أَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن يحيى وَأَيوب رويا الحَدِيث الْمَذْكُور عَن أبي قلَابَة، بِكَسْر الْقَاف: عبد الله بن زيد الْجرْمِي عَن أنس فاقتصرا على ذكر لفظ: عكل، وَلم يذكرَا لفظ: عرينة، أما رِوَايَة يحيى فوصلها البُخَارِيّ فِي كتاب الْمُحَاربين، وَأما رِوَايَة أَيُّوب فوصلها البُخَارِيّ أَيْضا فِي كتاب الطَّهَارَة.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم الْحَافِظ الْمَشْهُور بصاعقة الْبَزَّار أَبُو يحيى. وَحَفْص بن عمر من مَشَايِخ البُخَارِيّ أَيْضا، روى عَنهُ بالواسطة، وَأَيوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ، وَالْحجاج الصَّواف هُوَ ابْن أبي عُثْمَان ميسرَة الْبَصْرِيّ، وَأَبُو رَجَاء ضد الْخَوْف سُلَيْمَان مولى أبي قلَابَة الْمَذْكُور.
قَوْله:(حَدثنِي أَبُو رَجَاء) كَذَا وَقع فِي النّسخ الْمُعْتَمدَة: حَدثنِي، بِالْإِفْرَادِ مَعَ أَن الْمَذْكُور قبله إثنان، وَكَانَ الْقيَاس أَن يُقَال: حدثاني بضمير التَّثْنِيَة، وَلَكِن قيل: المُرَاد الْحجَّاج لِأَن أَيُّوب قد اخْتلف عَلَيْهِ: هَل هُوَ عِنْده عَن أبي قلَابَة بِغَيْر وَاسِطَة أَو بِوَاسِطَة؟ وَلم يخْتَلف على الْحجَّاج أَنه رَوَاهُ بِوَاسِطَة أبي رَجَاء عَن أبي قلَابَة، فَلذَلِك ذكر: حَدثنِي، بِالْإِفْرَادِ فَافْهَم. قَوْله:(فِي هَذِه الْقسَامَة) هِيَ قسْمَة الْإِيمَان على الْأَوْلِيَاء فِي الدَّم عِنْد اللوث، أَي: الْقَرَائِن المغلبة على الظَّن، وَقَالَ الْكرْمَانِي: كَيفَ يدْفع حَدِيث العرنيين أَي: الْمَنْسُوب إِلَى عرينة الْقسَامَة؟ قلت: قتلوا الرَّاعِي وَكَانَ ثمَّة لوث، وَلم يحكم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحكم الْقسَامَة: بل اقْتصّ مِنْهُم. قَوْله:(عَنْبَسَة بن سعيد) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون. وَفتح السِّين الْمُهْملَة: ابْن سعيد الْقرشِي الْأمَوِي. قَوْله:(قَالَ عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب) أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن عبد الْعَزِيز هَذَا روى الحَدِيث عَن أنس من عرينة، يَعْنِي لم يذكر عكلاً، وَرَوَاهُ أَبُو قلَابَة عَن من عكل، وَلم يذكر: عرينة، وَالله أعلم.
٣٨ - (بابُ غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان غَزْوَة ذِي قرد، بِالْقَافِ وَالرَّاء المفتوحتين وبالدال الْمُهْملَة، وَحكى ضم أَوله وَفتح ثَانِيه، قَالَ الْحَازِمِي: الأول: ضبط أَصْحَاب الحَدِيث. وَالثَّانِي: عَن أهل اللُّغَة، وَقَالَ البلاذري: الصَّوَاب الأول، وَهُوَ مَاء على نَحْو بريد مِمَّا يَلِي بِلَاد غطفان، وَيُقَال: على مسيرَة لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة بَينهَا وَبَين خَيْبَر على طَرِيق الشَّام، والقرد فِي اللُّغَة: الصُّوف الرَّدِيء خَاصَّة، وَتسَمى: غَزْوَة الغابة، وَكَانَت فِي ربيع الأول سنة سِتّ، قَالَه ابْن سعد والواقدي، وَادّعى الْقُرْطُبِيّ أَنَّهَا فِي جُمَادَى الأولى.