البقراني والغروي والفارسي والحبشي والعسلي والمعرق، وَلَيْسَ فِي الْحِجَارَة أَصْلَب من الْجزع جسماً لَا يكَاد يُجيب من يعالجه سَرِيعا، وَإِنَّمَا يحسن إِذا طبخ بالزيت، وَزَعَمت الفلاسفه أَنه يشتق من اسْمه: الْجزع، لِأَنَّهُ يُولد فِي الْقلب جزعاً، وَمن تقلد بِهِ كثرت همومه وَرَأى أحلاماً رَدِيئَة وَكثر الْكَلَام بَينه وَبَين النَّاس، وَإِن علق على طِفْل كثر لعابه وسال، وَإِن لف فِي شعر الْمُطلقَة ولدت. وَيقطع نفث الدَّم وَيخْتم القروح. وَعند الْبكْرِيّ: وَمِنْه جزع يعرف بالنقمي ومعدنه بضمير وسعوان وعذيقة ومخلاف حولان والجزع السماوي وَهُوَ العشاري، وَقَالَ ثَعْلَب فِي (الفصيح) : والجزع الخرز، وَقَالَ ابْن درسْتوَيْه: لَيْسَ كل الخرز يُسمى جزعاً، وَإِنَّمَا الْجزع مِنْهَا المجزع أَي: المقطع بالألوان الْمُخْتَلفَة، قد قطع سوَاده ببياضه. وَفِي (المنضد) لكراع عَن الْأَثْرَم: أهل الْبَصْرَة يَقُولُونَ: الْجزع والجزع، بِالْفَتْح وَالْكَسْر: الخرز، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِي فِي كِتَابه (المستطرف) عَن بنْدَار: الْجزع وَاحِد لَا جمع لَهُ. وَقَالَ الْحَرْبِيّ وَابْن سَيّده: الْجزع الخرز، واحدته جزعة. قَوْلهَا: (أظفار) ، بِالْألف فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: ظفار، بِلَا ألف وَكَذَا وَقع فِي (صَحِيح مُسلم) بِلَا ألف. وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: من قَيده بِأَلف أَخطَأ وصحيح الرِّوَايَة بِفَتْح الظَّاء. وَقَالَ ابْن السّكيت: ظفار قَرْيَة بِالْيمن، وَعَن ابْن سعد: جبل، وَفِي (الصِّحَاح) : مَبْنِيّ على الْكسر كقطام. وَقَالَ الْبكْرِيّ: قَالَ بَعضهم: سَبِيلهَا سَبِيل الْمُؤَنَّث لَا ينْصَرف. وَقَالَ ابْن قرقول: ترفع وتنصب، وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقصر المملكة بظفار قصر ذِي ريدان، وَيُقَال: إِن الْجِنّ بنتهَا. وَقَالَ الْكرْمَانِي ظفار، بِفَتْح الْمُعْجَمَة وخفة الْفَاء وبالراء: مَدِينَة بِالْيمن، وَيُقَال: جزع ظفاري وَفِي بَعْضهَا أظفار، بِزِيَادَة همزَة فِي أَولهَا نَحْو الْأَظْفَار جمع الظفر، وَلَعَلَّه سمي بِهِ لِأَن الظفر نوع من الْعطر، أَو لِأَنَّهُ مَا اطْمَأَن من الأَرْض، أَو لِأَن الْأَظْفَار اسْم لعود يُمكن أَن يَجْعَل كالخرز فيتحلى بِهِ. انْتهى. وَقَالَ ابْن التِّين فِي بعض الرِّوَايَات: العقد الملتمس مِقْدَار ثمنه اثْنَي عشرَة درهما. قَوْلهَا: (يرحلون لي) ، بِاللَّامِ. وَقَالَ النَّوَوِيّ: يرحلون بِي، بِالْبَاء وَاللَّام أَجود. قلت: بِاللَّامِ فِي مُسلم، و: يرحلون، بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْحَاء المخففة وَهُوَ معنى قَوْلهَا: فرحلوه، بتَخْفِيف الْحَاء أَيْضا من: رحلت الْبَعِير، أَي: شددت عَلَيْهِ الرحل. ويروى: (من الرحيل) . قَوْلهَا: (إِذْ ذَاك) ، أَي: حِينَئِذٍ (لم يثقلن) ، أَي: من اللَّحْم. قَوْلهَا: (وَلم يغشهن اللَّحْم) أَي: لم يركب عَلَيْهِنَّ اللَّحْم، يَعْنِي: لم يكن