أبُو قَتَادَةَ فَرَكِبَ فَرَساً لَهُ يُقَالُ لَهُ الجَرَادَةُ فَسَألَهُمْ أنْ يُنَالُوُهُ سَوْطَهُ فأبَوْا فتَنَاوَلَهُ فَحَمَلَ فَعَقَرَهُ ثُمَّ أكَلَ فأكَلُوا فَقَدِمُوا فلَمَّا أدْرَكُوهُ قَالَ هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيءٌ قَالَ معَنَا رِجْلُهُ فأخَذَهَا النبيُّ فأكَلَهَا..
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فَركب فرسا لَهُ يُقَال لَهُ: الجرادة) ، بِفَتْح الْجِيم وَتَخْفِيف الرَّاء، وَوَقع فِي (السِّيرَة) لِابْنِ هِشَام: أَن اسْم فرس أبي قَتَادَة الحزوة، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي بعْدهَا وَاو، وَقَالَ بَعضهم: إِمَّا أَن يكون لَهَا إسمان، وَإِمَّا أَن أَحدهمَا تَصْحِيف، وَالَّذِي فِي (الصَّحِيح) هُوَ الْمُعْتَمد. قلت: دَعْوَى التَّصْحِيف غير صَحِيحَة، وَلَا مَانع أَن يكون لَهَا إسمان: وَمُحَمّد بن أبي بكر شيخ البُخَارِيّ هُوَ الْمقدمِي، وَهُوَ الصَّوَاب، قَالَ الجياني: وَفِي نُسْخَة أبي زيد الْمروزِي مُحَمَّد بن بكر، وَهُوَ خطأ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي شُيُوخ البُخَارِيّ مُحَمَّد بن بكر، وَأَبُو حَازِم، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي: سَلمَة بن دِينَار، وَأَبُو قَتَادَة اسْمه الْحَارِث بن ربعي الْأنْصَارِيّ.
والْحَدِيث قد مر بمباحثه فِي كتاب الْحَج فِي أَرْبَعَة أَبْوَاب مُتَوَالِيَة، أَولهَا بَاب إِذا صَاد الْحَلَال فأهدى للْمحرمِ.
قَوْله: (خرج مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ، ويروى: مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوْله (حمارا وحشياً) ويروي حمَار وَحش. قَوْله: (يُقَال لَهُ: الجرادة) ، ويُروى: لَهَا.
٥٥٨٢ - حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عبْدِ الله بنِ جَعْفَرٍ قَالَ حدَّثنا مَعْنُ بنُ عِيسَى قَالَ حدَّثنَا أُبَيُّ بنُ عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ عنْ أبِيهِ عنْ جَدِّهِ قَالَ كانَ لِلنِّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حائِطِنَا فَرَسٌ يُقالُ لَهُ اللُّحَيْفُ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، لِأَن قَوْله: فرس، (يُقَال لَهُ: اللحيف) ، يُطَابق قَوْله فِي اسْم الْفرس، وَعلي بن عبد الله بن جَعْفَر هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: ابْن الْمَدِينِيّ، وَهُوَ من أَفْرَاده، ومعن، بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وبالنون: ابْن عِيسَى الْقَزاز، بِالْقَافِ وَتَشْديد الزَّاي الأولى: الْمدنِي، وَأبي، بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف: ابْن عَبَّاس، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وَفِي آخِره سين مُهْملَة: ابْن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ الْأنْصَارِيّ. قَالُوا: لَيْسَ لأبي فِي البُخَارِيّ غير هَذَا الحَدِيث. وَهَذَا الحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: (فِي حائطنا) ، الْحَائِط هُوَ الْبُسْتَان من النَّحْل إِذا كَانَ عَلَيْهِ جِدَار وَيجمع علء حَوَائِط والحائط الْجِدَار أَيْضا قَوْله اللحيف بِضَم اللَّام وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَفِي آخِره فَاء، وَقَالَ ابْن قرقول: هَكَذَا ضبط عَن عَامَّة الْمَشَايِخ، سمي بذلك لطول ذَنبه، كَأَنَّهُ يلحف الأَرْض بجريه، يُقَال: لحفت الرجل باللحاف إِذا طرحته عَلَيْهِ، وَعَن ابْن سراج، بِفَتْح اللَّام وَكسر الْحَاء على وزن: رغيف، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ، بنُون وحاء مُهْملَة، وَفِي (المغيث) : بلام مَفْتُوحَة وجيم مَكْسُورَة. وَقَالَ أَبُو مُوسَى: الْمَحْفُوظ بِالْحَاء، فَإِن رُوِيَ بِالْجِيم فيراد بِهِ السرعة، لِأَن اللجيف: سهم نصله عريض، قَالَه صَاحب (التَّتِمَّة) .
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله وَقَالَ بَعْضُهُم اللُّخَيْفُ
أَبُو عبد الله هُوَ البُخَارِيّ نَفسه، يَعْنِي: قَالَ بَعضهم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة. وَفِي (التَّلْوِيح) : وَصَحَّ عَن البُخَارِيّ أَنه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: وَلم يتحققه، وَالْمَشْهُور هُوَ الأول يَعْنِي: بِالْحَاء الْمُهْملَة مُصَغرًا، وَبِه جزم الْهَرَوِيّ والدمياطي، وَقيل: الَّذِي قَالَه البُخَارِيّ رِوَايَة عبد الْمُهَيْمِن بن عَبَّاس بن سهل أَخُو أبي بن عَبَّاس، وَلَفظه عِنْد ابْن أبي مَنْدَه: كَانَ لرَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد سعد بن سعد وَالِد سهل ثَلَاثَة أَفْرَاس، فَسمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسميهن: لزازا، يَعْنِي بِكَسْر اللَّام وبزايين الأولى خَفِيفَة، و: الظرب، بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء وَفِي آخِره بَاء مُوَحدَة. و: اللخيف، وَحكى سبط ابْن الْجَوْزِيّ: أَن البُخَارِيّ ضَبطه بِالتَّصْغِيرِ وَالْخَاء الْمُعْجَمَة، قَالَ: وَكَذَا حَكَاهُ ابْن سعيد عَن الْوَاقِدِيّ، وَقَالَ: أهداه لَهُ ربيعَة بن أبي الْبَراء مَالك بن عَامر العامري، وَأَبوهُ الَّذِي يعرف بملاعب الأسنة، فأثابه عَلَيْهِ فَرَائض من نعم بني كلاب، وَقَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة: أهداه لَهُ فَرْوَة بن عَمْرو الجذامي من أَرض البلقاء.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute