للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى جَامعهَا أَبُو طَلْحَة فِي تِلْكَ اللَّيْلَة، فَلَمَّا أصبح واغتسل وَأَرَادَ الْخُرُوج من عِنْدهَا أعلمته بذلك.

ذكر رِجَاله: وهم أَرْبَعَة: الأول: بشر، بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة: ابْن الحكم، بِفتْحَتَيْنِ: الْعَبْدي، مر فِي: بَاب التَّهَجُّد. الثَّانِي: سُفْيَان بن عُيَيْنَة. الثَّالِث: إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ ابْن أخي أنس بن مَالك، مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة. الرَّابِع: أنس بن مَالك.

ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْإِفْرَاد فِي موض وبصيغة الْجمع فِي مَوضِع. وَفِيه: الْإِخْبَار بِصِيغَة الْجمع فِي مَوضِع. وَفِيه: السماع. وَفِيه: القَوْل فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع، قَالَ أَبُو نعيم: هَذَا الحَدِيث مِمَّا تفرد بِهِ البُخَارِيّ عَن بشر بن الحكم، وَأخرجه مُسلم من طرق عَن ثَابت عَن أنس. وَأخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا من طَرِيق أنس بن سِيرِين وَمُحَمّد بن سعد من طَرِيق حميد الطَّوِيل، كِلَاهُمَا عَن أنس. وَأخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيق عبد الله بن عبد الله بن أبي طَلْحَة، وَهُوَ أَخُو إِسْحَاق الْمَذْكُور عَن أنس، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.

