يرْوى عَن أَبِيه ذَر بن عبد الله الْهَمدَانِي الْكُوفِي.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن أبي نعيم أَيْضا وَفِي التَّوْحِيد عَن خَلاد بن يحيى وَفِي بَدْء الْخلق أَيْضا عَن يحيى عَن وَكِيع. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن الْحُسَيْن ابْن حُرَيْث وَعَن عبد بن حميد. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَعَن إِبْرَاهِيم بن الْحسن، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
قَوْله: (حَدثنَا عمر) ، بِصِيغَة الْجمع وَكلمَة: (ح) ، بعده للتحويل. قَوْله: (وحَدثني) ، بِصِيغَة الْإِفْرَاد وسَاق الحَدِيث على لفظ وَكِيع. قَوْله: (أَلا تَزُورنَا؟) كلمة: أَلَا، هُنَا للعرض والتحضيض، وَيجوز أَن تكون لِلتَّمَنِّي. قَوْله: (فَنزلت) أَي: نزلت الْآيَة الَّتِي أَولهَا {وَمَا نَتَنَزَّل إلَاّ بِأَمْر رَبك} (مَرْيَم: ٤٦) . إِلَى آخِره.
٩١٢٣ - حدَّثنا إسْمَاعِيلُ قَالَ حدَّثني سُلَيْمَانُ عنْ يُونُسَ عنِ ابنِ شِهَابٍ عنْ عُبَيْدِ الله بنِ عَبْدِ الله ابنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أقْرأني جِبْرِيلُ علَى حَرْفٍ فَلَمْ أزَلْ أسْتَزِيدُهُ حَتى انْتَهاى إِلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ. (الحَدِيث ٩١٢٣ طرفه فِي: ١٩٩٤) .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (جِبْرِيل) عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس، وَسليمَان بن بِلَال، وَيُونُس ابْن يزِيد، وَابْن شهَاب مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن سعيد بن عفير. وَأخرجه مُسلم فِي الصَّلَاة عَن حَرْمَلَة عَن عبد بن حميد.
قَوْله: (على حرف) أَي: على لُغَة، وَقيل: الْحَرْف الْإِعْرَاب، وَقيل: الكيفيات. قَوْله: (فَلم أزل أستزيده) ، أَي: اطلب مِنْهُ الزِّيَادَة على حرف وَاحِد، وَفِي رِوَايَة: وَكَانَ مِيكَائِيل عَن شِمَاله، فَنظر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى مِيكَائِيل كالمستشير، فَلم يزل يُشِير إِلَيْهِ: استزده، حَتَّى قَالَ: (سَبْعَة أحرف) كلهَا شافٍ كافٍ، فَلهَذَا قيل: إِن المراء فِي الْقُرْآن كفر، وَأَنه لَا يَنْبَغِي أَن يَقُول أحد لبَعض الْقُرْآن لَيْسَ هُوَ هَكَذَا، وَلَا يُقَال: إِن بعض الْقُرْآن خير من بعض. قَوْله: (إِلَى سَبْعَة أحرف) أَي: سَبْعَة لُغَات من لُغَة الْعَرَب، يَعْنِي: أَنَّهَا مفرقة فِي الْقُرْآن، فبعضه بلغَة قُرَيْش، وَبَعضه بلغَة هُذَيْل، وَبَعضه بلغَة هوَازن، وَبَعضه بلغَة الْيمن، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يكون فِي الْحَرْف الْوَاحِد سَبْعَة أوجه، على أَنه قد جَاءَ فِي الْقُرْآن مَا قد قرىء بسبعة وَعشرَة، كَقَوْلِه: {مَالك يَوْم الدّين} {وَعبد الطاغوت} (الْمَائِدَة: ٠٦) . وَمِمَّا يبين ذَلِك قَول ابْن مَسْعُود: إِنِّي قد سَمِعت الْقُرَّاء فوجدتهم متقاربين، فاقرأوا كَمَا علمْتُم إِنَّمَا هُوَ كَقَوْل أحدكُم: هَلُمَّ وتعال وَأَقْبل. وَفِيه أَقْوَال غير ذَلِك هَذَا أحْسنهَا.
٠٢٢٣ - حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أخْبَرَنَا عبْدُ الله قالَ أخْبرَنا يُونُسُ عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حدَّثني عُبَيْدُ الله بنُ عَبْدِ الله عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ كانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أجْوَدَ النَّاسِ وكانَ أجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فلَرَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. (انْظُر الحَدِيث ٦ وطرفه) .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (جِبْرِيل) فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك. والْحَدِيث قد مر فِي أول الْكتاب فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عَبْدَانِ عَن عبد الله عَن يُونُس إِلَى آخِره.
وعنْ عَبْدِ الله قَالَ حدَّثنا مَعْمَرٌ بِهاذَا الإسْنَادِ نَحْوَهُ
عبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك هُوَ مَوْصُول عَن مُحَمَّد بن مقَاتل، وَكَانَ ابْن الْمُبَارك قصد فِيهِ الرِّوَايَة عَن شيخيه أَحدهمَا: يُونُس، وَالْآخر: معمر.
ورَوَى أبُو هُرَيْرَةَ وفَاطِمَةُ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ الْقُرآنَ