الْوَاو وبالباء الْمُوَحدَة وبالنون: الْحِجَازِي الْمدنِي مَاتَ سنة سبع عشرَة وَمِائَة، وَهَذَا التَّعْلِيق رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن ابْن أبي حسان وَمُحَمّد بن مُحَمَّد، قَالَا: حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا عبد الحميد بن أبي الْعشْرين حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ فَذكره، وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : ومتابعة هِشَام أسندها الْإِسْمَاعِيلِيّ. قلت: لَيْسَ هَذَا بمتابعة، وَإِنَّمَا هُوَ تَعْلِيق كَمَا ذَكرْنَاهُ، وَفَائِدَته التَّنْبِيه على أَن زِيَادَة عمر بن الحكم بن ثَوْبَان بن يحيى وَأبي سَلمَة من الْمَزِيد فِي مُتَّصِل الْأَسَانِيد لِأَن يحيى قد صرح بِسَمَاعِهِ من أبي سَلمَة وَلَو كَانَ بَينهمَا وَاسِطَة لم يُصَرح بِالتَّحْدِيثِ. قَوْله: (بِهَذَا مثله) ، هَذَا رِوَايَة كَرِيمَة والأصيلي، وَفِي رِوَايَة غَيرهمَا: بِهَذَا، فَقَط.
وَتَابَعَهُ عَمْرُو بنُ أبِي سَلَمَةَ عنِ الأَوْزَاعِيِّ
أَي: تَابع ابْن أبي الْعشْرين على زِيَادَة عمر بن الحكم عَمْرو بن أبي سَلمَة، بِفَتْح اللَّام: أَبُو حَفْص الشَّامي، توفّي سنة ثِنْتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ، وَوصل هَذِه الْمُتَابَعَة مُسلم عَن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة عَن الْأَوْزَاعِيّ قِرَاءَة، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن أبي كثير عَن ابْن الحكم بن ثَوْبَان، قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (يَا عبد الله لَا تكن مثل فلَان، كَانَ يقوم اللَّيْل، فَترك قيام اللَّيْل.
٠٢ - (بابٌ)
هَكَذَا وَقع لفظ: بَاب، بِغَيْر تَرْجَمَة، وَهُوَ بِمَنْزِلَة الْفَصْل من الْبَاب الَّذِي قبله، وَقد جرت عَادَة المصنفين أَن يكتبوا بَابا فِي حكم من الْأَحْكَام ثمَّ يكتبوا عَقِيبه فصل فيريدوا بِهِ انْفِصَال هَذَا الحكم عَمَّا قبله، وَلكنه مُتَعَلق بِهِ فِي نفس الْأَمر.
٣٥١١ - حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله قَالَ حدَّثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍ وعنْ أبِي العَبَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله بنَ عَمْرٍ وَرَضي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ قَالَ لي النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ قُلْتُ إنِّي أفْعلُ ذالِكَ قَالَ فإنَّكَ إذَا فَعَلْتَ ذالِكَ هَجَمَتْ عَيْنُكَ وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ وَإنَّ لِنَفْسِكَ حقَّا وَلأِهْلِكَ حَقّا فَصُمْ وَأفْطِرْ وَقُمْ ونَمْ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَهُوَ أمره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالصَّوْمِ والإفطار وَالْقِيَام وَالنَّوْم، وَلَا شكّ أَنه يَقْتَضِي ترك التَّشْدِيد فِي ذَلِك.
ذكر رِجَاله: وهم خَمْسَة: الأول: عَليّ بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ. الثَّانِي: سُفْيَان بن عُيَيْنَة. الثَّالِث: عَمْرو بن دِينَار. الرَّابِع: أَبُو الْعَبَّاس اسْمه السَّائِب، بِالسِّين الْمُهْملَة: ابْن فروخ، بِفَتْح الْفَاء وَضم الرَّاء الْمُشَدّدَة وبالخاء الْمُعْجَمَة: الشَّاعِر الْأَعْمَى. الْخَامِس: عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ.
ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين. وَفِيه: العنعنة فِي موضِعين. وَفِيه: السماع. وَفِيه: القَوْل فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: أَن شَيْخه من أَفْرَاده. وَفِيه: أَن سُفْيَان وعمرا وَأَبا الْعَبَّاس مكيون، وَفِيه: عَمْرو عَن أبي الْعَبَّاس، وَفِي رِوَايَة الْحميدِي، فِي (مُسْنده) : عَن سُفْيَان حَدثنَا عَمْرو سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس.
ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره: أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الصَّوْم عَن عَمْرو بن عَليّ وَفِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، عَن خَلاد بن يحيى. وَأخرجه مُسلم فِي الصَّوْم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة عَن سُفْيَان نَحْو حَدِيث عَليّ وَعَن مُحَمَّد بن رَافع عَن عبد الرَّزَّاق وَعَن مُحَمَّد بن حَاتِم وَعَن عبيد الله بن معَاذ وَعَن أبي كريب. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِيهِ عَن هناد عَن وَكِيع وَفِي بعض النّسخ عَن قُتَيْبَة بدل هناد. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن عَليّ بن الْحسن الدرهمي وَعَن مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى وَعَن إِبْرَاهِيم بن الْحسن وَعَن مُحَمَّد بن عبيد الله وَعَن مُحَمَّد بن بشار وَعَن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن عَليّ بن مُحَمَّد بالقصة.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (ألم أخبر؟) الْهمزَة للاستفهام، وَلكنه خرج من الِاسْتِفْهَام الْحَقِيقِيّ، فَمَعْنَاه هُنَا حمل الْمُخَاطب على