الرّبيع ضد الخريف الْبَصْرِيّ وَكَانَ يَبِيع الثِّيَاب الهروية فَقيل لَهُ: الْهَرَوِيّ، وَمُحَمّد بن عرْعرة كِلَاهُمَا رويا عَن شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي وَالْآخر عَن آدم عَن شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق ... كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة السَّرخسِيّ عَن أبي إِسْحَاق: سَمِعت الْبَراء.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الدَّعْوَات عَن أبي مُوسَى وَبُنْدَار. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيغ.
قَوْله: (أَمر رجلا) فِي الطَّرِيق الأول، وَفِي الثَّانِي: (أوصى رجلا) وَكِلَاهُمَا فِي الْمَعْنى مُتَقَارب.
٨ - (بابُ وَضْعِ اليَدِ اليُمْنَى تَحْتَ الخَدِّ الأيْمَنِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان اسْتِحْبَاب وضع النَّائِم يَده الْيُمْنَى تَحت خَدّه الْأَيْمن لفعلهصلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَلِك، وَفِي أَكثر النّسخ: تَحت الخد الْيُمْنَى بِاعْتِبَار أَن تَأْنِيث الخد قد جَاءَ فِي لُغَة.
٦٣١٤ - حدَّثني مُوسَى بنُ إسْماعِيلَ حدّثنا أبُو عَوانَةَ عنْ عَبْدِ المَلِكِ عنْ رِبْعِيّ عنْ حَذِيفَةَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذا أخَذ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَع يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أمُوتُ وأحْيا، وَإِذا اسْتَيْقَظَ قَالَ: الحَمْدُ لله الَّذِي أحْيانا بَعْدَ مَا أماتَنا وإلَيْهِ النَّشُورُ.
قيل: لَا مُطَابقَة بَين الحَدِيث والترجمة لِأَن التَّرْجَمَة مُقَيّدَة بِالْيَدِ الْيُمْنَى والخد الْأَيْمن، وَلَيْسَ فِي الحَدِيث ذَلِك. وَأجِيب بِأَنَّهُ مُسْتَفَاد إِمَّا من حَدِيث صرح بِهِ لم يكن على شَرطه، وَإِمَّا مِمَّا ثَبت أَنه كَانَ يحب التَّيَامُن فِي شَأْنه كُله. قلت: فِي الأول نظر لَا يخفى، وَالثَّانِي لَا بَأْس بِهِ.
وَأَبُو عوَانَة الوضاح بن عبد الله، وَعبد الْملك بن عُمَيْر، ورِبْعِي بن حِرَاش، والْحَدِيث مر فِي الْبَاب السَّابِق.
٩ - (بابُ النَّوْمِ عَلى الشِّقِّ الأيْمَنِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي النّوم على الشق الْأَيْمن.
٦٣١٥ - حدَّثني مُسَدَّدٌ حدّثنا عَبْدُ الواحِدِ بنُ زِيادٍ حَدثنَا العَلاءُ بنُ المُسَيَّبِ قَالَ: حدّثني أبي عنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ قَالَ: كَانَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذا أوَى إِلَى فِراشِهِ نامَ عَلى شِقِّهِ الأيْمَنِ ثُمَّ قَالَ: أللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وألْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لَا مَلْجَأ وَلَا مَنْجا مِنكَ إلَاّ إلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتابِكَ الَّذِي أنْزَلْتَ ونَبِيِّكَ الذِي أرْسَلْتَ، وَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَنْ قالَهُنَّ ثُمَّ ماتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ ماتَ عَلى الفِطْرَةِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (نَام على شقَّه الْأَيْمن) . والْعَلَاء الْمَذْكُور يروي عَن أَبِيه الْمسيب بن نَافِع الْكَاهِلِي، وَيُقَال للمسيب: أَبُو الْعَلَاء، وَكَانَ من ثقاة الْكُوفِيّين وَمَا لوَلَده الْعَلَاء فِي البُخَارِيّ إلَاّ هَذَا الحَدِيث وَآخر تقدم فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة.
والْحَدِيث قد مضى فِي الْبَاب الَّذِي قبل هَذَا الْبَاب، والناظر يقف على التَّفَاوُت الَّذِي بَينهمَا من حَيْثُ الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان.
قَوْله: (تَحت ليلته) أَي: فِي ليلته.
اسْتَرْهَبُوهُمْ مِنَ الرَّهْبَةِ. مَلَكُوتٌ مُلْكٌ مَثَلُ: رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِن رَحَمُوتٍ، تَقُولُ: تَرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أنْ تَرْحَمَ.
هَذَا لم يَقع فِي بعض النّسخ وَلَيْسَ لذكره مُنَاسبَة هُنَا، وَإِنَّمَا وَقع هَذَا فِي (مستخرج) أبي نعيم، وَلَفظ: استرهبوهم مضى فِي تَفْسِير سُورَة الْأَعْرَاف، وَذَلِكَ فِي قَضِيَّة سحرة فِرْعَوْن وَهُوَ فِي قَوْله تَعَالَى: {قَالَ ألقوا فَلَمَّا ... . بِسحر عَظِيم} (الْأَعْرَاف: ١١٦) وَمعنى: استرهبوهم أرهبوهم فأفزعوهم، وجاؤوا بِسحر عَظِيم وَذَلِكَ أَنهم ألقوا حِبَالًا غلاظاً وخشباً