أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَنَاقِب معَاذ بن جبل بن عَمْرو بن أَوْس بن عَائِذ بن عدي بن كَعْب بن عَمْرو بن أد بن سعد بن عَليّ بن أَسد ابْن ساردة بن تزيد بن جشم من الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمدنِي، هُوَ أحد السّبْعين الَّذين شهدُوا الْعقبَة من الْأَنْصَار وآخى رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بَينه وَبَين عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود، أسلم وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة، وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ من الَّذين جمعُوا الْقُرْآن على عهد رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ أَمِيرا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْيمن، وَرجع بعده إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ خرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا وَمَات فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة وَهُوَ ابْن أَربع وَثَلَاثِينَ بِنَاحِيَة الْأُرْدُن، وقبره بغور بَيَان فِي شرقيه، وعمواس قَرْيَة بَين الرملة وَبَيت الْمُقَدّس نسبت الطَّاعُون إِلَيْهَا لِأَنَّهُ أول مَا بدا مِنْهَا، قيل: إِنَّه لم يُولد لَهُ قطّ، وَقيل: ولد لَهُ ولد يُسمى عبد الرَّحْمَن وَأَنه قَاتل مَعَه يَوْم اليرموك، وَبِه كَانَ يكنى.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله:(ومعاذ بن جبل) وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال: بَاب منقبة معَاذ، لِأَنَّهُ لم يذكر فِيهِ إلَاّ منقبة وَاحِدَة، وَقد أخرج ابْن حبَان من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَفعه: نعم الرجل معَاذ بن جبل، والْحَدِيث مر فِي مَنَاقِب سَالم مولى أبي حُذَيْفَة فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن سلمَان بن حَرْب عَن شُعْبَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن إِبْرَاهِيم عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، وَأخرجه من طَرِيق آخر عَن عبد الله بن عَمْرو فِي: بَاب مَنَاقِب عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، وَأخرجه من طَرِيق آخر عَن عبد الله بن عَمْرو فِي: بَاب مَنَاقِب عبد الله بن مَسْعُود، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان منقبة سعد بن عبَادَة بن دليم بن أبي حَارِثَة بن أبي صريمة بن ثَعْلَبَة بن طريف بن الْخَزْرَج بن سَاعِدَة، يكنى أَبَا الْحَارِث وَهُوَ وَالِد قيس بن سعد أحد مشاهير الصَّحَابَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، وَكَانَ سعد كَبِير الْخَزْرَج، وَكَانَ جواداً كَرِيمًا، مَاتَ بحوران من أَرض الشَّام سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.