للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأشعرين، بِحَذْف يَاء النِّسْبَة. قَوْله: (ود) بِضَم الْوَاو وَتَشْديد الدَّال وَهُوَ الْمحبَّة. قَوْله: (وإخاء) بِكَسْر الْهمزَة وَتَخْفِيف الْخَاء الْمُعْجَمَة وبالمد، تَقول: آخاء مؤاخاة وإخاء، والعامة تَقول: وأخاه، قَوْله: (فَكَانَ عِنْد أبي مُوسَى) أَي: فَكَانَ زَهْدَم عِنْده، ويروى: فَكُنَّا. قَوْله: (دَجَاج) هُوَ مثلث الدَّال جمع دجَاجَة للذّكر وَالْأُنْثَى لِأَن الْهَاء إِنَّمَا دخلت على أَنه وَاحِد من جنسه. قَوْله: (من تيم الله) بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف هِيَ حَيّ من بكر. قَوْله: (فقذرته) بِفَتْح الذَّال وَكسرهَا أَي: كرهته. قَوْله: (فلأحدثتك) أَي: فوَاللَّه لأحدثنك، بنُون التَّأْكِيد، ويروى بِلَا نون. قَوْله: (فِي نفر) هُوَ رَهْط الْإِنْسَان وعشيرته وَهُوَ اسْم جمع يَقع على جمَاعَة من الرِّجَال خَاصَّة مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، وَفِي الرِّوَايَة الَّتِي تقدّمت: فِي رَهْط من الْأَشْعَرِيين، وقذ ذكرنَا هُنَاكَ أَن الرَّهْط عشرَة الرجل من الرِّجَال مَا دون الْعشْرَة، وَقيل: إِلَى الْأَرْبَعين وَلَا تكون فيهم امْرَأَة وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، وَتَفْسِير بَقِيَّة الْأَلْفَاظ قد مر هُنَاكَ، والمسافة قريبَة. قَوْله: (بِنَهْب) أَي: من الْغَنِيمَة، قيل: تقدم فِي غَزْوَة تَبُوك أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابتاعهن من سعد. وَأجِيب: بِأَنَّهُ لَعَلَّه اشْتَرَاهَا مِنْهُ من سهامه من ذَلِك النهب، أَو هما قضيتان: إِحْدَاهمَا: عِنْد قدوم الْأَشْعَرِيين. وَالثَّانيَِة: فِي غَزْوَة تَبُوك. قَوْله: (تغفلنا) أَي: طلبنا غفلته. قَوْله: (وتحللتها) أَي: كفرتها والتحلل هُوَ التقص عَن عُهْدَة الْيَمين الْخُرُوج من حرمتهَا.

٥ - (بابٌ لَا يحْلَفُ بِاللَاّتِ والعُزَّى وَلَا بالطَّواغِيتِ)

أَي: هَذَا بَاب يُقَال فِيهِ: لَا يحلف، على صِيغَة الْمَجْهُول، وَفِي بعض النّسخ: بَاب لَا تحلفُوا بِاللات، بِصِيغَة أَمر الْجمع، وَاللات قَالَ الثَّعْلَبِيّ: أَخذ اللَاّت من لَفْظَة الله فألحقت بهَا تَاء التَّأْنِيث، كَمَا قيل للذّكر: عَمْرو، ثمَّ قيل للْأُنْثَى: عمْرَة.

قلت: أَرَادوا أَن يسموا آلِهَتهم بِلَفْظَة الله فصرفها الله إِلَى اللات صِيَانة لهَذَا الِاسْم الشريف، وَعَن قَتَادَة: اللات صَخْرَة بِالطَّائِف، وَعَن أبي زيد: بَيت بنخلة كَانَت قُرَيْش تعبده، وَقيل: كَانَ رجل يلت السويق للْحَاج فَلَمَّا مَاتَ عكفوا على قَبره فعبدوه، وَعَن الكعبي: كَانَ رجل من ثَقِيف يُسمى حُرْمَة ابْن تَمِيم كَانَ يسلي السّمن فيصعد على صَخْرَة ثمَّ يَأْتِي الْعَرَب فيلت بِهِ أسوقتهم، فَلَمَّا مَاتَ الرجل حولتها ثَقِيف إِلَى منازلها فعبدوها، والعزى اخْتلف فِيهَا، فَعَن مُجَاهِد؛ هِيَ شَجَرَة لغطفان يعبدونها، هِيَ الَّتِي بعث إِلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَالِد بن الْوَلِيد، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فقطعها فَخرجت مِنْهَا شَيْطَانَة نَاشِرَة شعرهَا دَاعِيَة وَيْلَهَا وَاضِعَة يَدهَا على رَأسهَا، فَقَتلهَا خَالِد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَعَن الضَّحَّاك: هِيَ صنم لغطفان وَضعهَا لَهُم سعد بن ظَالِم الْغَطَفَانِي، وَذَلِكَ أَنه لما قدم مَكَّة وَرَأى أَن أَهلهَا يطوفون بهَا وَبَين الصَّفَا والمروة أَخذ حجرا من الصَّفَا وحجراً من الْمَرْوَة فنقلهما إِلَى نَخْلَة، ثمَّ أَخذ ثَلَاثَة أَحْجَار فأسندها إِلَى صَخْرَة وَقَالَ: هَذَا ربكُم فاعبدوه، فَجعلُوا يطوفون بَين الحجرين ويعبدون الْحِجَارَة حَتَّى افْتتح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة، فَأمر بهدمها. وَعَن ابْن زيد: الْعُزَّى بَيت بِالطَّائِف كَانَت تبعده ثَقِيف، وَمن أصنامهم المناة، قَالَ قَتَادَة: كَانَت لخزاعة وَكَانَت بقديدة، وَعَن ابْن زيد بَيت كَانَ بالسليل تعبده بَنو كَعْب، وَقَالَ الضَّحَّاك: مَنَاة صنم لهذيل وخزاعة تعبدها أهل مَكَّة، وَقَالَ: اللات والعزى وَمَنَاة أصنام من حِجَارَة كَانَت فِي جَوف الْكَعْبَة يعبدونها. قَوْله: (وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ) ، أَي: وَلَا يحلف بِالطَّوَاغِيتِ أَيْضا وَهُوَ جمع الطاغوت وهم صنم، وَقيل: شَيْطَان، وَقيل: كل رَأس ضلال. وَعَن جَابر وَسَعِيد بن جُبَير: الكاهن: وَقَالَ الطَّبَرِيّ: هُوَ عِنْدِي فعلوت من الطغيان كالجبوت من الْجَبْر، قيل ذَلِك لكل من طغا على الله فعبد من دونه إنْسَانا كَانَ ذَلِك الطاغي أَو شَيْطَانا أَو صنماً.

قلت: أَصله طغيوت قدمت الْيَاء على الْغَيْن فَصَارَ طيغوت ثمَّ قلبت الْيَاء ألفا لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا.

٠٥٦٦ - حدّثني عبُد الله بنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا هِشامُ بنُ يُوسفَ أخبرنَا مَعْمَرٌ عنِ الزُّهْرِيِّ عنْ حُمَيْدِ بن عَبْدِ الرَّحْمانِ عنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ، عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفهِ: بالَّلات والعُزصى، فَلْيَقُلْ: لَا إلَهَ إِلَّا الله، ومْ قَالَ لِصاحِبهِ: تعالَ أقامرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحَدِيث مضى فِي تَفْسِير، والنجم، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ بِهَذَا الْإِسْنَاد والمتن بِعَيْنِه، وَمضى فِي الْأَدَب

<<  <  ج: ص:  >  >>