للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بَيْنَمَا أَنا نائِمٌ رَأيْتَنِي فِي الجَنَّة فإذَا امْرَأةٌ تَتَوَضّأُ إِلَى جانِبِ قِصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قالُوا: هَذَا لِعُمَرَ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلّيْتُ مْدّبِرا فَبَكَى عُمرَ وهْوَ فِي المجْلِسِ. ثُمَّ قَالَ: أوَ عَلَيْك يَا رسولَ الله أغارُ؟

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وعبدان لقب عبد الله بن عُثْمَان بن جبلة الْمروزِي، وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك الْمروزِي، وَيُونُس هُوَ ابْن يزِيد الْأَيْلِي.

والْحَدِيث مضى فِي بَاب مَا جَاءَ فِي صفة الْجنَّة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن اللَّيْث عَن عقيل عَن ابْن شهَاب إِلَى آخر. وَأخرجه مُسلم فِي فَضَائِل عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عَن حَرْمَلَة بن يحيى عَن ابْن وهب عَن يُونُس إِلَى آخِره نَحوه.

قَوْله: (جُلُوس) جمع جَالس. قَوْله: (رَأَيْتنِي) أَي: رَأَيْت نَفسِي قَوْله: (فَإِذا) كلمة مفاجأة قَوْله: (تتوضأ) قَالَ الْكرْمَانِي: إِمَّا من الْوضُوء وَإِمَّا من الوضاء. قلت: الْأَوْجه أَن يكون من الْوَضَاءَة على مَا لَا يخفى، وَذكر ابْن قُتَيْبَة فِي قَوْله: (فَإِذا امْرَأَة تتوضأ إِلَى جَانب قصر) فَإِذا امْرَأَة شوهاء إِلَى جَانب قصر من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب، وَفَسرهُ، وَقَالَ: الشوهاء الْحَسَنَة الرائعة، حَدثنِي بذلك أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة، قَالَ: وَيُقَال: فرس شوهاء، وَلَا يُقَال: فرس أشوه، وَقَالَ فِي (الْمطَالع) : رجل أشوه وَامْرَأَة شوهاء، يَعْنِي قبيحة قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: الْحَسَنَة، وَهُوَ من الأضداد. والشوهاء أَيْضا الواسعة الْفَم، وَأَيْضًا الصَّغِيرَة الْفَم. وَقَالَ ابْن بطال: يشبه أَن تكون هَذِه الرِّوَايَة هِيَ الصَّوَاب، وتتوضأ تَصْحِيف لِأَن الْحور طاهرات فَلَا وضوء عَلَيْهِنَّ، فَلذَلِك كل من دخل الْجنَّة لَا يلْزمه طَهَارَة وَلَا عبَادَة، وحروف شوهاء يُمكن تصحيفها بحروف تتوضأ، لقرب صور بَعْضهَا من بعض. وَقَالَ ابْن التِّين: تتوضأ، قيل: إِنَّهَا تَصْحِيف لِأَن الْجنَّة لَا تَكْلِيف فِيهَا، وَفِيمَا قَالَه ابْن بطال نظر لِأَن أحدا مَا ادّعى أَن عَلَيْهِنَّ الْوضُوء، وَمن ادّعى أَن كل من دخل الْجنَّة يلْزمه طَهَارَة أَو عبَادَة فَلم لَا يجوز أَن يصدر عَن أحد من أهل الْجنَّة عبَادَة بِاخْتِيَارِهِ مَا شَاءَ من أَنْوَاع الْعِبَادَة. قَالَ عز وَجل: {وَلَكِن فِيهَا مَا تشْتَهي أَنفسكُم} (فصلت: ١٣) وَيرد كَلَام ابْن التِّين أَيْضا بِمَا ذكراناه.

٨٠١ - (بابُ غَيْرَةِ النِّساءِ ووَجْدِهِنَّ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان غيرَة النِّسَاء، وَقد مر تَفْسِيرهَا. قَوْله: (ووجدهن) بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْجِيم قَالَ الْكرْمَانِي: أَي غضبهن وحزنهن، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وجد عَلَيْهِ فِي الْغَصْب موجدة، وَوجد فِي الْحزن وجدا بِالْفَتْح، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: يُقَال: وجدت بفلانة إِذا أحببتها حبا شَدِيدا، وَلم يبين حكم الْبَاب لاخْتِلَاف ذَلِك بختلاف الْأَحْوَال والأشخاص.

١٥٧ - (حَدثنَا عبيد بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت قَالَ لي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنِّي لأعْلم إِذا كنت عني راضية وَإِذا كنت عَليّ غَضبى قَالَت فَقلت من أَيْن تعرف ذَلِك فَقَالَ أما إِذا كنت عني راضية فَإنَّك تَقُولِينَ لَا وَرب مُحَمَّد وَإِذا كنت عَليّ غَضبى قلت لَا وَرب إِبْرَاهِيم قَالَت قلت أجل وَالله يَا رَسُول الله مَا أَهجر إِلَّا اسْمك) مطابقته للشطر الثَّانِي من التَّرْجَمَة وَعبيد بن إِسْمَاعِيل الْهَبَّاري الْقرشِي الْكُوفِي واسْمه فِي الأَصْل عبد الله وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد ابْن أُسَامَة يروي عَن هِشَام عَن أَبِيه عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي فضل عَائِشَة عَن أبي كريب عَن أُسَامَة قَوْله حَدثنَا عبيد وَفِي رِوَايَة أبي ذَر حَدثنِي بِالْإِفْرَادِ قَوْله إِنِّي لأعْلم إِلَى آخِره فِيهِ أَنه يعلم أَن الْمَرْأَة هَل هِيَ راضية على زَوجهَا أَو غَضبى عَلَيْهَا بِحَالِهَا من فعلهَا وَقَوْلها قَوْله وَرب إِبْرَاهِيم إِنَّمَا ذكرت إِبْرَاهِيم دون غَيره من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَلِأَنَّهُ أولى النَّاس بِهِ كَمَا نَص عَلَيْهِ الْقُرْآن وَفِيه دلَالَة على فطنة عَائِشَة وَقُوَّة ذكائها قَوْله " أجل " أَي نعم قَوْله مَا أَهجر إِلَّا اسْمك قَالَ الطَّيِّبِيّ رَحمَه الله هَذَا الْحصْر فِي غَايَة من اللطف لِأَنَّهَا أخْبرت إِذا كَانَت فِي غَايَة الْغَضَب الَّذِي يسلب الْعَاقِل اخْتِيَاره لَا يغيرها عَن كَمَال الْمحبَّة

<<  <  ج: ص:  >  >>