أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ أَيْضا. وَأثر ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن أبي شيبَة أَيْضا حَدثنَا وَكِيع عَن شُعْبَة عَن أبي نَوْفَل ابْن أبي عقرب عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: سمعته يقْرَأ فِي الْمغرب {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} . وَأثر عمرَان بن الْحصين أخرجه ابْن أبي شيبَة أَيْضا عَن الْحسن، قَالَ: كَانَ عمرَان بن الْحصين يقْرَأ فِي الْمغرب: إِذا زلزلت، وَالْعَادِيات. وَأثر أبي بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أخرجه عبد الرَّزَّاق فِي (مُصَنفه) عَن أبي عبد الله الصنَابحِي أَنه: صلى وَرَاء أبي بكر الْمغرب، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين بِأم الْقُرْآن وسورتين من قصار الْمفصل، ثمَّ قَرَأَ فِي الثَّالِثَة، قَالَ: فدنوت مِنْهُ حَتَّى أَن ثِيَابِي لتكاد أَن تمس ثِيَابه، فَسَمعته قَرَأَ بِأم الْقُرْآن وَهَذِه الْآيَة {رَبنَا لَا تزغ قُلُوبنَا بعد إِذْ هديتنا} حَتَّى {الْوَهَّاب}(آل عمرَان: ٨) . وَعَن مَكْحُول: أَن قِرَاءَة هَذِه الْآيَة فِي الرَّكْعَة الثَّالِثَة كَانَت على سَبِيل الدُّعَاء، وَرُوِيَ أَيْضا نَحْو ذَلِك عَن التَّابِعين، فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي (مُصَنفه) : أخبرنَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك قَالَ: سَمِعت سعيد بن جُبَير يقْرَأ فِي المغربب مرّة {تنبىء أَخْبَارهَا} وَمرَّة {تحدث أَخْبَارهَا}(الزلزلة: ٤) . حَدثنَا وَكِيع عَن ربيع، قَالَ: كَانَ الْحسن يقْرَأ فِي الْمغرب: إِذا زلزلت، وَالْعَادِيات، لَا يدعهما. أخبرنَا زيد بن الْخَبَّاب عَن الضَّحَّاك بن عُثْمَان، قَالَ: رَأَيْت عمر بن عبد الْعَزِيز، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يقْرَأ فِي الْمغرب بقصار الْمفصل، أخبرنَا وَكِيع عَن مَحل، قَالَ: سَمِعت إِبْرَاهِيم يقْرَأ فِي الرَّكْعَة الأولى من الْمغرب: {لِإِيلَافِ قُرَيْش}(قُرَيْش: ١) . وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي (سنَنه) من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة أَن أَبَاهُ كَانَ يقْرَأ فِي الْمغرب بِنَحْوِ مِمَّا يقرأون: وَالْعَادِيات، وَنَحْوهَا من السُّور فَإِن قلت: مَا وَجه الرِّوَايَات الْمُخْتَلفَة فِي هَذَا الْبَاب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قلت: كَانَ هَذَا بِحَسب الْأَحْوَال، فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعلم من حَال المؤتمين فِي وَقت أَنهم يؤثرون التَّطْوِيل فَيطول، وَفِي وَقت لَا يؤثرون لعذر وَنَحْوه، فيخفف، وبحسب الزَّمَان وَالْوَقْت.
٩٩ - (بابُ الجَهْرِ فِي المَغْرِبِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان حكم جهر الْقِرَاءَة فِي صَلَاة الْمغرب، وَاعْتِرَاض ابْن الْمُنِير على هَذِه التَّرْجَمَة وَالَّتِي بعْدهَا: بِأَن الْجَهْر فيهمَا لَا خلاف فِيهِ سَاقِط، لِأَن البُخَارِيّ وضع كِتَابه لبَيَان الْأَحْكَام من حَيْثُ هِيَ مُطلقًا، وَلم يقصره على بَيَان الخلافيات.
٧٦٥ - حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ يُوسُفَ قَالَ أخبرنَا مالِكٌ عنِ ابنِ شِهَابٍ عنْ مُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ ابنِ مُطْعِمٍ عنْ أبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأ فِي المَغْرِبِ بالطُّورِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
ذكر رِجَاله: وهم خَمْسَة: عبد الله بن يُوسُف التنيسِي الْمصْرِيّ، وَمَالك بن أنس، وَمُحَمّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ، وَمُحَمّد بن جُبَير، بِضَم الْجِيم: ابْن مطعم، بِضَم الْمِيم وَكسر الْعين، وَأَبوهُ جُبَير بن مطعم بن عدي قد مر فِي: بَاب من أَفَاضَ فِي كتاب الْغسْل.
ذكر لطائف إِسْنَاده: وَفِيه: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي مَوضِع. وبصيغة الْإِخْبَار كَذَلِك فِي مَوضِع، وَفِيه: العنعنة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: القَوْل فِي موضِعين. وَفِيه: السماع. وَفِيه: أَن رُوَاته مَا بَين مصري ومدني. وَفِيه: عَن مُحَمَّد بن جُبَير، وَفِي رِوَايَة ابْن خُزَيْمَة من طَرِيق سُفْيَان: عَن الزُّهْرِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن جُبَير.
ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره: أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْجِهَاد عَن مَحْمُود، وَفِي التَّفْسِير عَن إِسْحَاق بن مَنْصُور، وَعَن الْحميدِي عَن ابْن عُيَيْنَة. وَأخرجه مُسلم فِي الصَّلَاة عَن يحيى بن يحيى عَن مَالك، وَعَن أبي بكر ابْن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب، وَعَن حَرْمَلَة وَعَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعَن عبد بن حميد. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن القعْنبِي عَن مَالك. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي التَّفْسِير عَن قُتَيْبَة وَعَن الْحَارِث بن مِسْكين. وَأخرجه ابْن مَاجَه مُحَمَّد بن الصَّباح.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (قَرَأَ) وَفِي رِوَايَة ابْن عَسَاكِر: (يقْرَأ) ، بِلَفْظ الْمُضَارع، وَكَذَا هُوَ فِي (الْمُوَطَّأ) . قَوْله:(فِي الْمغرب) أَي: فِي صَلَاة الْمغرب. قَوْله:(بِالطورِ) أَي: بِسُورَة الطّور. قَالَ الطَّحَاوِيّ: يجوز أَن يُرِيد بقوله: (وَالطور) قَرَأَ بِبَعْضِهَا، وَذَلِكَ جَائِز فِي اللُّغَة، يُقَال: فلَان قَرَأَ الْقُرْآن إِذا قَرَأَ بعضه، وَيحْتَمل قَرَأَ بِالطورِ قَرَأَ بكلها، فَنَظَرْنَا فِي ذَلِك: هَل يرْوى فِيهِ شَيْء يدل على أحد التَّأْويلَيْنِ؟ فَإِذا صَالح بن عبد الرَّحْمَن وَابْن أبي دَاوُد قد حدثانا قَالَا: نَا سعيد بن مَنْصُور، قَالَ: حَدثنَا هشيم عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه، قَالَ: (قدمت الْمَدِينَة على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأكلمه فِي أُسَارَى بدر، فانتهيت إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي