كقرد وقردة. قَوْله: (وأرياع وَاحِد الريعة) ، بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْيَاء، وَعند جمَاعَة من الْمُفَسّرين: ريع وَاحِد وَجمعه أرياع وريعة بِالتَّحْرِيكِ، وريع جمع أَيْضا واحده ريعة بِالسُّكُونِ: كعهن وعهنة.
مَصانِعَ كلُّ بِناء فَهْوَ مَصْنَعَةٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وتتخذون مصانع لَعَلَّكُمْ تخلدون} (الشُّعَرَاء: ٩٢١) وَقَالَ: (كل بِنَاء فَهُوَ مصنعة) وَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، ومصنعة مُفْرد مصانع، وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة: المصانع الْقُصُور والحصون، وَقَالَ عبد الرَّزَّاق: المصانع عندنَا بلغَة الْيمن الْقُصُور العادية، وَقيل: المصانع بروج الْحمام.
فَرِهِينَ مَرِحِينَ فارِهِينَ بِمَعْناهُ ويُقالُ: فارِهِينَ حاذِقِينَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وتنحّون من الْجبَال بُيُوتًا فارهين} (الشُّعَرَاء: ٩٤١) وَفَسرهُ بقوله: مرحين، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، ومرحين جمع مرح صفة مشبهة من مرح بِالْكَسْرِ مرحاً، والمرح شدَّة الْفَرح والنشاط، وَعَن ابْن عَبَّاس: أشرين، وَعَن الضَّحَّاك: كيسين، وَعَن قَتَادَة: معجبين بصنيعهم، وَعَن مُجَاهِد: شرهين، وَعَن عِكْرِمَة: ناعمين، وَعَن السّديّ: متحيرين، وَعَن ابْن زيد: أقوياء، وَعَن الْكسَائي: بطرين، وَعَن الْأَخْفَش: فرحين، وَهَكَذَا هُوَ رِوَايَة أبي ذَر، وَقَالَ بَعضهم: وَصَوَّبَهُ بَعضهم لقرب مخرج الْحَاء من الْهَاء وَلَيْسَ بِشَيْء. قلت: أَرَادَ بالمصوب صَاحب (التَّوْضِيح) ورده عَلَيْهِ لَيْسَ بِشَيْء لِأَن الْهَاء والحاء من حُرُوف الْحلق وَالْعرب تعاقب بَين الْحَاء وَالْهَاء مثل مدحته ومدهته. قَوْله: (فارهين بِمَعْنَاهُ) ، أَي: بِمَعْنى: فرهين، من قَوْله الرجل فَهُوَ فاره. قَوْله: (وَيُقَال: فارهين حاذقين) وَكَذَا رُوِيَ عَن عبد الله بن شَدَّاد، وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ: وقرىء فرهين بِالْألف: فارهين، أَي: حاذرين بنحتها، وَقيل: متحيرين لمواضع نحتها.
تَعْثَوْا هُوَ أشَدُّ الفَسادِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تعثوا فِي الأَرْض مفسدين} (الشُّعَرَاء: ٣٨١) وَتَفْسِيره بأشد الْفساد، تَفْسِير مصدر: تعثوا، لِأَنَّهُ من عثا فِي الأَرْض يعثو: فسد، وَكَذَلِكَ عثى بِالْكَسْرِ يعثي، فمصدر الأول عثواً ومصدر الثَّانِي عثى، فَافْهَم.
عاثَ يَعِيثُ عَيْثاً
أَرَادَ بِهَذَا أَن معنى: عاث، مثل معنى: عثى: أفسد وَلَيْسَ مُرَاده أَن تعثوا مُشْتَقّ من عاث لِأَن تعثوا معتل اللَّام نَاقص، وعاث معتل الْعين أجوف، وَمن لَهُ أدنى ملكة من التصريف يفهم هَذَا.
الجِبِلَّةُ الخَلْق جُبِلَ خُلِقَ ومِنْهُ جُبُلاً وجِبِلاً وجُبْلاً يَعْنِي الخَلْقَ قالَهُ ابنُ عَبَّاسٍ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {والجبلة الْأَوَّلين} (الشُّعَرَاء: ٤٨١) وفسرها بالخلق. قَوْله: (جبل على صِيغَة الْمَجْهُول) ، أَي: خلق مَجْهُول أَيْضا. قَوْله: (وَمِنْه) ، أَي: وَمن هَذَا الْبَاب جبلا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد أضلّ مِنْكُم جبلا كثيرا} (يس: ٢٦) . وَفِيه قراءات شَتَّى ذكره البُخَارِيّ هُنَا ثَلَاثَة: الأولى: جبلا: بِضَمَّتَيْنِ. الثَّانِيَة: جبلا، بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْبَاء. الثَّالِثَة: جبلا، بِضَم الْجِيم وَالْبَاء وَتَشْديد اللَّام، وَالْحَاصِل أَن قِرَاءَة نَافِع وَعَاصِم بكسرتين وَتَشْديد اللَّام. وَقِرَاءَة أبي عَمْرو وَابْن عَامر بكسرتين وَتَخْفِيف اللَّام، وَقَرَأَ الْأَعْمَش بكسرتين وَتَخْفِيف اللَّام، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمَّتَيْنِ وَاللَّام خَفِيفَة، وقرىء فِي الشواذ بِضَمَّتَيْنِ وبالتشديد وبكسرة وَسُكُون وبكسرة وفتحة وبالتخفيف. قَوْله: (قَالَه ابْن عَبَّاس) وَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر وَلم يَقع عِنْد غَيره، وَقَالَ بَعضهم: هَذَا أولى فَإِن هَذَا كُله كَلَام أبي عُبَيْدَة، انْتهى. قلت: لَيْت شعري من أَيْن الْأَوْلَوِيَّة، وَكَونه كَلَام أبي عُبَيْدَة لَا يسْتَلْزم نفي كَونه من كَلَام ابْن عَبَّاس أَيْضا.
١ - (بابُ: {وَلَا يُخْزِني يَوْمَ يُبْعَثُونَ} (الشُّعَرَاء: ٧٨)
أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله عز وَجل: {وَلَا تخزني يَوْم يبعثون} وَلم يثبت لفظ بَاب إلَاّ يثبت لفظ بَاب إلَاّ فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده. قَوْله: (يَوْم يبعثون) أَي: الْعباد، وَقيل: يَوْم يبْعَث الضالون، وَأبي فيهم.
٨٦٧٤ - وَقَالَ إبْرَاهيمُ بنُ طَهْمانَ عنِ ابنِ أبي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بنِ أبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عَنْ أبِيهِ