وَفِيه: أَن شَيْخه بَصرِي. وَالثَّانِي واسطي وَالثَّالِث بَصرِي وَالرَّابِع كُوفِي. وَالْخَامِس مدنِي. وَفِيه: وَاحِد بكنيته وَثَلَاثَة بِلَا نِسْبَة، وَفِيه: أَبُو عَاصِم يروي عَن اثْنَيْنِ. وَفِيه: ثَلَاثَة من التَّابِعين وهم عَاصِم وحصين وَعِكْرِمَة.
ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره: أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَغَازِي: عَن عَبْدَانِ عَن عبد الله وَعَن أَحْمد بن يُونُس عَن ابْن شهَاب كِلَاهُمَا عَن عَاصِم وَحده. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الصَّلَاة عَن مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَعُثْمَان بن أبي شيبَة. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِيهِ عَن هناد عَن أبي مُعَاوِيَة. وَقَالَ: حسن صَحِيح. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن مُحَمَّد بن عبد الْملك.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (أَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ، كَانَت إِقَامَته بِمَكَّة، على مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي من وَجه آخر عَن عَاصِم. قَوْله: (تِسْعَة عشر) أَي: يَوْمًا بليلته. قَوْله: (يقصر) جملَة حَالية. قَوْله: (تِسْعَة عشر) أَي: يَوْمًا. قَوْله: (قَصرنَا) أَي: الصَّلَاة الرّبَاعِيّة. قَوْله: (وَإِن زِدْنَا) أَي: على تِسْعَة عشر يَوْمًا (أتممنا) الصَّلَاة أَرْبعا.
ذكر الْأَحَادِيث الْمُخْتَلفَة فِي مُدَّة إِقَامَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة، وَالْجمع بَينهَا، فَفِي حَدِيث أنس رَوَاهُ السِّتَّة أَنه أَقَامَ بهَا عشرا، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس الْمَذْكُور أَنه قَامَ بهَا تِسْعَة عشر يَوْمًا بِتَقْدِيم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق على السِّين وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُود من حَدِيث ابْن عَبَّاس سَبْعَة عشر يَوْمًا، بِتَقْدِيم السِّين على الْبَاء الْمُوَحدَة، وَإِسْنَاده صَحِيح، وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه: خَمْسَة عشر يَوْمًا. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَيْضا، وَفِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن أخرجه أَبُو دَاوُد: ثَمَانِي عشرَة لَيْلَة، وَالْجمع بَينهَا: أَن حَدِيث أنس فِي خجة الْوَدَاع. وَلم تكن إِقَامَته للعشرة بِنَفس مَكَّة، وَإِنَّمَا المُرَاد إِقَامَته بهَا مَعَ إِقَامَته بمنى إِلَى حِين رُجُوعه، فَإِنَّهُ دَخلهَا صبح رَابِعَة، كَمَا ثَبت فِي (الصَّحِيح) فِي حَدِيث جَابر: (فَأَقَامَ بهَا ثَلَاثَة أَيَّام) ، غير يومي الدُّخُول وَالْخُرُوج مِنْهَا إِلَى منى يَوْم الثَّامِن، فَأَقَامَ بمنى ثَلَاثَة أَيَّام الرَّمْي الثَّلَاثَة وأخرها الثَّالِث عشر، وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس وَعمْرَان بن حُصَيْن فَالْمُرَاد بهما: دُخُوله فِي فتح مَكَّة، وَقد جمع بَينهمَا الْبَيْهَقِيّ بِأَن من روى: تِسْعَة عشر عد يومي الدُّخُول وَالْخُرُوج. وَمن روى سَبْعَة عشر تَركهمَا، وَمن روى ثَمَانِيَة عشر عد أَحدهمَا، وَأما رِوَايَة خَمْسَة عشر، فَقَالَ النَّوَوِيّ فِي (الْخُلَاصَة) : إِنَّهَا ضَعِيفَة مُرْسلَة. قلت: لَيْسَ كَذَلِك، لِأَن رواتها ثِقَات، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس، فَإِن قَالَ النَّوَوِيّ: تَضْعِيفه لأجل إِبْنِ اسحاق فإبن إِسْحَاق لم ينْفَرد بِهِ، بل رَوَاهُ النَّسَائِيّ من رِوَايَة عرَاك بن مَالك عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس، وَهَذَا إِسْنَاد جيد، وَمن حفظ زِيَادَة على ذَلِك قبل مِنْهُ لِأَنَّهُ زِيَادَة ثِقَة، وَالله تَعَالَى أعلم.
