بِسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسرهَا. قَوْله: ينطف بِضَم الطَّاء وَكسرهَا قَالَ الْمُهلب: النطف الصب وَكَانَ ينطف لِأَن تِلْكَ اللَّيْلَة كَانَت ماطرة، وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحْتَمل أَن يكون ذَلِك أثر غسله بزمزم وَنَحْوه، أَو الْغَرَض مِنْهُ بَيَان لطافته ونظافته لَا حَقِيقَة النطف، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الأندلسي: وصف عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، بالصورة الَّتِي خلقه الله عَلَيْهَا وَرَآهُ يطوف، وَهَذِه رُؤْيا حق لِأَن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل فِي صُورَة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، وَلَا شكّ أَن عِيسَى فِي السَّمَاء وَهُوَ حَيّ وَيفْعل الله فِي خلقه مَا يَشَاء. وَقَالَ الْكرْمَانِي: مر فِي الْأَنْبِيَاء فِي: بَاب مَرْيَم، وَأما عِيسَى فأحمر جعد. قلت: ذَاك لَيْسَ فِي الطّواف بل فِي وَقت آخر، أَو يُرَاد بِهِ جعودة الْجِسْم أَي: اكتنازه. قَوْله: فَذَهَبت ألتفت ... إِلَى آخِره، قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْمَذْكُور، وصف الدَّجَّال بصورته، قَالَ: وَدلّ هَذَا الحَدِيث على أَن الدَّجَّال يدْخل مَكَّة دون الْمَدِينَة لِأَن الْمَلَائِكَة الَّذين على أنقابها يمنعونه من دُخُولهَا. قَالَ صَاحب التَّوْضِيح أَنْكَرُوا ذَلِك وَقَالُوا: فِي هَذَا الدَّلِيل نظر، وَقَالَ الْكرْمَانِي: الدَّجَّال لَا يدْخل مَكَّة وَقت ظُهُور شوكته وَأَيْضًا لَا يدْخل فِي الْمُسْتَقْبل. قَوْله: ابْن قطن اسْمه عبد الْعُزَّى ابْن قطن بن عَمْرو بن حبيب بن سعيد بن عَائِد بن مَالك بن خُزَيْمَة وَهُوَ المصطلق بن سعد أخي كَعْب وعدي أَوْلَاد عَمْرو بن ربيعَة، وَهُوَ لحي بن حَارِثَة بن عَمْرو مزيقيا، وَقَالَ الزُّهْرِيّ ابْن قطن رجل من خُزَاعَة هلك فِي الْجَاهِلِيَّة.
٣٤ - (بابٌ إذَا أعْطَى فَضْلَهُ غَيْرَهُ فِي المَنامِ)
أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ إِذا أعْطى شخص مَا فضل مِنْهُ من اللَّبن لشخص غَيره فِي الْمَنَام، وَفِي بعض النّسخ: فِي النّوم.
٧٠٢٧ - حدّثنا يَحْياى بنُ بُكَيْرٍ، حدّثنا اللَّيْثُ، عنْ عُقَيْلٍ، عَن ابنِ شِهاب أَخْبرنِي حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ: أنَّ عَبْدَ الله بن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله يَقُولُ بَيْنا أَنا نائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنِ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حتَّى إنِّي لأرَى الرِّيَّ يَجْرِي، ثُمَّ أعْطَيْتُ فَضْلَهُ عُمَرَ قالُوا: فَما أوَّلْتَهُ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: العِلْمُ
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحَدِيث قد مضى فِي هَذَا الْكتاب فِي: بَاب اللَّبن، وَفِي: بَاب إِذا جرى اللَّبن فِي أَطْرَافه، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
قَوْله: الرّيّ بِكَسْر الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء مَا يرْوى بِهِ يَعْنِي: اللَّبن، أَو هُوَ إِطْلَاق على سَبِيل الِاسْتِعَارَة وَإسْنَاد الْخُرُوج إِلَيْهِ قرينَة. وَقيل: اسْم من أَسمَاء اللَّبن.
(بابُ الأمْنِ وذَهابِ الرَّوْعِ فِي المَنامِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان حُصُول الْأَمْن وَذَهَاب الروع فِي الْمَنَام، والروع بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْوَاو وبالعين الْمُهْملَة الْخَوْف، وَأما الروع بِضَم الرَّاء فَهُوَ النَّفس، قَالَ أهل التَّعْبِير، من رأى أَنه قد أَمن من شَيْء فَإِنَّهُ يخَاف مِنْهُ.
٧٠٢٨ - حدّثني عُبَيْدُ الله بنُ سَعِيدٍ، حدّثنا عَفَّانُ بنُ مُسْلِم، حَدثنَا صَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَةَ، حدّثنا نافِعٌ أنَّ ابنَ عُمَرَ قَالَ: إنَّ رِجالاً مِنْ أصْحابِ رسولِ الله كانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيا عَلى عَهْدِ رَسُول الله فَيَقُصُّونَها عَلى رسولِ الله فَيَقُولُ فِيها رسولُ الله مَا شاءَ الله، وَأَنا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ، وبَيْتي المَسْجِدُ قَبْلَ أنْ أنْكِحَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأيْتَ مِثْلَ مَا يَراى هاؤلاءِ، فَلَمّا اضْطَجَعْتُ لَيْلَةً
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute