عَنْ أبِيهِ أنَّ أباهُ جاءَ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: أَنْتَ سَهْلٌ. قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْماً سَمَّانِيهِ أبي. قَالَ ابنُ المُسَيَّبِ: فَما زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ. (انْظُر الحَدِيث ٦١٩٠ طرفه فِي: ٦١٩٣) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَإِسْحَاق بن نصر هُوَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر البُخَارِيّ، وَعبد الرَّزَّاق بن همام الْيَمَانِيّ، وَمعمر بِفَتْح الميمين ابْن رَاشد وَابْن الْمسيب هُوَ سعيد بن الْمسيب هُوَ سعيد بن الْمسيب، أما سعيد فَهُوَ من كبار التَّابِعين وسيدهم روى عَن قريب من أَرْبَعِينَ صحابياً، ولد اسنتين مضتا من خلَافَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَمَات فِي سنة أَربع وَتِسْعين فِي خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك، وَأما أَبوهُ الْمسيب فَإِنَّهُ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة، قَالُوا: لم يرو عَن الْمسيب إلَاّ سعيد. قَالَ الْكرْمَانِي: فِيهِ خلاف لما هُوَ الْمَشْهُور من شَرط البُخَارِيّ أَنه لم يرو عَن أحد لَيْسَ لَهُ إلَاّ راوٍ واحدٍ، وَأما جده حزن بن أبي وهب بن عُمَيْر بن عَابِد بن عمرَان بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي فَكَانَ من الْمُهَاجِرين وَمن أَشْرَاف قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة، قَالَ الكلاباذي: روى عَن حزن ابْنه الْمسيب حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْأَدَب، وحديثاً آخر مَوْقُوفا فِي ذكر أَيَّام الْجَاهِلِيَّة. والْحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: (قَالَ: أَنْت سهل) وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيق مَحْمُود بن غيلَان. قَالَ: بل اسْمك سهل. قَوْله: (لَا أغير إسماً) فِي رِوَايَة أَحْمد بن صَالح: لَا {السهل يُوطأ ويمتهن، والتوفيق بَين الرِّوَايَتَيْنِ بِأَنَّهُ قَالَ كلا من الْكَلَامَيْنِ، فَنقل بعض الروَاة مَا لم ينْقل الآخر. قَوْله: (فَمَا زَالَت الحزونة فِينَا بعد) وَفِي رِوَايَة أَحْمد بن صَالح: فَظَنَنْت أَنه سيصيبنا بعده حزونة، وَقَالَ ابْن التِّين: معنى قَول ابْن الْمسيب: مَا زَالَت فِينَا الحزونة، يُرِيد امْتنَاع التسهيل فِيمَا يرونه، وَقَالَ الدَّاودِيّ: يُرِيد الصعوبة، وَيُقَال: يُشِير بذلك إِلَى الشدَّة الَّتِي بقيت فِي أَخْلَاقهم، وَذكر أهل النّسَب أَن فِي وَلَده سوء خلق مَعْرُوف فيهم لَا يكَاد يعْدم مِنْهُم. قَوْله: (بعد) ويروى: بعده، أَي: بَعْدَمَا قَالَ: لَا أغير إسماً سمانيه أبي.
حدّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله وَمَحْمُودٌ، قَالَا: حَدثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أخبرنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابنِ المُسَيَّبِ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِهاذا.
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور أخرجه عَن عَليّ بن عبد الله بن الْمَدِينِيّ، ومحمود بن غيلَان بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه الْمسيب عَن جده حزن، قَوْله: بِهَذَا، أَي: بِهَذَا الحَدِيث.
[زم ١٠٨
(بابُ تَحْوِيلِ الإسْمِ إِلَى إسْمٍ أحْسَنَ مِنْهُ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان تَحْويل الإسم الْقَبِيح إِلَى إسم أحسن مِنْهُ، وروى ابْن أبي شيبَة من مُرْسل عُرْوَة: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سمع الإسم الْقَبِيح حوله إِلَى مَا هُوَ أحسن مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: إِنَّكُم تدعون يَوْم الْقِيَامَة بأسمائكم وَأَسْمَاء أبائكم، فَأحْسنُوا أسماءكم. وَقَالَ الطَّبَرِيّ: لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يُسمى باسم قَبِيح الْمَعْنى وَلَا باسم مَعْنَاهُ التَّزْكِيَة والمدح وَنَحْوه، وَلَا باسم مَعْنَاهُ الذَّم والسب، بل الَّذِي يَنْبَغِي أَن يُسمى بِهِ مَا كَانَ حَقًا وصدقاً.