سمينات. وَعند مُسلم: (وَكَانَ النِّسَاء إِذْ ذَاك خفافاً لم يهبلن وَلم يغشهن اللَّحْم) . يُقَال: هبله اللَّحْم وأهبله إِذا أثقله وَكثر لَحْمه وشحمه. قَوْلهَا: (وَإِنَّمَا يأكلن الْعلقَة) ، بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وبالقاف، أَي: الْقَلِيل، وَيُقَال لَهَا أَيْضا: الْبلْغَة، كَأَنَّهُ الَّذِي يمسك الرمق وَتعلق النَّفس للإزدياد مِنْهُ، أَي: تشوقها إِلَيْهِ. وَقَالَ صَاحب (الْعين) : الْعلقَة مَا فِيهِ بلغَة من الطَّعَام إِلَى وَقت الْغَدَاة، وأصل الْعلقَة شجر يبْقى فِي الشتَاء يعلق بِهِ الْإِبِل، أَي تجتزىء بِهِ حَتَّى يدْرك الرّبيع، وَقيل: مَا يمسك بِهِ الْمَرْء نَفسه من الْأكل. وَقيل: هُوَ مَا يَأْكُلهُ من الْغَدَاة. قَوْلهَا: (فبعثوا الْجمل) أَي: أثاروه. قَوْلهَا: (مَا اسْتمرّ الْجَيْش) ، أَي: ذهب وَمضى. قَالَه الدَّاودِيّ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {سحر مُسْتَمر} (الْقَمَر: ٢) . أَي: ذَاهِب، أَو مَعْنَاهُ: دَائِم أَو قوي شَدِيد، وَلَيْسَ فِيهِ أحد. وَفِي رِوَايَة مُسلم: (وَلَيْسَ بهَا دَاع وَلَا مُجيب) . قَوْلهَا: (فأممت) ، أَي: قصدت، من أم. وَمِنْه: {آمين الْبَيْت الْحَرَام} (الْمَائِدَة: ٢) . قَالَ ابْن التِّين: فعلى هَذَا يقْرَأ، أممت، بِالتَّخْفِيفِ وَإِن شددت فِي بعض الْأُمَّهَات، وَذكره فِي الْمَغَازِي، بِلَفْظ: (فَتَيَمَّمت منزلي) ، وَالْمعْنَى وَاحِد. قَوْلهَا: (فَظَنَنْت) ، الظَّن هُنَا بِمَعْنى الْعلم. قَوْلهَا: (فَبينا أَنا) ، أَصله: بَين، فأشبعت فَتْحة النُّون فَصَارَت ألفا، وَهُوَ مُضَاف إِلَى الْجُمْلَة الَّتِي بعده (وغلبتني) جَوَابه قَوْلهَا: (وَكَانَ صَفْوَان بن الْمُعَطل السّلمِيّ) صَفْوَان، إِمَّا من: الصَّفَا، أَو من: صفن، فَفِي الأول النُّون زَائِدَة، و: الْمُعَطل، بِضَم الْمِيم وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة: ابْن وبيصة بن المؤمل بن خزاعي بن محَارب بن مرّة بن هِلَال بن فالج بن ذكْوَان ابْن ثَعْلَبَة بن بهنة بن سليم، ذكره الْكَلْبِيّ وَغَيره، وَنسبه خَليفَة: رحيضة، مَوضِع، وبيصة، وَفِي محَارب محاربي. قَوْلهَا: (السّلمِيّ) ، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح اللَّام، نِسْبَة إِلَى سليم الْمَذْكُور فِي نسبه، وَهُوَ من شواذ النّسَب، لِأَن الْقيَاس فِيهِ: السليمي. قَوْلهَا: (ثمَّ الذكواني) ، بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة: نِسْبَة إِلَى ذكْوَان الْمَذْكُور فِي نسبه، وَكَانَ صَفْوَان على السَّاقَة يلتقط مَا يسْقط من مَتَاع الْجَيْش ليَرُدهُ إِلَيْهِم، وَقيل: إِنَّه كَانَ ثقيل النّوم لَا يَسْتَيْقِظ حَتَّى يرتحل النَّاس، وَقد جَاءَ فِي (سنَن أبي دَاوُد) (شكت امْرَأَته ذَلِك مِنْهُ لسيدنا رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: إِنَّا أهل بَيت نوم عرف لنا ذَلِك، لَا نكاد نستيقظ حَتَّى تطلع الشَّمْس) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute