للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَت لَهُ عَائِشَة لكنك لست كَذَلِك قَالَ مَسْرُوق فَقلت لَهَا لم تَأْذَنِي لَهُ أَن يدْخل عَلَيْك وَقد قَالَ الله تَعَالَى {وَالَّذِي تولى كبره مِنْهُم لَهُ عَذَاب عَظِيم} فَقَالَت وَأي عَذَاب أَشد من الْعَمى قَالَت لَهُ إِنَّه كَانَ ينافح أَو يهاجي عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) مطابقته للتَّرْجَمَة مثل مَا ذكرنَا فِي الحَدِيث الْمَاضِي وَبشر بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة ابْن خَالِد أَبُو مُحَمَّد العسكري الْفَرَائِضِي وَهُوَ شيخ مُسلم أَيْضا وَمُحَمّد بن جَعْفَر وَهُوَ الملقب بغندر وَسليمَان هُوَ الْأَعْمَش وَأَبُو الضُّحَى بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة اسْمه مُسلم بن صبيح الْكُوفِي والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن مُحَمَّد بن بشار وَعَن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن بشر بن خَالِد وَعَن مُحَمَّد بن مثنى قَوْله يشبب بالشين الْمُعْجَمَة من التشبيب وَهُوَ ذكر الشَّاعِر مَا يتَعَلَّق بالغزل وَنَحْوه قَوْله حصان إِلَى آخِره وَهُوَ من قصيدة من الطَّوِيل وحصان بِفَتْح الْحَاء أَي عفيفة تمْتَنع من الرِّجَال قَوْله رزان بِفَتْح الرَّاء وَتَخْفِيف الزَّاي أَي صَاحِبَة الْوَقار وَقيل يُقَال امْرَأَة رزان إِذا كَانَت رزينة فِي مجلسها والرزان والثقال بِمَعْنى وَاحِد وَهِي قَليلَة الْحَرَكَة وَكِلَاهُمَا على وزن فعال بِفَتْح الْفَاء وَهُوَ يكثر فِي أَوْصَاف الْمُؤَنَّث وَفِي الْأَعْلَام قَوْله " مَا تزن " بِضَم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَفتح الزَّاي وَتَشْديد النُّون أَي مَا تتهم بريبة يُقَال أزننت الرجل إِذا اتهمته بريبة والريبة بِكَسْر الرَّاء التُّهْمَة قَوْله " غرثى " بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء وبالثاء الْمُثَلَّثَة أَي جائعة يَعْنِي لَا تغتاب النَّاس إِذْ لَو كَانَت مغتابة لكَانَتْ آكِلَة من لحم أَخِيهَا فَتكون شبعانة لَا جوعانة وَيُقَال رجل غرثان وَامْرَأَة غرثى وَيُقَال وتصبح غرثى أَي خميصة الْبَطن من لُحُوم الغوافل وَهن العفيفات قَالَ تَعَالَى {إِن الَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات} جَعلهنَّ الله غافلات لِأَن الَّذِي رمين بِهِ من الشَّرّ لم يهمن بِهِ قطّ وَلَا خطر على قلوبهن فهن فِي غَفلَة عَنهُ وَهَذَا أبلغ مَا يكون من الْوَصْف بالعفاف قَوْله لكنك لست كَذَلِك الْخطاب لحسان فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنه اغتاب عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا حِين وَقعت قصَّة الْإِفْك وَقد عمي فِي آخر عمره قَوْله فَقلت لَهَا أَي لعَائِشَة لم تَأْذَنِي لَهُ أَي لحسان قَوْله أَن يدْخل أَي بِأَن يدْخل وَكلمَة أَن مَصْدَرِيَّة قَوْله أَنه كَانَ ينافح أَي أَن حسان كَانَ يذب عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالشعر ويخاصم عَنهُ -

٣٦ - (بابُ غَزْوَةِ الحُدَيْبِيَةِ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وَفِي رِوَايَة الْكشميهني بَاب عمْرَة الْحُدَيْبِيَة بدل غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وَهِي بِضَم الْحَاء وَفتح الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ مُخَفّفَة الْيَاء الْأَخِيرَة وَزعم صَاحب تثقيف اللِّسَان أَن تشديدها لحن، وَقَالَ أَبُو الْخطاب خفف ياءها المتقنون وَعَامة الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء يشد دونهَا وَهِي قَرْيَة لَيست بالكبيرة سميت ببئر هُنَاكَ عِنْد مَسْجِد الشَّجَرَة بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة تسع مراحل ومرحلة إِلَى مَكَّة شرفها الله تَعَالَى والشجرة سَمُرَة بَايع الصَّحَابَة تحتهَا قَالَ مَالك هِيَ من الْحرم وَقَالَ ابْن الْقصار بَعْضهَا من الْحل وَبَعضهَا من الْحرم وَكَانَ يضارب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحل وَمُصَلَّاهُ فِي الْحرم وَقَالَ الْخطابِيّ: أهل الحَدِيث يشددونها وَكَذَلِكَ رَاء الْجِعِرَّانَة وَأهل الْعَرَبيَّة يخففونها وَقَالَ الْبكْرِيّ أهل الْعرَاق يشددون الْيَاء وَأهل الْحجاز يخففونها وَقَالَ أَبُو جَعْفَر النّحاس سَأَلت كل من لَقيته مِمَّن أَثِق بِعِلْمِهِ عَن الْحُدَيْبِيَة فَلم يَخْتَلِفُوا على أَنَّهَا بِالتَّخْفِيفِ وَقيل سميت الْحُدَيْبِيَة بشجرة هُنَاكَ حدباء فصغرت.

وقوْلِ الله تعَالى لَقَدْ رضِيَ الله عنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ

وَقَول الله بِالْجَرِّ عطف على قَوْله غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وَأَرَادَ بِذكر هَذِه الْآيَة الْكَرِيمَة الْإِشَارَة إِلَى أَنَّهَا نزلت فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة وَقد مر بَيَان قصَّة الْحُدَيْبِيَة فِي كتاب الصُّلْح فِي أَبْوَاب مُتَفَرِّقَة وَكَانَت فِي هِلَال ذِي الْقعدَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سنة سِتّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَإِلَيْهِ ذهب الزُّهْرِيّ وَقَتَادَة وَابْن عقبَة وَابْن إِسْحَاق وَغَيرهم وَاخْتلف فِيهِ على عُرْوَة فَقيل مثل الْجَمَاعَة وَقيل فِي رَمَضَان فروى عَنهُ خرج رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَمَضَان وَكَانَت الْعمرَة فِي شَوَّال وَقَالَ ابْن سعد وَلم يخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>