٦١٩٠ - حدَّثنا اسْحاقُ بنُ نَصْر حَدثنَا عَبْدُ الرَّزَّاق أخبرنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابنِ المُسَيَّبِ عَنْ أبِيهِ أنَّ أباهُ جاءَ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: أَنْتَ سَهْلٌ. قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْماً سَمَّانِيهِ أبي. قَالَ ابنُ المُسَيَّبِ: فَما زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ. (انْظُر الحَدِيث ٦١٩٠ طرفه فِي: ٦١٩٣) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَإِسْحَاق بن نصر هُوَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر البُخَارِيّ، وَعبد الرَّزَّاق بن همام الْيَمَانِيّ، وَمعمر بِفَتْح الميمين ابْن رَاشد وَابْن الْمسيب هُوَ سعيد بن الْمسيب هُوَ سعيد بن الْمسيب، أما سعيد فَهُوَ من كبار التَّابِعين وسيدهم روى عَن قريب من أَرْبَعِينَ صحابياً، ولد اسنتين مضتا من خلَافَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَمَات فِي سنة أَربع وَتِسْعين فِي خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك، وَأما أَبوهُ الْمسيب فَإِنَّهُ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة، قَالُوا: لم يرو عَن الْمسيب إلَاّ سعيد. قَالَ الْكرْمَانِي: فِيهِ خلاف لما هُوَ الْمَشْهُور من شَرط البُخَارِيّ أَنه لم يرو عَن أحد لَيْسَ لَهُ إلَاّ راوٍ واحدٍ، وَأما جده حزن بن أبي وهب بن عُمَيْر بن عَابِد بن عمرَان بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي فَكَانَ من الْمُهَاجِرين وَمن أَشْرَاف قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة، قَالَ الكلاباذي: روى عَن حزن ابْنه الْمسيب حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْأَدَب، وحديثاً آخر مَوْقُوفا فِي ذكر أَيَّام الْجَاهِلِيَّة. والْحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: (قَالَ: أَنْت سهل) وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيق مَحْمُود بن غيلَان. قَالَ: بل اسْمك سهل. قَوْله: (لَا أغير إسماً) فِي رِوَايَة أَحْمد بن صَالح: لَا} السهل يُوطأ ويمتهن، والتوفيق بَين الرِّوَايَتَيْنِ بِأَنَّهُ قَالَ كلا من الْكَلَامَيْنِ، فَنقل بعض الروَاة مَا لم ينْقل الآخر. قَوْله: (فَمَا زَالَت الحزونة فِينَا بعد) وَفِي رِوَايَة أَحْمد بن صَالح: فَظَنَنْت أَنه سيصيبنا بعده حزونة، وَقَالَ ابْن التِّين: معنى قَول ابْن الْمسيب: مَا زَالَت فِينَا الحزونة، يُرِيد امْتنَاع التسهيل فِيمَا يرونه، وَقَالَ الدَّاودِيّ: يُرِيد الصعوبة، وَيُقَال: يُشِير بذلك إِلَى الشدَّة الَّتِي بقيت فِي أَخْلَاقهم، وَذكر أهل النّسَب أَن فِي وَلَده سوء خلق مَعْرُوف فيهم لَا يكَاد يعْدم مِنْهُم. قَوْله: (بعد) ويروى: بعده، أَي: بَعْدَمَا قَالَ: لَا أغير إسماً سمانيه أبي.
حدّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله وَمَحْمُودٌ، قَالَا: حَدثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أخبرنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابنِ المُسَيَّبِ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِهاذا.
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور أخرجه عَن عَليّ بن عبد الله بن الْمَدِينِيّ، ومحمود بن غيلَان بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه الْمسيب عَن جده حزن، قَوْله: بِهَذَا، أَي: بِهَذَا الحَدِيث.
[زم ١٠٨
(بابُ تَحْوِيلِ الإسْمِ إِلَى إسْمٍ أحْسَنَ مِنْهُ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان تَحْويل الإسم الْقَبِيح إِلَى إسم أحسن مِنْهُ، وروى ابْن أبي شيبَة من مُرْسل عُرْوَة: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سمع الإسم الْقَبِيح حوله إِلَى مَا هُوَ أحسن مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: إِنَّكُم تدعون يَوْم الْقِيَامَة بأسمائكم وَأَسْمَاء أبائكم، فَأحْسنُوا أسماءكم. وَقَالَ الطَّبَرِيّ: لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يُسمى باسم قَبِيح الْمَعْنى وَلَا باسم مَعْنَاهُ التَّزْكِيَة والمدح وَنَحْوه، وَلَا باسم مَعْنَاهُ الذَّم والسب، بل الَّذِي يَنْبَغِي أَن يُسمى بِهِ مَا كَانَ حَقًا وصدقاً.
٦١٩١ - حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أبي مَرْيَمَ حدّثنا أبُو غَسَّانَ قَالَ: حدّثني أبُو حازِمٍ عَنْ سَهْلٍ قَالَ أُتِيَ بالمُنْذِرِ بنِ أبي أسَيْدٍ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حِينَ وُلِدَ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخْذِهِ وأبُو أُسَيْدٍ جالِسٌ، فَلَها النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ فأمَرَ أبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاسْتَفاقَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: أيْنَ الصَّبِيُّ فَقَالَ أبُو أُسَيْد: قَلَبْناهُ يَا رسولَ الله! قَالَ: مَا اسْمُهُ؟ قَالَ: فُلانٌ، قَالَ: ولاكِنْ اسْمِهِ المُنْذِرَ، فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ المُنْذِرَ.
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (وَلَكِن اسْمه الْمُنْذر) وَذَلِكَ لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما سَأَلَ عَن اسْمه فَقَالَ، أَبُو أسيد: فلَان، قَالَ: وَلَكِن اسْمه الْمُنْذر، فَكَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَبوهُ قبيحاً فَغَيره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمُنْذر. وَقَالَ الدَّاودِيّ: سَمَّاهُ بِهِ تفاؤلاً أَن يكون لَهُ