للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

للنسائي: فَدَخَلُوا يزحفون على أوراكهم، أَي: منحرفين. قَوْله: (وَقَالُوا حَبَّة فِي شَعْرَة) ، الْحبَّة، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة، وَهَذَا كَلَام مهمل وغرضهم فِيهِ مُخَالف مَا أمروا بِهِ من الْكَلَام المستلزم للاستغفار وَطلب حطة الْعقُوبَة عَنْهُم، فَلَمَّا عصوا عاقبهم الله بالزجر وَهُوَ الطَّاعُون، هلك مِنْهُم سَبْعُونَ ألفا فِي سَاعَة وَاحِدَة.

٤٠٤٣ - حدَّثني إسْحَاقُ بنُ إبْرَاهِيمَ حدَّثَنَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ حدَّثنا عَوْفٌ عنِ الحَسَنِ ومُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قَالَ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّ مُوسَى كانَ رَجُلاً حَيِيَّاً سِتِّيرَاً لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءًا مِنْهُ فآذَاهُ مَنْ آذاهُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ فَقَالُوا مَا يَسْتَتِرُ هذَا التَّسَتُّرَ إلَاّ مِنْ عَيْبَ بِجِلْدِهِ إمَّا برَصٌ وإمَّا أُدْرَةٌ وإمَّا آفَةٌ وإنَّ الله أرَادَ أنْ يُبَرِّئَه مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى فَخَلَا يَوْماً وحْدَهُ فوَضَعَ ثِيَابَهُ علَى الحَجَرِ ثُمَّ اغْتَسَلَ فلَمَّا فرَغَ أقْبَلَ إِلَى ثِيابِهِ لِيَأْخُذَهَا وإنَّ الحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ فأخَذَ مُوسَى عَصاهُ وطَلَبَ الحَجَرَ فَجَعَلَ يَقولُ ثَوْبِي حَجَرُ ثَوْبِي حَجَرُ حتَّى انْتَهَى إلَى مَلَاءٍ منْ بَنِي إسْرَائِيلَ فَرَأوْهُ عُرْيَانَاً أحْسَنَ مَا خلَقَ الله وأبْرَأهُ مِمَّا يَقُولُونَ وقامَ الحَجَرُ فأخَذَ ثَوْبَهُ فلَبِسَهُ وطَفِق بالحَجَرِ ضَرْبَاً بِعَصَاهُ فَوَالله إنَّ بالحَجَرِ لَنَدَباً مِنْ أثَرِ ضَرْبِهِ ثَلاثَاً أوْ أرْبَعَاً أوْ خَمْسَاً فَذَلِكَ قَوْلُهُ {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فبَرَّأهُ الله مِمَّا قَالُوا وكانَ عِنْدَ الله وجِيهاً. (الْأَحْزَاب: ٩٦) . (انْظُر الحَدِيث ٨٧٢ وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، لِأَن فِيهِ ذكر مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَمن هَذِه الْحَيْثِيَّة يُؤْخَذ الْوَجْه لذكره فِي التَّرْجَمَة الْمَذْكُورَة، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم هُوَ ابْن رَاهَوَيْه، وروح بِفَتْح الرَّاء: ابْن عبَادَة، بِضَم الْعين: أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ، وعَوْف بن أبي جميلَة الْمَعْرُوف بالأعرابي وَلَيْسَ بأعرابي، وَالْحسن هُوَ الْبَصْرِيّ، وَمُحَمّد هُوَ ابْن سِيرِين، وخلاس، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف اللَّام وَفِي آخِره سين مُهْملَة: ابْن عَمْرو الهجري الْبَصْرِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْغسْل فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن إِسْحَاق بن نصر عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن إِسْحَاق. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن عبد بن حميد، وَقد مضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

وَأما الْكَلَام فِي الروَاة، فَنَقُول: أما مُحَمَّد بن سِيرِين فَإِن سَمَاعه من أبي هُرَيْرَة ثَابت. وَأما الْحسن فَلم يسمع من أبي هُرَيْرَة عِنْد الْمُحَقِّقين من الْحفاظ، وَيَقُولُونَ: مَا وَقع فِي بعض الرِّوَايَات من سَمَاعه عَنهُ فَهُوَ وهم. وَأما البُخَارِيّ فَإِنَّهُ أخرجه عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ هُنَا مَقْرُونا بِغَيْرِهِ وَمَاله فِي الْكتاب إلَاّ هَذَا، وَله حَدِيث آخر فِي: بَدْء الْخلق، مَقْرُونا بِابْن سِيرِين أَيْضا. وَأما خلاس فَفِي سَمَاعه عَن أبي هُرَيْرَة خلاف، فَقَالَ أَبُو دَاوُد عَن أَحْمد: لم يسمع خلاس من أبي هُرَيْرَة، وَيُقَال: إِنَّه كَانَ على شَرطه عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَحَدِيثه عَنهُ فِي التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ، وَجزم يحيى الْقطَّان أَن رِوَايَته عَنهُ من صحيفَة، وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم عَن أبي زرْعَة: كَانَ يحيى الْقطَّان يَقُول: رِوَايَته عَن عَليّ من كتاب، وَقد سمع من عمار وَعَائِشَة وَابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، قيل: إِذا ثَبت سَمَاعه من عمار وَكَانَ على شرطة عَليّ، فَكيف يمْتَنع سَمَاعه من عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ؟ وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال: وَقعت عِنْده صحيفَة عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَلَيْسَ بِقَوي، يَعْنِي فِي عَليّ، وَوَثَّقَهُ بَقِيَّة الْأَئِمَّة وَمَاله فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث فَإِنَّهُ أخرجه لَهُ مَقْرُونا بِغَيْرِهِ، وَأَعَادَهُ سنداً ومتناً فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب، وَله حَدِيث آخر أخرجه فِي الْأَيْمَان وَالنُّذُور مَقْرُونا بِمُحَمد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة.

قَوْله: (حيياً) ، أَي: كثير الْحيَاء. قَوْله: (ستير) ، على وزن فعيل بِمَعْنى فَاعل أَي: من شَأْنه وإرادته حب السّتْر والصون. قَوْله: (أدرة) بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الدَّال على الْمَشْهُور، وَحكى الطَّحَاوِيّ، رَحمَه الله، عَن بعض مشايخه، بِفَتْح الْهمزَة وَالدَّال، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: الأدرة، بِالضَّمِّ نفخة فِي الخصية، يُقَال: رجل آدر بَين الأدر، بِفَتْح الْهمزَة وَالدَّال

<<  <  ج: ص:  >  >>