الغَسَّانِيُّ، عنْ هِشامٍ، عنْ عُرْوَةَ، عنْ عَائِشَةَ أنَّ رسولَ الله خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ الله وأثْناى عَلَيْهِ، وَقَالَ: مَا تُشِيرُونَ عَلَيَّ فِي قَوْمٍ يَسُبُّونَ أهْلِي، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ؟ وعنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ عائِشَةُ بِالأمْرِ قالَتْ: يَا رسولَ الله أتَأْذَنُ لِي أنْ أنْطَلَقَ إِلَى أهْلِي فأذِنَ لَها، وأرْسَلَ مَعَهَا الغُلامَ وَقَالَ رَجلٌ منَ الأنْصارِ: سُبْحانَكَ مَا يَكُونُ لَنا أنْ نَتَكَلَّمَ بِهاذَا، سُبْحانَكَ هاذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ.
ا
هَذَا تَعْلِيق من البُخَارِيّ وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة الْكُوفِي، وَهِشَام هُوَ ابْن عُرْوَة.
قَوْله: حَدثنِي مُحَمَّد بن حَرْب هَذَا طَرِيق مَوْصُول. وَحرب ضد الصُّلْح النشائي بياع النشا بالنُّون والشين الْمُعْجَمَة، وَيحيى بن أبي زَكَرِيَّا مَقْصُورا وممدوداً الغساني بالغين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد السِّين الْمُهْملَة السَّامِي سكن واسطاً ويروى: العشاني، بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الشين الْمُعْجَمَة. وَقَالَ صَاحب الْمطَالع إِنَّه وهم.
قَوْله: مَا تشيرون عَليّ؟ هَكَذَا بِلَفْظ: الِاسْتِفْهَام وَمضى فِي طَرِيق أبي أُسَامَة بِصِيغَة الْأَمر أَشِيرُوا عليّ قَوْله: مَا علمت عَلَيْهِم يَعْنِي: أَهله، وَجمع بِاعْتِبَار الْأَهْل أَو يلْزم من سبها سبّ أَبَوَيْهَا. قَوْله: لما أخْبرت بِلَفْظ الْمَجْهُول. قَوْله: بِالْأَمر أَي: بِكَلَام أهل الْإِفْك وشأنهم. قَوْله: وَقَالَ رجل من الْأَنْصَار هُوَ أَبُو أَيُّوب خَالِد، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَالله أعلم.
٩٧ - (كِتابُ التَّوْحِيدِ)
أَي: هَذَا كتاب فِي بَيَان إِثْبَات الوحدانية لله تَعَالَى بِالدَّلِيلِ، وَإِنَّمَا قُلْنَا: بِالدَّلِيلِ، لِأَن الله عز وَجل وَاحِد أزلاً وأبداً قبل وجود الْمُوَحِّدين وبعدهم، وَكَذَا وَقعت التَّرْجَمَة للنسفي، وَعَلِيهِ اقْتصر الْأَكْثَرُونَ عَن الْفربرِي، وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي: كتاب التَّوْحِيد وَالرَّدّ على الْجَهْمِية وَغَيرهم، وَوَقع لِابْنِ بطال وَابْن التِّين: كتاب رد الْجَهْمِية وَغَيرهم التَّوْحِيد، وَقَالَ بَعضهم: وضبطوا التَّوْحِيد بِالنّصب على المفعولية، وَظَاهره معترض لِأَن الْجَهْمِية وَغَيرهم من المبتدعة لم يردوا التَّوْحِيد وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي تَفْسِيره. انْتهى. قلت: لَا اعْتِرَاض عَلَيْهِ فَإِن من الْجَهْمِية طَائِفَة يردون التَّوْحِيد وهم طوائف ينتسبون إِلَى جهم بن صَفْوَان من أهل الْكُوفَة، وَعَن ابْن الْمُبَارك: إِنَّا لنحكي كَلَام الْيَهُود وَالنَّصَارَى ونستعظم أَن نحكي قَول جهم، وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَفِي بعض النّسخ: كتاب التَّوْحِيد ورد الْجَهْمِية، بِالْإِضَافَة، إِلَى الْمَفْعُول، وَلم تثبت الْبَسْمَلَة قبل لفظ: الْكتاب، إلَاّ لأبي ذَر.
١ - (بابُ مَا جاءَ فِي دُعاءِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ الله تَعَالَى)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا جَاءَ فِي دُعَاء النَّبِي، أمته إِلَى تَوْحِيد الله تَعَالَى، وَهُوَ الشَّهَادَة بِأَن الله إلاه وَاحِد، والتوحيد فِي الأَصْل مصدر وحد يوحد، وَمعنى: وحدت الله: اعتقدته مُنْفَردا بِذَاتِهِ وَصِفَاته لَا نَظِير لَهُ وَلَا شَبيه، وَقيل: التَّوْحِيد إِثْبَات ذَات غير مشبهة بالذوات وَلَا معطلة عَن الصِّفَات.
٧٣٧١ - حدّثنا أبُو عاصِمٍ، حدّثنا زَكَرِيَّاءُ بنُ إسْحاقَ، عنْ يَحْياى بنِ عَبْدِ الله بنِ صَيْفِيَ، عنْ أبي مَعْبَدٍ، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، رَضِي الله عَنْهُمَا، أنَّ النبيَّ بَعَثَ مُعاذاً إِلَى اليَمَنِ.
٧٣٧٢ - وحدّثني عَبْدُ الله بنُ أبي الأسْوَدِ، حدّثنا الفَضْلُ بنُ العَلاءِ، حدّثنا إسْماعِيلُ بنُ أُمَيَّةَ، عنْ يَحْياى بنِ عَبْدِ الله بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَيْفِيَ أنّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ النبيُّ مُعاذاً نَحْوَ اليَمَنِ قَالَ لهُ: إنّكَ تَقْدَمُ عَلى قَوْمٍ مِنْ أهْلِ الكِتابِ فَلْيَكُنْ أوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أنْ يُوَحِّدُوا الله تَعَالَى، فَإِذا عَرَفُوا ذالِكَ فأخْبِرْهُمْ أنَّ الله فَرَضَ عَلَيْهِمْ