الْكرْمَانِي وَلكنه عَام يتَنَاوَل الدُّعَاء الَّذِي فِي الصَّلَاة وخارج الصَّلَاة -
٦٣٢٨ - حدَّثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ حَدثنَا جَرِيرٌ عنْ مَنْصُورٍ عنْ أبي وائِلٍ عنْ عَبْدِ الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصّلَاةِ: السّلَامُ عَلى الله، السّلَامُ عَلى فلَان، فَقَالَ لَنا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ذاتَ يَوْمٍ: إنَّ الله هُوَ السّلَامُ، فإِذَا قَعَدَ أحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلِ: التَّحيَّاتُ لله ... إِلَى قَوْلِهِ: الصَّالِحِينَ، فإذَا قالَها أصابَ كلَّ عَبْدٍ لله فِي السَّماءِ والأرْضِ صالِحٍ؛ أشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلاّ الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّناءِ مَا شاءَ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَجَرِير هُوَ ابْن عبد الحميد، وَمَنْصُور هُوَ ابْن الْمُعْتَمِر، وَأَبُو وَائِل شَقِيق بن سَلمَة.
والْحَدِيث مضى فِي أَو أخر صفة الصَّلَاة فِي: بَاب التَّشَهُّد فِي الْأَخِيرَة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن أبي نعيم عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق بن سَلمَة، وَمضى الْكَلَام فِيهِ. قَوْله: (ذَات يَوْم) لفظ الذَّات مقحم، أَو: من إِضَافَة الْمُسَمّى إِلَى اسْمه. قَوْله: (هُوَ السَّلَام) هُوَ إسم من أَسمَاء الله الْحسنى. قَوْله: (صَالح) بِالْجَرِّ صفة لعبد. قَوْله: (يتَخَيَّر) أَي: يخْتَار.
١٨ - (بابُ الدُّعاءِ بَعْدَ الصلَاةِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان الدُّعَاء بعد الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة.
٢٥ - (حَدثنِي إِسْحَاق أخبرنَا يزِيد أخبرنَا وَرْقَاء عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالُوا يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات وَالنَّعِيم الْمُقِيم قَالَ كَيفَ ذَاك قَالُوا صلوا كَمَا صلينَا وَجَاهدُوا كَمَا جاهدنا وأنفقوا من فضول أَمْوَالهم وَلَيْسَت لنا أَمْوَال قَالَ أَفلا أخْبركُم بِأَمْر تدركون من كَانَ قبلكُمْ وتسبقون من جَاءَ بعدكم وَلَا يَأْتِي أحد بِمثل مَا جئْتُمْ إِلَّا من جَاءَ بِمثلِهِ تسبحون فِي دبر كل صَلَاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا) مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله تسبحون فِي دبر كل صَلَاة إِلَى آخِره وَإِسْحَق هُوَ ابْن مَنْصُور وَقيل ابْن رَاهَوَيْه وَيزِيد من الزِّيَادَة ابْن هرون وورقاء مؤنث الأورق ابْن عمر الْيَشْكُرِي وَسمي بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وَتَشْديد الْيَاء مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو صَالح ذكْوَان الزيات السمان والْحَدِيث من أَفْرَاده قَالَ صَاحب التَّوْضِيح هَذَا الحَدِيث سلف فِي الصَّلَاة قلت الَّذِي سلف فِي الصَّلَاة تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَأَيْنَ ذَا من ذَاك قَوْله أهل الدُّثُور بِضَم الدَّال والثاء الْمُثَلَّثَة وَهِي الْأَمْوَال الْكَثِيرَة وَقَالَ ابْن الْأَثِير الدُّثُور جمع دثر وَهُوَ المَال الْكثير يَقع على الْوَاحِد والاثنين وَالْجمع وَقَالَ الْكرْمَانِي الدثر الخصب قلت هَذَا الْمَعْنى فِي غير هَذَا الحَدِيث وَهُوَ فِي حَدِيث طهنة قَوْله وَابعث راعيها فِي الدثر وَهُوَ الخصب والنبات الْكثير قَوْله بالدرجات جمع دَرَجَة قَالَ الْجَوْهَرِي الدرجَة وَاحِدَة الدَّرَجَات وَهِي الطَّبَقَات من الْمَرَاتِب قلت المُرَاد هُنَا الْمَرَاتِب فِي الْجنَّة قَوْله وَالنَّعِيم أَرَادَ بِهِ مَا أنعم الله عز وَجل بِهِ عَلَيْهِم قَوْله قَالَ كَيفَ ذَاك أَي قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَيفَ ذَاك الَّذِي يَقُولُونَهُ قَوْله قَالُوا ويروى قَالَ قَوْله من فضول أَمْوَالهم أَي من زِيَادَة أَمْوَالهم قَوْله تسبحون إِلَى آخِره قيل هَذِه الْكَلِمَات مَعَ سهولتها كَيفَ تَسَاوِي الْأُمُور الشاقة من الْجِهَاد وَنَحْوه وَأفضل الْعِبَادَات أحمزها وَأجِيب بِأَنَّهُ إِذا أدّى حق الْكَلِمَات من الْإِخْلَاص لَا سِيمَا الْحَمد فِي حَال الْفقر وَهُوَ من أفضل الْأَعْمَال مَعَ أَن هَذِه الْقَضِيَّة لَيست كُلية إِذْ لَيْسَ كل أفضل أحمز وَلَا الْعَكْس وَقيل مر فِي آخر كتاب صَلَاة الْجَمَاعَة من سبح أَو حمد أَو كبر ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَهَهُنَا قَالَ عشرا وَأجِيب بِأَن الدَّرَجَات كَانَت ثمَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute