للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُذَيْفَة، فضم الحَدِيث الَّذِي بعده إِلَى الحَدِيث الَّذِي قبله. انْتهى. قلت: هَذِه كلهَا تعسفات لَا طائل تحتهَا، أما ابْن بطال فَإِنَّهُ لم يذكر شَيْئا مَا فِي تَوْجِيه وضع هَذَا الحَدِيث فِي هَذَا الْبَاب، وَإِنَّمَا ذكر وَجْهَيْن: أَحدهمَا: نِسْبَة هَذَا إِلَى الْغَلَط من النَّاسِخ، وَهَذَا بعيد، لِأَن النَّاسِخ لم يَأْتِ بِهَذَا الحَدِيث من عِنْده وَكتبه هُنَا. وَالثَّانِي: أَنه اعتذر من جِهَة البُخَارِيّ بِأَنَّهُ لم يدْرك تحريره، وَفِيه نوع نِسْبَة إِلَى التَّقْصِير، وَأما كَلَام ابْن الْمُنِير فَإِنَّهُ لَا يجدي شَيْئا فِي تَوْجِيه هَذَا الْموضع، لِأَن حَاصِل مَا ذكره من الطول هُوَ الْخَارِج عَن مَاهِيَّة الصَّلَاة، وَلَيْسَ المُرَاد من التَّرْجَمَة مُطلق الطول، وَإِنَّمَا المُرَاد هُوَ الطول الْكَائِن فِي هَيْئَة الصَّلَاة، وَأما الْقَائِل الَّذِي وَجه بقوله: أَرَادَ بِهَذَا الحَدِيث استحضار حَدِيث حُذَيْفَة، فَإِنَّهُ تَوْجِيه بعيد، لِأَن استحضار حَدِيث أَجْنَبِي بِالْوَجْهِ الَّذِي ذكره لَا يدل على الْمُطَابقَة، وَأما كَلَام بَعضهم، فاحتمال بعيد، لِأَن تبييض التَّرْجَمَة لحَدِيث حُذَيْفَة لَا وَجه لَهُ أصلا لعدم الْمُنَاسبَة، وَلَكِن يُمكن أَن يعْتَذر عَن البُخَارِيّ فِي وَضعه هَذَا الحَدِيث هُنَا بِوَجْه مِمَّا يسْتَأْنس بِهِ، وَهُوَ أَن التَّرْجَمَة فِي طول الْقيام فِي صَلَاة اللَّيْل وَحَدِيث حُذَيْفَة فِيهِ الْقيام للتهجد، والتهجد فِي اللَّيْل غَالِبا يكون بطول الصَّلَاة، وَطول الصَّلَاة غَالِبا يكون بطول الْقيام، فِيهَا وَإِن كَانَ يَقع أَيْضا بطول الرُّكُوع وَالسُّجُود.

ذكر رِجَاله: وهم خَمْسَة: الأول: حَفْص بن عمر بن الْحَارِث أَبُو عمر الحوضي. الثَّانِي: خَالِد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الطَّحَّان. الثَّالِث: حُصَيْن، بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره نون: ابْن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ أَبُو الْهُذيْل: مر فِي: بَاب الْأَذَان بعد ذهَاب الْوَقْت. الرَّابِع: أَبُو وَائِل شَقِيق بن سَلمَة. الْخَامِس: حُذَيْفَة بن الْيَمَان.

ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين. وَفِيه: العنعنة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: القَوْل فِي مَوضِع وَاحِد. وَفِيه: أَن شَيْخه من أَفْرَاده، وَأَنه بَصرِي وخَالِد واسطي وحصين وَأَبُو وَائِل كوفيان.

والْحَدِيث أخرجه أَيْضا فِي: بَاب السِّوَاك، فِي كتاب الْوضُوء عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن جرير عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ مُسْتَوفى. قَوْله: (يشوص) أَي: يدلك أَو يغسل.

٠١ - (بابٌ كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ وكَيْفَ كانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان كَيْفيَّة صَلَاة اللَّيْل وَفِي بعض النّسخ: بَاب كَيفَ كَانَ صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: (وَكَيف كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ) ، وَفِي بعض النّسخ: (وَكم كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ؟) وَفِي بَعْضهَا: (من اللَّيْل) .

٧٣١١ - حدَّثنا أبُو اليَمَانِ قَالَ أخبرنَا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرنِي سالِمُ بنُ عَبْدِ الله نَّ عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ إنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رسولَ الله كَيْفَ صَلاةُ اللَّيْلِ قَالَ مَثْنَى مَثْنَى فإذَا خِفْتَ الصُّبْحَ قأوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ..

مطابقته للجزء الأول من التَّرْجَمَة ظَاهِرَة، والْحَدِيث قد مر ذكره فِي: بَاب مَا جَاءَ فِي الْوتر، أخرجه عَن عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك عَن نَافِع وَعبد الله بن ديار (عَن ابْن عمر: أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صَلَاة اللَّيْل؟ . .) الحَدِيث. وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب ابْن أبي حَمْزَة وَالزهْرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ مستقصىً.

١٦٨ - (حَدثنَا مُسَدّد قَالَ حَدثنَا يحيى عَن شُعْبَة قَالَ حَدثنِي أَبُو جَمْرَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ كَانَت صَلَاة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثَلَاث عشرَة رَكْعَة يَعْنِي بِاللَّيْلِ) مطابقته للجزء الثَّانِي للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَقد مضى الْكَلَام فِيهِ أَيْضا فِي أول أَبْوَاب الْوتر وَيحيى هُوَ الْقطَّان وَأَبُو جَمْرَة بِالْجِيم وَالرَّاء الْمُهْملَة واسْمه نصر بن عمرَان الضبعِي -

٩٣١١ - حدَّثنا إسْحَاقُ قَالَ حدَّثنا عُبَيْدُ الله قَالَ أخبرنَا إسْرَائِيلُ عنْ أبي حَصينٍ عنْ يَحْيى بنِ وَثَّابٍ عنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ سألْتُ عائِشَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا عنْ صَلَاةِ رسولِ الله صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>