ذكر مَعْنَاهُ قَوْله (اشْتَكَى ابْن لأبي طَلْحَة) أَي مرض وَلَيْسَ المُرَاد أَنه صدرت مِنْهُ الشكوى لَكِن لما كَانَ الإصل أَن الْمَرِيض يحصل مِنْهُ ذَلِك اسْتعْمل فِي كل مرض لكل مَرِيض وَالِابْن الْمَذْكُور وَهُوَ أَبُو عُمَيْر صَاحب النغير قَالَه ابْن حبَان والخطيب فِي آخَرين وَأَبُو طَلْحَة زيد بن سهل الإنصاري وَامْرَأَته هِيَ أم أنس بن مَالك قَوْله (خَارج) أَي خَارج الْبَيْت وَكَانَ يكون عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَوَاخِر النَّهَار وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ كَانَ لأبي طَلْحَة ولد فَتوفي فَأرْسلت أم سليم أنسا يَدْعُو أَبَا طَلْحَة وأمرته أَن لَا يُخبرهُ بوفاة ابْنه وَكَانَ أَبُو طَلْحَة صَائِما قَوْله (هيأت شَيْئا) أَي أعدت طَعَاما وأصلحته وَقيل هيأت شَيْئا من حَالهَا وتزينت لزَوجهَا تعرضا للجماع وَقيل هيأت أَمر الصَّبِي بأنغسلته وكفنته على مَا جَاءَ فِي رِوَايَة أبي دَاوُود الطَّيَالِسِيّ عَن مشايخه عَن صَالح (فهيأت الصَّبِي) وَفِي رِوَايَة حميد عِنْد ابْن سعد (فَتوفي الْغُلَام فهيأت أم سعيد أمره) وَفِي رِوَايَة عمَارَة بن زَاذَان عَن ثَابت (فَهَلَك الصَّبِي فَقَامَتْ أم سليم فغسلته وكفنته وحنطته وسجت عَلَيْهِ ثوبا قَوْله: (ونحته) ، بِفَتْح النُّون والحاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة: أَي جعلته فِي جَانب الْبَيْت. وَقيل: بعدته، وَفِي رِوَايَة جَعْفَر عَن ثَابت: (فَجَعَلته فِي مخدعها) . قَوْله: (قد هدأت نَفسه) بِالْهَمْز أَي: سكنت نَفسه بِسُكُون الْفَاء، وَالْمعْنَى: أَن نَفسه كَانَت قلقة منزعجة بِعَارِض الْمَرَض، فسكنت بِالْمَوْتِ، وَظن أَبُو طَلْحَة أَن مرادها: سكنت بِالنَّوْمِ لوُجُود الْعَافِيَة، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر: (هدأ نَفسه) ، بِفَتْح الْفَاء أَي: سكن لِأَن الْمَرِيض يكون نَفسه عَالِيا فَإِذا زَالَ مَرضه سكن، وَكَذَا إِذا مَاتَ. وَوَقع فِي رِوَايَة أنس بن سِيرِين: (هُوَ أسكن مَا كَانَ) ، وَنَحْوه فِي رِوَايَة جَعْفَر عَن ثَابت، وَفِي رِوَايَة معمر عَن ثَابت: (أَمْسَى هادئا) . وَفِي رِوَايَة حميد: (بِخَير مَا كَانَ) ، وَالْكل مُتَقَارب الْمعَانِي. قَوْلهَا: (وَأَرْجُو أَن يكون قد استراح) ، من حسن المعاريض، وَهُوَ مَا احْتمل لَهُ مَعْنيانِ: فَإِنَّهَا أخْبرت بِكَلَام لم تكذب فِيهِ، وَلَكِن ورت بِهِ عَن الْمَعْنى الَّذِي كَانَ يحزنها، أَلا يرى أَن نَفسه قد هدأ، كَمَا قَالَت بِالْمَوْتِ وَانْقِطَاع النَّفس، وأوهمته أَنه استراح من قلقه، وَإِنَّمَا استراح من نصب الدُّنْيَا وهمها. وَقَالَ ابْن بطال، رَحمَه الله تَعَالَى: هدأ نَفسه من معاريض الْكَلَام، وأرادت بِسُكُون النَّفس: الْمَوْت، وَظن أَبُو طَلْحَة، رَحمَه الله تَعَالَى، أَنَّهَا تُرِيدُ بِهِ سُكُون نَفسه من الْمَرَض وَزَوَال الْعلَّة وتبدلها بالعافية، وَإِنَّهَا صَادِقَة فِيمَا خيل إِلَيْهِ فِي ظَاهر قَوْلهَا، وَبَارك الله لَهَا بدعائه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرزقا تِسْعَة أَوْلَاد من الْقُرَّاء الصلحاء، وَذَلِكَ بصبرهما فِيمَا نالها ومراعاتها زَوجهَا. قَوْله: (وَظن أَبُو طَلْحَة أَنَّهَا صَادِقَة) أَي: بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا فهمه من كَلَامهَا، وإلَاّ فَهِيَ صَادِقَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا أَرَادَت. قَوْله: (فَبَاتَ) ، أَي: بَات أَبُو طَلْحَة مَعَ امْرَأَته الْمَذْكُورَة، وَهَذِه كِنَايَة عَن الْجِمَاع، وَلِهَذَا لما أصبح اغْتسل لِأَن الْغسْل غَالِبا لَا يكون إلَاّ من الْجِمَاع، وَقد وَقع التَّصْرِيح بذلك فِي رِوَايَة أنس بن سِيرِين: (فقربت إِلَيْهِ الْعشَاء فتعشى ثمَّ أصَاب مِنْهَا) . وَفِي رِوَايَة حَمَّاد عَن ثَابت: (ثمَّ تطيبت) ، زَاد جَعْفَر عَن ثَابت: (فتعرضت لَهُ حَتَّى وَقع بهَا) ، وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان عَن ثَابت: (ثمَّ تصنعت لَهُ أحسن مَا كَانَت تتصنع قبل ذَلِك، فَوَقع بهَا) . وَفِي رِوَايَة عبد الله بن عبد الله: (ثمَّ تعرضت لَهُ فَأصَاب مِنْهَا) . قَوْله: (فَلَمَّا أَرَادَ أَن يخرج) أَي: فَلَمَّا أَرَادَ أَبُو طَلْحَة أَن يخرج من الْبَيْت (أعلمته) أَي: أعلمت أَبَا طَلْحَة بِأَنَّهُ: أَي بِأَن الصَّبِي قد مَاتَ، وَفِيه زِيَادَة لمُسلم قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن حَاتِم بن مَيْمُون حَدثنَا بهز حَدثنَا سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت (عَن

<<  <  ج: ص:  >  >>