أَي: هَذَا بَاب فِي ذكر قَوْله: (وَلَيْسَ الْبر) الْآيَة كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة أبي ذَر، وَفِي رِوَايَة غَيره سَاق إِلَى آخر الْآيَة، وَاخْتلفُوا فِي سَبَب نزُول هَذِه الْآيَة. فروى أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَن شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء، قَالَ: كَانَت الْأَنْصَار إِذا قدمُوا من سفر لم يدْخل الرجل من قبل بَابه، فَنزلت هَذِه الْآيَة وَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ: كَانَ أَقوام الْجَاهِلِيَّة إِذا أَرَادَ أحدهم سفرا أَو خرج من بَيته يُرِيد سَفَره الَّذِي خرج لَهُ ثمَّ بدا لَهُ بعد خُرُوجه أَن يُقيم ويدع سَفَره لم يدْخل الْبَيْت من بَابه وَلَكِن يتسوره من قبل ظَهره. فَقَالَ الله تَعَالَى:{لَيْسَ الْبر بِأَن تَأْتُوا الْبيُوت من ظُهُورهَا}(الْبَقَرَة: ١٨٩) الْآيَة. وَقَالَ مُجَاهِد: كَانَ الرجل إِذا اعْتكف لم يدْخل من بَاب الْبَيْت فَأنْزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة وَقَالَ عَطاء بن أبي رَبَاح: كَانَ أهل يثرب إِذا رجعُوا من عيدهم دخلُوا مَنَازِلهمْ من ظُهُورهَا، ويرون ذَلِك من أدنى الْبر فَقَالَ الله تَعَالَى:{لَيْسَ البربان تَأْتُوا الْبيُوت من ظُهُورهَا}(الْبَقَرَة: ١٨٩) .