وَرَحْمَة الله وبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وعَلى عباد الله الصَّالِحِينَ، فإِنَّهُ إِذا قَالَ ذالِكَ أصابَ كُلَّ عَبْدٍ صالِحٍ فِي السَّماءِ والأرْضِ: أشْهَدُ أنْ لَا إلاهَ إلَاّ الله وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورسولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الكَلامِ مَا شاءَ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: إِن الله هُوَ السَّلَام، وَعمر بن حَفْص يروي عَن أَبِيه حَفْص بن غياث عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود.
والْحَدِيث مضى فِي الصَّلَاة فِي: بَاب التَّشَهُّد فِي الْأَخِيرَة فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن أبي نعيم عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق ... إِلَى آخِره. وَأخرجه أَيْضا فِي: بَاب مَا يتَخَيَّر من الدُّعَاء فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن مُسَدّد عَن يحيى عَن الْأَعْمَش ... إِلَى آخِره. وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
قَوْله: (قبل عباده) أَي: قبل السَّلَام على عباده، ويرو: قبل، بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة أَي: من جِهَة عباده، وَفِيمَا مضى السَّلَام: على الله من عباده وَفِيمَا مضى السَّلَام: على الله من عباده. قَوْله: (فَلَمَّا انْصَرف) أَي: من الصَّلَاة. قَوْله: (وَيتَخَيَّر) أَي: يخْتَار والتخير وَالِاخْتِيَار بِمَعْنى وَاحِد، قَالَه الْكرْمَانِي قلت: لَيْسَ كَذَلِك، لِأَن التخير أَن يُخَيّر غَيره، وَالِاخْتِيَار أَن يخْتَار لنَفسِهِ، وَأَيْضًا يتَخَيَّر لَيْسَ مصدره التَّخْيِير، وَإِنَّمَا مصدره التخير على وزن التفعل.
٤ - (بابُ تَسْلِيمِ القَلِيلِ عَلى الكَثيرِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان تَسْلِيم الْقَلِيل على الْكثير، والقلة وَالْكَثْرَة أَمر نسبي فالواحد قَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِثْنَيْنِ، والإثنان بِالنِّسْبَةِ إِلَى الثَّلَاث، وعَلى هَذَا.
٦٢٣١ - حدَّثنا مُحَمَّدُ بن مُقاتِلٍ أبُو الحَسَنِ أخْبرنا عَبْدُ الله أخْبرنا مَعْمَرٌ عَنْ هَمّامِ بنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلى الكَبيرِ والمارُّ عَلى القاعِد والقَلِيلُ عَلى الكَثيرِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك، وَمعمر هُوَ ابْن رَاشد، وَهَمَّام بتَشْديد الْمِيم ابْن مُنَبّه على أَنه فَاعل من التَّنْبِيه.
والْحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الاسْتِئْذَان عَن سُوَيْد بن نصر عَن ابْن الْمُبَارك.
قَوْله: (يسلم الصَّغِير) أَي: ليسلم، لِأَنَّهُ خبر بِمَعْنى الْأَمر، وَقد ورد صَرِيحًا فِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن معمر عِنْد أَحْمد بِلَفْظ: ليسلم.
٥ - (بابُ تَسْليمِ الرَّاكِبِ عَلى الماشِي)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان تَسْلِيم الرَّاكِب على الْمَاشِي، هُوَ رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: بَاب يسلم الرَّاكِب، بِلَفْظ الْمُضَارع.
٦٢٣٢ - حدَّثنا مُحَمَّدٌ أخبرنَا مَخْلَدٌ أخبرنَا ابنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبرنِي زِيادٌ أنَّهُ سَمِعَ ثابِتاً مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ زَيْدٍ أنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ يَقُولُ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي والماشي عَلى القاعِدِ والقَلِيلُ عَلى الكَثِير.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَمُحَمّد هُوَ ابْن سَلام بتَخْفِيف اللَّام فِي الْأَصَح، ومخلد بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة ابْن يزِيد بالزاي الْحَرَّانِي، وَابْن جريج عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج، وَزِيَاد بِكَسْر الزَّاي وَتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف ابْن سعد الْخُرَاسَانِي ثمَّ الْمَكِّيّ، وثابت بالثاء الْمُثَلَّثَة ابْن عِيَاض مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب، وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ إلَاّ هَذَا الحَدِيث، وَآخر فِي الْمُصراة.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْأَدَب عَن عقبَة بن مكرم، وَمُحَمّد بن مَرْزُوق. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن يحيى بن حبيب.
٦ - (بابُ تَسلِيم الْمَاشِي عَلى القاعِدِ)