ابْن إِبْرَاهِيم. قلت: فِي مَشَايِخ البُخَارِيّ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد السَّامِي. وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر السَّعْدِيّ البُخَارِيّ. وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْبَغَوِيّ، سكن بَغْدَاد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الصَّواف الْبَصْرِيّ، وَالَّذِي قَالَه الْمزي يحْتَمل أَن يكون وَاحِدًا من هَؤُلَاءِ، وَلَكِن الْغَالِب أَنه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه.
والْحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن سعيد القَاضِي.
قَوْله:(وَكَأن فصه مِنْهُ) ، أَي: من الْخَاتم الَّذِي هُوَ من الْفضة. فَإِن قلت: فِي حَدِيث معيقيب عِنْد أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ: (كَانَ خَاتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، من حَدِيد ملوي بِفِضَّة، فَكيف يجمع بَينه وَبَين حَدِيث الْبَاب مَعَ ذمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الْخَاتم الْحَدِيد؟ قلت: أُجِيب عَنهُ بأوجه: الأول: أَن لَا مَانع أَن يكون لَهُ خَاتم من فضَّة وَخَاتم من حَدِيد ملوي. الثَّانِي: أَنه يحْتَمل أَن يكون خَاتم الْحَدِيد الملوي بِفِضَّة كَانَ لَهُ قبل أَن ينْهَى عَن خَاتم الْحَدِيد. الثَّالِث: أَنه لما كَانَ خَاتم الْحَدِيد قد لوي على ظَاهره فضَّة صَار لَا يرى مِنْهُ إلَاّ الظَّاهِر، فَظن أَنه كُله فضَّة.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ أيُّوبَ: حدّثني حُمَيْدٌ سَمِع أنَساً عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يحيى بن أَيُّوب هُوَ الغافقي الْمصْرِيّ أَبُو الْعَبَّاس، وَأَرَادَ البُخَارِيّ بِهَذَا التَّعْلِيق بَيَان سَماع حميد عَن أنس.
٤٩ - (بابُ خاتَمِ الحَدِيدِ)
أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ الْخَاتم من حَدِيد، وَلَا يفهم من هَذِه التَّرْجَمَة وَلَا من حَدِيث الْبَاب كَيفَ الحكم فِي الْخَاتم من الْحَدِيد وَاعْتذر بَعضهم عَنهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَدِيث على شَرطه، فَلذَلِك لم يذكر فِيهِ شَيْئا. قلت: لما كَانَ الْأَمر كَذَلِك لم يبْق فَائِدَة فِي إِيرَاده حَدِيث الْبَاب إلَاّ التَّنْبِيه على اخْتِلَاف إِسْنَاده وَاخْتِلَاف بعض الْمَتْن، وَأما الَّذِي ورد فِي منع خَاتم الْحَدِيد فَمِنْهُ مَا رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من رِوَايَة عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَلِيهِ خَاتم من شبه، فَقَالَ: مَالِي أجد مِنْك ريح الْأَصْنَام؟ فطرحه، ثمَّ جَاءَ وَعَلِيهِ خَاتم من حَدِيد، فَقَالَ: مَالِي أرى عَلَيْك حلية أهل النَّار؟ فطرحه، فَقَالَ: يَا رَسُول الله! من أَي شَيْء أَتَّخِذ؟ قَالَ: اتخذ من ورق، وَلَا تَتِمَّة مِثْقَالا. وَفِي سَنَده أَبُو طيبَة بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف بعْدهَا بَاء مُوَحدَة اسْمه عبد الله بن مُسلم الْمروزِي، قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ. قلت: أخرج ابْن حبَان حَدِيثه وَصَححهُ، وَمن ذَلِك مَا رَوَاهُ أَحْمد فِي (مُسْنده) من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه لبس خَاتمًا من ذهب فَنظر إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّهُ كرهه فطرحه، ثمَّ لبس خَاتمًا من حَدِيد فَقَالَ لَهُ: هَذَا أَخبث وأخبث فطرحه، ثمَّ لبس خَاتمًا من ورق فَسكت عَنهُ. وَفِي سَنَده عبد الله بن المؤمل وَهُوَ ضَعِيف، وَمن ذَلِك مَا رَوَاهُ أَحْمد أَيْضا من حَدِيث عمار بن عمار: أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى فِي يَد رجل خَاتمًا من ذهب فَقَالَ: إلقِ ذَا فتختم بِخَاتم من حَدِيد، فَقَالَ: ذَا شَرّ مِنْهُ، فتختم من فضَّة فَسكت. قَالَ شَيخنَا: رِوَايَة عمار بن عمار عَن عمر مُرْسلَة.