ذكر الِاخْتِلَاف عَن عِكْرِمَة: روى عَنهُ عَاصِم وحصين عَن ابْن عَبَّاس: تِسْعَة أشهر كَمَا فِي حَدِيث الْبَاب، وَكَذَا أخرجه ابْن مَاجَه. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ بِلَفْظ: (سَافر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سفرا فصلى تِسْعَة عشر يَوْمًا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ) ، وَرَوَاهُ عباد ابْن مَنْصُور (عَن عِكْرِمَة قَالَ: أَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زمن الْفَتْح تسع عشرَة لَيْلَة يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ) ، أخرجه الْبَيْهَقِيّ، وَاخْتلف على عَاصِم عَن عِكْرِمَة فَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك وَابْن شهَاب وَأَبُو عوَانَة فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ تسع عشرَة، وَرَوَاهُ خلف بن هِشَام وَحَفْص بن غياث، فَقَالَا: سبع عشرَة، وَاخْتلف على أبي مُعَاوِيَة عَن عَاصِم، وَأكْثر الرِّوَايَات عَنهُ تسع عشرَة رَوَاهَا عَنهُ أَبُو خَيْثَمَة وَغَيره، وَرَوَاهُ عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن أبي مُعَاوِيَة، فَقَالَ: سبع عشرَة. وَاخْتلف على أبي عوَانَة، فَرَوَاهُ جماعات عَنهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: تسع عشرَة، وَرَوَاهُ لوين عَن أبي عوَانَة عَنْهُمَا، فَقَالَ: سبع عشرَة، وَرَوَاهُ الْمُعَلَّى بن أَسد عَن أبي عوَانَة عَن عَاصِم، فَقَالَ: سبع عشرَة، قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَأَصَح الرِّوَايَات عِنْدِي: تسع عشرَة، وَهِي الَّتِي أوردهَا البُخَارِيّ، وَعبد الله ابْن الْمُبَارك أحفظ من رَوَاهُ عَن عَاصِم، وَرَوَاهُ عبد الرَّحْمَن الْأَصْبَهَانِيّ عَن عِكْرِمَة (عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَقَامَ سبع عشرَة بِمَكَّة يقصر) .
ذكر اخْتِلَاف الْأَقْوَال: فِي الْمدَّة الَّتِي إِذا نوى الْمُسَافِر الْإِقَامَة فِيهَا لزمَه الْإِتْمَام، وَهُوَ على اثْنَيْنِ وَعشْرين قولا: الأول: ذكر ابْن حزم عَن سعيد بن جُبَير أَنه قَالَ: إِذا وضعت رجلك بِأَرْض فَأَتمَّ، وَهُوَ فِي (المُصَنّف) : عَن عَائِشَة وطاووس بِسَنَد صَحِيح، قَالَ: وَحدثنَا عبد الْأَعْلَى عَن دَاوُد عَن أبي الْعَالِيَة، قَالَ: (إِذا اطْمَأَن صلى أَرْبعا) ، يَعْنِي: نزل. وَعَن ابْن عَبَّاس بِسَنَد صَحِيح مثله. الثَّانِي: إِقَامَة يَوْم وَلَيْلَة، حَكَاهُ ابْن عبد الْبر عَن ربيعَة. الثَّالِث: ثَلَاثَة أَيَّام، قَالَه ابْن الْمسيب، فِي مثله. الرَّابِع:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute