أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَمَا مسنا من لغوب} (ق: ٨٣) وَفَسرهُ بِالنّصب وَهُوَ التَّعَب وَالْمَشَقَّة، ويروى: من نصب وَالنّصب، وَقَالَ عبد الزراق عَن معمر عَن قَتَادَة قَالَت الْيَهُود: إِن الله خلق الْخلق فِي سِتَّة أَيَّام وَفرغ من الْخلق يَوْم الْجُمُعَة واستراح يَوْم السبت، فأكذبهم الله تَعَالَى بقوله: {وَمَا مسنا من لغوب} .
وَقَالَ غَيْرُهُ: نَضِيدٌ الكُفُرَّى مَا دَامَ فِي أكْمامِهِ، وَمَعْنَاهُ: مَنْضُودٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ فَإذَا خَرَجَ مِنْ أكْمَامِهِ فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ.
أَي: قَالَ غير مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {لَهَا طلع نضيد} (ق: ٠١) وَفسّر النضيد، بالكفرى، بِضَم الْكَاف وَفتح الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء وبالقصر: هُوَ الطّلع مَا دَامَ فِي أكمامه وَهُوَ جمع كم بِالْكَسْرِ، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ عَن قريب، وَقَالَ مَسْرُوق: نخل الْجنَّة نضيد من أَصْلهَا إِلَى فرعها، وَثَمَرهَا منضد أَمْثَال القلال والدلاء، كلما قطفت مِنْهُ ثَمَرَة تنْبت مَكَانهَا أُخْرَى وأنهارها تجْرِي فِي غير أخدُود.
فِي أدْبَارِ النُّجُومُ وِأدْبَارِ السُّجُودِ كَانَ عَاصِمٌ يَفْتَحُ الَّتِي فِي (ق) وَيَكْسُر الَّتِي فِي (الطُّورِ) وَيُكْسَرَانِ جَمِيعا وَينصبَان.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَمن اللَّيْل فسبحه وأدبار السُّجُود} (ق: ٣) وَوَافَقَ عَاصِمًا أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ، وَخَالفهُ نَافِع وَابْن كثير وَحَمْزَة فكسروها، وَقَالَ الدَّاودِيّ: من قَرَأَ: وأدبار النُّجُوم، بِالْكَسْرِ يُرِيد عِنْد ميل النُّجُوم، وَمن قَرَأَ: بِالْفَتْح يَقُول بعد ذَلِك قَوْله عز وَجل: {وَسبح بِحَمْد رَبك قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل الْغُرُوب وَمن اللَّيْل فسبحه وإدبار النُّجُوم} قَوْله: (سبح بِحَمْد رَبك) قيل: حَقِيقَة مُطلقًا، وَقيل: دبر المكتوبات، وَذكره البُخَارِيّ بعد عَن ابْن عَبَّاس، وَقيل: صل، فَقيل: النَّوَافِل أدبار المكتوبات وَقيل: الْفَرَائِض. قَوْله: (قبل طُلُوع الشَّمْس) ، يَعْنِي الصُّبْح، (وَقبل الْغُرُوب) يَعْنِي: الْعَصْر. قَوْله: (وَمن اللَّيْل فسبحه) يَعْنِي: صَلَاة الْعشَاء، وَقيل: صَلَاة اللَّيْل. قَوْله: (وأدبار السُّجُود) الركعتان بعد الْمغرب، (وأدبار النُّجُوم) الركعتان، قبل الْفجْر، والأدبار بِالْفَتْح جمع دبر وبالكسر مصدر من أدبر يدبر إدبارا قَوْله: (ويكسران جَمِيعًا) يَعْنِي: الَّتِي فِي ق وَالَّتِي فِي الطّور. قَوْله: (وينصبان) أَرَادَ بِهِ يفتحان جَمِيعًا. وَرجح الطَّبَرِيّ الْفَتْح فيهمَا.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ يَوْمَ الخُرُوجِ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ القُبُورِ
أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْم يسمعُونَ الصَّيْحَة بِالْحَقِّ ذَلِك يَوْم الْخُرُوج} (ق: ٢٤) أَي: يَوْم يخرج النَّاس من قُبُورهم، وَهَذَا وَصله ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس لَفظه.
١ - (بابُ قَوْلِهِ: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (ق: ٠٣)
أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْم نقُول لِجَهَنَّم هَل امْتَلَأت وَتقول هَل من مزِيد} قَالَ الثَّعْلَبِيّ: يحْتَمل قَوْله {هَل من مزِيد} جحدا مجازه: مَا من مزِيد، وَيحْتَمل أَن يكون استفهاما بِمَعْنى الاستزاداة أَي: هَل من زِيَادَة فأزاده، وَإِنَّمَا صلح للوجهين لِأَن فِي الِاسْتِفْهَام ضربا من الْجحْد وطرفا من النَّفْي.
٨٤٨٤ - حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ أبِي الأسْوَدِ حدَّثنا حَرَمِيُّ بنُ عِمَارَةَ حدَّثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتادَةَ عَنْ أنَسٍ رَضِيَ الله عنهُ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعُ قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَعبد الله بن أبي الْأسود. اسْمه حميد بن الْأسود أَبُو بكر ابْن أُخْت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي الْحَافِظ الْبَصْرِيّ، وحرمي هُوَ ابْن عمَارَة بن أبي حَفْصَة أَبُو روح، وَقَالَ الْكرْمَانِي: حرمي مَنْسُوب إِلَى الْحرم بِالْمُهْمَلَةِ وَالرَّاء المفتوحتين قلت: وهم فِيهِ لِأَنَّهُ علم وَلَيْسَ بمنسوب إِلَى الْحرم، وَمَا غره إلَاّ الْبَاء الَّتِي فِيهِ ظنا مِنْهُ أَنَّهَا يَاء النِّسْبَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ علم