْبدن درع ضيقَة الكمين.
١١ - (بابُ لُبْسِ جُبَّةِ الصُّوفِ فِي الغَزْوِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي لبس جُبَّة الصُّوف، وَفِي بعض النّسخ بِلَفْظ: لبس جُبَّة الصُّوف، وَلَيْسَ فِي بعض النّسخ لفظ: فِي الْغَزْو، وَأَرَادَ بِلَفْظ: الْغَزْو السّفر، وَعَن مَالك: لَا أكره لبس الصُّوف لمن لم يجد غَيره، وأكرهه لمن يجد غَيره، لِأَن غَيره أبعد من الشُّهْرَة مِنْهُ.
٥٧٩٩ - حدّثنا أبُو نعَيْمٍ حدّثنا زَكَرِيَّا عنْ عامِرٍ عنْ عُرْوَةَ بنِ المُغِيرَةِ عنْ أبِيهِ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: أمَعَكَ ماءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَنزَلَ عنْ راحِلَتِهِ فَمَشَى حتَّى تَوارَى عَنِّي فِي سَوادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جاءَ فأفْرَغْتُ علَيْهِ الإِداوَةَ، فَغَسَلَ وجْهَهُ ويَدَيْهِ، وعَليْهِ جبَّةٌ مِنْ صُوفٍ فَلمْ يَسْتَطِعْ أنْ يُخْرِجَ ذِراعَيْهِ منْها حتَّى أخْرَجَهُما مِنْ أسْفَلِ الْجُبَّة فَغَسلَ ذرَاعَيْهِ ثُمَّ مسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أهْوَيْتُ لإنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: دَعْهُما فإِنِّي أدْخَلْتُهُما طاهِرَتَيْنِ، فَمَسَحَ عَليْهِما.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَعَلِيهِ جُبَّة من صوف) وَأَبُو نعيم بِضَم النُّون الْفضل بن دُكَيْن وزَكَرِيا هُوَ ابْن أبي زَائِدَة، وعامر هُوَ الشّعبِيّ، وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة يروي عَن أَبِيه الْمُغيرَة بن شُعْبَة.
والْحَدِيث قد مضى فِي الْوضُوء فِي: بَاب إِذا أَدخل رجلَيْهِ وهما طاهرتان. وَأخرجه بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي نعيم إِلَى آخِره، وَلَكِن هَذَا أتم من ذَاك، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
١٢ - (بابُ القَباءِ وفَرُّوجٍ حَرِير وهْوَ القَباءُ. ويُقالُ: هُوَ الَّذِي لهُ شَقٌّ مِنْ خَلْفِهِ)
أَي: هَذَا بَاب فِيهِ ذكر القباء، بِفَتْح الْقَاف وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة وبالمد، فَارسي مُعرب، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ مَأْخُوذ من قبوت الشَّيْء إِذا جمعته. . قَوْله: (وفروج) بِفَتْح الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء المضمومة وبالجيم. قَوْله: (حَرِير) ، بِالْجَرِّ صفته. قَوْله: (وَهُوَ القباء) أَي: الْفروج هُوَ القباء. قَوْله: (وَيُقَال: هُوَ الَّذِي) أَي: الْفروج هُوَ الَّذِي لَهُ شقّ بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة من خَلفه، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: القباء والفروج كِلَاهُمَا ثوب ضيق الكمين وَالْوسط مشقوق من خَلفه يلبس فِي السّفر وَالْحَرب لِأَنَّهُ أعون على الْحَرَكَة، وَقَالَ ابْن بطال: القباء من لبس الْأَعَاجِم.
٥٨٠٠ - حدّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعيدٍ حَدثنَا اللَّيْثُ عنِ ابنِ أبي مُلَيْكَةَ عنِ المِسْوَر بنِ مخْرمَةَ أنَّهُ قَالَ: قَسَمَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقْبِيَةً ولَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةً شيْئاً، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ انْطَلِقْ بِنا إِلَى رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَقَالَ: ادْخُلْ فادْعُهُ لي، قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لهُ فَخَرَجَ إلَيْهِ وعَليْهِ قَباءٌ مِنْها، فَقَالَ: خَبأْتُ هاذَا لَكَ؟ قَالَ: فَنظَرَ إلَيْهِ فَقَالَ: رضيَ مَخْرَمَةُ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَابْن أبي مليكَة بِضَم الْمِيم عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة، والمسور بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو وبالراء ابْن مخرمَة بِفَتْح الميمين وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء كِلَاهُمَا صحابيان، ومخرمة بن نَوْفَل الزُّهْرِيّ كَانَ من رُؤَسَاء قُرَيْش وَمن العارفين بِالنّسَبِ وأنصاب الْحرم، وَتَأَخر إِسْلَامه إِلَى الْفَتْح وَشهد حنيناً وَأعْطى من تِلْكَ الْغَنِيمَة مَعَ الْمُؤَلّفَة، وَمَات مخرمَة سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ ابْن مائَة وَخمْس عشرَة سنة، ذكره ابْن سعد.
والْحَدِيث قد مضى فِي الْهِبَة فِي: بَاب كَيفَ يقبض العَبْد وَالْمَتَاع بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد والمتن، وَمضى فِي الشَّهَادَات أَيْضا وَالْخمس.
قَوْله: (ادخل