٨٥١٣ - حدَّثنا أبُو اليَمانِ قَالَ أخْبَرَنا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِي قَالَ حدَّثني عُرْوَةُ بنُ الزَّبَيْرِ عنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ أنَّهُ أخبرَهُ أنَّ عَمْرَو بنَ عَوْفٍ الأنْصَارِيَّ وهْوَ حَلِيفٌ لِبَني عامِرِ بنِ لُؤيٍّ وكانَ شَهِدَ بَدْرَاً أخْبَرَهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعَثَ أبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ إِلَى البَحْرَيْنِ يأتِي بِجزْيَتَها وكانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هوَ صالَحَ أهْلَ الْبَحْرَيْنِ وأمَّرَ عَلَيْهِمْ العَلاءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ فَقَدِمَ أبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ فسَمِعَتِ الأنْصَارُ بقُدُومِ أبي عُبَيْدَةَ فَوافَتْ صَلاةَ الصُّبْحِ معَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلَمَّا صلَّى بِهِمُ الفَجْرَ انْصَرَفَ فتَعَرَّضُوا لهُ فتَبَسَّمَ رسوُلُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِينَ رآهُمْ وَقَالَ أظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قدْ جاءَ بِشَيْءٍ قَالُوا أجَلْ يَا رسولَ الله قَالَ فأبْشِرُوا وأمِّلُوا مَا يَسُرّكُمْ فَوالله لَا الفقْرَ أخْشَى علَيْكُمْ ولَكِنْ أخْشَى علَيْكُمْ أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ علَى منْ كانَ قَبْلَكُمْ فَتَنافَسُوها كَمَا تَنافَسُوا هَا وتُهْلكَكُمْ كمَا أهْلَكَتْهُمْ.
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (بعث أَبَا عُبَيْدَة إِلَى الْبَحْرين) إِلَى قَوْله: (فَقدم أَبُو عُبَيْدَة بمالٍ من الْبَحْرين) وَكَانَ أهل الْبَحْرين إِذْ ذَاك مجوساً.
وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة الْحِمصِي، وَالزهْرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم، وكل هَؤُلَاءِ قد ذكرُوا، وَعَمْرو بن عَوْف بِالْفَاءِ فِي آخِره الْأنْصَارِيّ، قَالَ أَبُو عمر: عَمْرو بن عَوْف الْأنْصَارِيّ، حَلِيف لبني عَامر بن لؤَي، شهد بَدْرًا، يُقَال لَهُ: عُمَيْر، وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ مولى سُهَيْل بن عَمْرو العامري، سكن الْمَدِينَة، لَا عقب لَهُ، روى عَنهُ الْمسور بن مخرمَة حَدِيثا وَاحِدًا: أَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ الْجِزْيَة من مجوس الْبَحْرين، قَالَ بَعضهم: الْمَعْرُوف عِنْد أهل الْمَغَازِي أَنه من الْمُهَاجِرين، لِأَن قَوْله: وَهُوَ حَلِيف لبني عَامر يشْعر بِكَوْنِهِ من أهل مَكَّة. قلت: لَا يقطع بِهِ أَنه من الْمُهَاجِرين، ثمَّ قَالَ هَذَا الْقَائِل: ثمَّ ظهر لي أَن لَفْظَة الْأنْصَارِيّ وهم، وَقد تفرد بهَا شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ، وَرَوَاهُ أَصْحَاب الزُّهْرِيّ كلهم عَنهُ بِدُونِهَا فِي (الصَّحِيحَيْنِ) وَغَيرهمَا. قلت: هَذَا أَيْضا لَا يجْزم بِهِ أَنه من الْمُهَاجِرين، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة ثِقَة لَا يضر تفرده بِمثل هَذَا، على أَنه يحْتَمل أَن يكون أَصله من الْأَوْس أَو من الْخَزْرَج، وَنزل مَكَّة وحالف بعض أَهلهَا، فَبِهَذَا الِاعْتِبَار يُطلق عَلَيْهِ أَنه أَنْصَارِي مُهَاجِرِي بِاعْتِبَار الْوَجْهَيْنِ الْمَذْكُورين، وَوَقع عِنْد مُوسَى بن عقبَة فِي الْمَغَازِي أَنه: عُمَيْر بن عَوْف، بِالتَّصْغِيرِ، وَقد ذكرنَا عَن قريب عَن أبي عمر أَنه يُقَال لَهُ: عمر، وَقد فرق العسكري بَين عَمْرو بن عَوْف وَعُمَيْر بن عَوْف، وَالصَّوَاب مَا قَالَه أَبُو عمر: إنَّهُمَا وَاحِد.
قَوْله: (أَبَا عُبَيْدَة) ، واسْمه عَامر بن عبد الله بن الْجراح أَمِين هَذِه الْأمة. قَوْله: (وَكَانَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هُوَ صَالح أهل الْبَحْرين) ، وَكَانَ ذَلِك فِي سنة الْوُفُود سنة تسع من الْهِجْرَة. قَوْله: (وأمَّر عَلَيْهِم الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ) ، وَهُوَ صَحَابِيّ مَشْهُور، وَاسم الْحَضْرَمِيّ: عبد الله بن مَالك بن ربيعَة، وَكَانَ من أهل حَضرمَوْت، فَقدم مَكَّة فَخَالف بهَا بني مَخْزُوم وَأسلم الْعَلَاء قَدِيما، وَمَات أَبُو عُبَيْدَة والْعَلَاء بِالْيمن وَعَمْرو بن عَوْف فِي خلَافَة عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، قَوْله: (أملوا) ، من التأميل. قَوْله: (لَا الْفقر) ، مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول أخْشَى. قَوْله: (أَن تبسط) ، كلمة: أَن، مَصْدَرِيَّة فِي مَحل النصب على أَنه مفعولٌ وَلَكِن أخْشَى. قَوْله: (فتنافسوها) ، من التنافس، وَهُوَ الرَّغْبَة فِي الشَّيْء والانفراد بِهِ، وَهُوَ من الشَّيْء النفيس الْجيد فِي نَوعه ونافست فِي الشَّيْء مُنَافَسَة ونفاساً: إِذا رغبت فِيهِ.
وَفِي الحَدِيث: أَن طلب الْعَطاء من الإِمَام لَا غَضَاضَة فِيهِ. وَفِيه: الْبُشْرَى من الإِمَام لاتباعه وتوسيع أملهم مِنْهُ. وَفِيه: من إِعْلَام النُّبُوَّة أخباره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يفتح عَلَيْهِم. وَفِيه: أَن المنافسة فِي الدُّنْيَا قد تجر إِلَى هَلَاك الدّين.
٩٥١٣ - حدَّثنا الفَضْلُ بنُ يَعْقُوبَ قَالَ حدَّثنا عبدُ الله بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِيُّ قَالَ حدَّثنا الْمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عُبَيْدِ الله الثَّقَفِيُّ قالَ حدَّثنا بَكْرُ بنُ عَبْدِ الله المُزَنِيُّ وزِيادُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute