- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَسْجِد قبَاء رَاكِبًا وماشيا على أَن الْمدنِي إِذا نذر الصَّلَاة فِي مَسْجِد قبَاء لزمَه ذَلِك وَحَكَاهُ عَن ابْن عَبَّاس (فَإِن قلت) مَا الْجمع بَين قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الحَدِيث الصَّحِيح " لَا تشد الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد " وَبَين كَونه كَانَ يَأْتِي مَسْجِد قبَاء رَاكِبًا (قلت) قبَاء لَيْسَ مِمَّا تشد إِلَيْهِ الرّحال فَلَا يتَنَاوَلهُ الحَدِيث الْمَذْكُور قَالَ الْوَاقِدِيّ عَن مجمع بن يَعْقُوب عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن ابْن رُقَيْش قَالَ كَانَ مَسْجِد قبَاء فِي مَوضِع الأسطوانة المخلفة الْخَارِجَة فِي رحبة الْمَسْجِد قَالَ عبد الرَّحْمَن حَدثنِي نَافِع أَن ابْن عمر كَانَ إِذا جَاءَ قبَاء صلى إِلَى الأسطوانة المخلفة يقْصد بذلك مَسْجِد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الأول وَقَالَ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن مَا بَين الصومعة إِلَى الْقبْلَة والجانب الْأَيْمن عِنْد دَار القَاضِي زِيَادَة زَادهَا عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَقَالَ عُرْوَة كَانَ مَوضِع مَسْجِد قبَاء لامْرَأَة يُقَال لَهَا لية وَكَانَت ترْبط حمارا لَهَا فِيهِ فابتناه سعد بن خَيْثَمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَسْجِدا قَالَ أَبُو غَسَّان طوله وَعرضه سَوَاء وَهُوَ سِتّ وَسِتُّونَ ذِرَاعا وَطول ذرعه فِي السَّمَاء تسع عشرَة ذِرَاعا وَطول رحبته الَّتِي فِي جَوْفه خَمْسُونَ ذِرَاعا وعرضها سِتّ وَعِشْرُونَ ذِرَاعا وَطول منارته خَمْسُونَ ذِرَاعا وعرضها تسع أَذْرع وشبر فِي تسع أَذْرع وَفِيه ثَلَاثَة أَبْوَاب وَثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ أسطوانا ومواضع قناديله لأربعة عشر قِنْدِيلًا قَالَ وَأَخْبرنِي من أَثِق بِهِ من الْأَنْصَار من أهل قبَاء أَن مصلى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي مَسْجِدهمْ بعد صرف الْقبْلَة كَانَ إِلَى حرف الأسطوان المخلق
(بَاب من أَتَى مَسْجِد قبَاء كل سبت)
أَي هَذَا بَاب فِي بَيَان فضل من يَأْتِي مَسْجِد قبَاء كل يَوْم سبت وَلما كَانَ الْبَاب السَّابِق مُشْتَمِلًا على الْمَوْقُوف وَالْمَرْفُوع وَكَانَ الْمَوْقُوف مُقَيّدا بِخِلَاف الْمَرْفُوع ذكر هَذَا الْبَاب لبَيَان تَقْيِيد إِطْلَاق ذَلِك الْمَرْفُوع لِأَن الْمَرْفُوع فِي الْبَاب السَّابِق يدل على أَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يزور مَسْجِد قبَاء رَاكِبًا وماشيا وَلم يتَعَرَّض فِيهِ فِي أَي يَوْم كَانَ ذَلِك فَبين فِي هَذَا الْبَاب أَن زيارته مَسْجِد قبَاء كَانَ كل يَوْم سبت وَهَذَا يدل على فَضِيلَة مَسْجِد قبَاء وَكَيف لَا وَقد روى سهل بن حنيف عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن الَّذِي يدْخل فِي مَسْجِد قبَاء وَيُصلي كَانَ ذَلِك كَعدْل رَقَبَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب السَّابِق وروى عمر بن شيبَة فِي أَخْبَار الْمَدِينَة بِإِسْنَاد صَحِيح " عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لِأَن أُصَلِّي فِي مَسْجِد قبَاء رَكْعَتَيْنِ أحب إِلَيّ من أَن آتِي بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ لَو يعلمُونَ مَا فِي قبَاء لصروا إِلَيْهِ أكباد الْإِبِل " (قلت) وَمَعَ هَذَا لم يثبت فِيهِ تَضْعِيف مَا فِي الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة "
٢١٥ - (حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل قَالَ حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْتِي مَسْجِد قبَاء كل سبت مَاشِيا وراكبا وَكَانَ عبد الله رَضِي الله عَنهُ يَفْعَله) مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله " كل سبت ". وَرِجَاله قد ذكرُوا وَعبد الْعَزِيز بن مُسلم بِلَفْظ الْفَاعِل من الْإِسْلَام الْقَسْمَلِي مر فِي بَاب كَيفَ يقبض الْعلم وَرَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ أَيْضا وَقد مر الْكَلَام فِيهِ مستقصى قَوْله " مَاشِيا وراكبا " حالان مُتَرَادِفَانِ قَالَ الْكرْمَانِي وَالْوَاو فِيهِ بِمَعْنى أَو (قلت) لَا حَاجَة إِلَى هَذَا وَلَكِن مَعْنَاهُ بِحَسب مَا تيَسّر لَهُ قَوْله " يَفْعَله " أَي يفعل إتْيَان مَسْجِد قبَاء كل سبت مَاشِيا وراكبا
(بَاب إتْيَان مَسْجِد قبَاء مَاشِيا وراكبا)
أَي هَذَا بَاب فِي بَيَان فضل إتْيَان مَسْجِد قبَاء حَال كَونه رَاكِبًا وماشيا قَالَ بَعضهم إِنَّمَا أفرد هَذِه التَّرْجَمَة لاشتمال الحَدِيث على حكم آخر غير مَا تقدم (قلت) لَيْسَ فِي صدر الحَدِيث حكم آخر وَإِنَّمَا هُوَ زِيَادَة ابْن نمير فَافْهَم وَلَو قُلْنَا أَفْرَاد هَذِه التَّرْجَمَة لبَيَان تعدد سَنَده لَكَانَ فِي الْكِفَايَة
٢١٦ - (حَدثنَا مُسَدّد قَالَ حَدثنَا يحيى عَن عبيد الله قَالَ حَدثنِي نَافِع عَن ابْن عمر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute