للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَا بَعْثُ النارِ قَالَ مِنْ كُلِّ ألْفٍ أرَاهُ قَالَ تَسْعَمائَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الحامِلُ حَمْلَها ويَشِيبُ الوَلِيدُ: {وتَرَى النّاسَ سُكارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ولاكِنَّ عَذابَ الله شَدِيدٌ} (الْحَج: ١) فَشَقَّ ذالِكَ عَلَى النّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وِجُوهُهُمْ فَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْ يأجُوج ومَأْجُوجَ تِسِعْمَائَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ ومِنْكُمْ واحِدٌ ثُمَّ أنْتُمْ فِي النّاسِ كالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأبْيَضِ أوْ كالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأسْوَدِ وإنِّي لأرْجُو أنَ تكونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ فَكَبَّرْنا ثُمَّ قَالَ ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ فَكَبَّرْنا ثُمَّ قَالَ شَطْرَ أهْلِ الجَنّةِ فَكَبَّرْنا.

مطابقته للتَّرْجَمَة وَهِي فِي سُورَة الْحَج ظَاهِرَة. وَأَبُو صَالح ذكْوَان السمان. والْحَدِيث مضى فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء فِي: بَاب قصَّة يَأْجُوج وَمَأْجُوج، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (رَبنَا) ، أَي: يَا رَبنَا. قَوْله: (فينادي) ، على صِيغَة الْمَعْلُوم. قَوْله: (بعثاً) . بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة أَي: مَبْعُوثًا أَي: أخرج من النَّاس الَّذين هم أهل النَّار وابعثهم إِلَيْهَا. قَوْله: (أرَاهُ) ، بِضَم الْهمزَة، قَوْله: (أَو كالشعرة) ، كلمة، أَو، هُنَا يحْتَمل التنويع من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالشَّكّ من الرَّاوِي (فكبرنا) أَي: فعظمنا ذَلِك أَو قُلْنَا: الله أكبر، سُرُورًا بِهَذِهِ الْبشَارَة. قَوْله: (شطر أهل الْجنَّة) ، أَي: نصفهَا.

١ - (بابٌ وتَرَى النَّاسَ سُكارَى)

أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله تَعَالَى: {وَترى النَّاس سكارى} الْآيَة وَلم تُوجد هَذِه التَّرْجَمَة إلَاّ فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده.

قَالَ أبُو أُسامَةَ عنِ الأعْمَشِ: {تَرَى النّاسَ سُكارَى وَمَا هُمْ بِسُكارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} وَقَالَ: مِنْ كُلِّ ألْفٍ تِسْعَمائَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ.

أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة يروي عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، وَقد وصل البُخَارِيّ هَذَا التَّعْلِيق فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء فِي: بَاب قصَّة يَأْجُوج وَمَأْجُوج، عَن إِسْحَاق بن نصر عَن أبي أُسَامَة إِلَى آخِره.

وَقَالَ جَرِيرٌ وعِيسَى بنُ يُونُسَ وأبُو مُعاوِيَةَ سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى

أَرَادَ أَن هَؤُلَاءِ رَوَوْهُ عَن الْأَعْمَش بِإِسْنَادِهِ وَمَتنه لكِنهمْ خالفوه فِي لفظ: سكارى، لأَنهم رَوَوْهُ بِلَفْظ: سكرى، بِالْإِفْرَادِ دون الْجمع، أما قَول جرير بن الحميد فوصله البُخَارِيّ فِي الرقَاق فِي: بَاب قَول الله عز وَجل: {إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم} عَن يُوسُف بن مُوسَى عَن جرير عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد إِلَى آخِره، وَأما قَول عِيسَى بن يُونُس فوصله إِسْحَاق ابْن رَاهَوَيْه عَنهُ كَذَلِك فِي مُسْنده بِلَفْظ الْإِفْرَاد، وَأما قَول أبي مُعَاوِيَة مُحَمَّد بن خازم فوصله مُسلم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة عَن وَكِيع عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش إِلَى آخِره، وَلَكِن اخْتلف فِيهِ على أبي مُعَاوِيَة، فَفِي رِوَايَة مُسلم بِلَفْظ الْجمع، وَفِي رِوَايَة ابْن مرْدَوَيْه عَنهُ بِلَفْظ الْإِفْرَاد، فَافْهَم.

٢

- (بابٌ: {ومِن النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ فإنْ أصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وإنْ أصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ على وجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ} إِلَى قَوْلِهِ: {ذالِكَ هُوَ الضَّلَالُ البَعِيد} (الْحَج: ١١ ٢١) ٢.

أَي: هَذَا بَاب فِي قَول الله عز وَجل: {وَمن النَّاس} ... الْآيَة. قَالَ الواحدي: روى عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ: أسلم رجل من الْيَهُود فَذهب بَصَره وَمَاله فتشاءم بِالْإِسْلَامِ، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: أَقلنِي. قَالَ: إِن الْإِسْلَام لَا يُقَال وَالْإِسْلَام يسْكب الرِّجَال كَمَا تسكب النَّار خبث الْحَدِيد، فَنزلت هَذِه الْآيَة. وَسَيَأْتِي عَن ابْن عَبَّاس وَجه آخر.

قَوْله: (على حرف) ، أَي: طرف وَاحِد وجانب فِي الدّين لَا يدْخل فِيهِ على الثَّبَات والتمكين، والحرف مُنْتَهى الْجِسْم، وَعَن مُجَاهِد: على شكّ، وَعَن الْحسن:

<<  <  ج: ص:  >  >>