٥٦٣٢ - حدّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ حَدثنَا شُعْبَةُ عنِ الحَكَمِ عنِ ابنِ أبي لَيْلى قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ بالمَدَائِنِ فاسْتَسْقاى فأتاهُ دِهُقْانٌ بِقَدح فِضَّةٍ فَرَماهُ بِهِ، فَقَالَ: إنِّي لَمْ أرْمهِ إلَاّ أنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وإنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهنا عنِ الحَرِيرِ والدِّيباجِ والشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَب والفِضَّة. وَقَالَ: هُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيا. وَهْيَ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ. ابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله:(وَالشرب فِي آنِية الذَّهَب) . وَالْحكم بِفتْحَتَيْنِ هُوَ ابْن عتيبة مصغر عتبَة الدَّار وَابْن أبي ليلى هُوَ عبد الرَّحْمَن، وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَاسم الْيَمَان حسل بن جَابر واليمان لقب، وَهُوَ من كبار الصَّحَابَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْأَطْعِمَة فِي: بَاب الْأكل فِي إِنَاء مفضض، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن أبي نعيم عَن سيف بن أبي سُلَيْمَان عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، وَانْظُر التَّفَاوُت بَينهمَا فِي الْمَتْن والإسناد.
قَوْله:(بِالْمَدَائِنِ) وَهِي مَدِينَة عَظِيمَة على دجلة بَينهَا وَبَين بَغْدَاد سَبْعَة فراسخ، وَكَانَت مسكن مُلُوك الْفرس، وَبهَا إيوَان كسْرَى الْمَشْهُور، وَكَانَ فتحهَا على يَد سعد بن أبي وَقاص فِي خلَافَة عمر، رَضِي الله عَنهُ، سنة عشر. وَقيل قبل ذَلِك، وَكَانَ حُذَيْفَة عَاملا عَلَيْهَا فِي خلَافَة عمر ثمَّ عُثْمَان إِلَى أَن مَاتَ بعد قتل عُثْمَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي أول خلَافَة عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. قَوْله:(فَاسْتَسْقَى) أَي طلب المَاء للشُّرْب. قَوْله:(دهقان) بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَضمّهَا بعْدهَا هَاء سَاكِنة ثمَّ قَاف وَبعد الْألف نون، وَهُوَ زعيم الْقَوْم وكبير الْقرْيَة بِالْفَارِسِيَّةِ منصرفاً وَغير منصرف، وَفِي