مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من لفظ الحَدِيث. وَأخرجه من طَرِيقين.
ورجالهما ثَمَانِيَة الأول: أَحْمد بن إِسْحَاق بن الْحصين أَبُو إِسْحَاق السّلمِيّ السرماري، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الرَّاء الْمَفْتُوحَة، وَقيل بسكونها نِسْبَة إِلَى: سرمارة، قَرْيَة من قرى بُخَارى، وَهُوَ من أَقْرَان البُخَارِيّ وأفراده، مَاتَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ لست ليالٍ بَقينَ من شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، الثَّانِي: عَمْرو، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة: ابْن عَاصِم بن عبيد الله الْقَيْسِي الْكلابِي الْبَصْرِيّ. الثَّالِث: همام بن يحيى العوذي الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ. الرَّابِع: إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة، واسْمه: زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ ابْن أخي أنس بن مَالك، مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة سوى هَذَا الحَدِيث وَآخر فِي التَّوْحِيد. الْخَامِس: عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة، واسْمه: عَمْرو بن مُحصن الْأنْصَارِيّ النجاري، قَاضِي أهل الْمَدِينَة. السَّادِس: أَبُو هُرَيْرَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. السَّابِع: فِي السَّنَد الثَّانِي: مُحَمَّد، كَذَا مُجَردا، قَالَ الجياني: لَعَلَّه مُحَمَّد بن يحيى الذهلي، وَيُقَال: إِنَّه البُخَارِيّ نَفسه، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ أَنه روى عَن عبد الله بن رَجَاء وَهُوَ أحد مشايخه، روى عَنهُ فِي اللّقطَة وَغَيرهَا بِلَا وَاسِطَة. الثَّامِن: عبد الله بن رَجَاء بن الْمثنى الْبَصْرِيّ أَبُو عمر، وَمَات سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَيْمَان وَالنُّذُور وَقَالَ: عَن عَمْرو بن عَاصِم، وَأخرجه مُسلم فِي آخر الْكتاب عَن شَيبَان بن فروخ.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (بدا لله) بتَخْفِيف الدَّال الْمُهْملَة بِغَيْر همزَة، كَذَا ضَبطه بَعضهم، ثمَّ قَالَ: أَي سبق فِي علم الله فَأَرَادَ إِظْهَاره، وَلَيْسَ المُرَاد أَنه ظهر لَهُ بعد أَن كَانَ خافياً، لِأَن ذَلِك محَال فِي حق الله تَعَالَى، وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَقد روى بَعضهم: بدا الله، وَهُوَ غلط، وَقَالَ صَاحب (الْمطَالع) : ضبطناه على متقني شُيُوخنَا بِالْهَمْزَةِ، أَي: ابْتَدَأَ الله أَن يبتليهم، قَالَ: وَرَوَاهُ كثير من الشُّيُوخ بِغَيْر همز وَهُوَ خطأ، وَقَالَ الْخطابِيّ: مَعْنَاهُ: قضى الله أَن يبتليهم، لِأَن الْقَضَاء سَابق، وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن شَيبَان بن فروخ عَن همام بِهَذَا الْإِسْنَاد بِلَفْظ: أَرَادَ الله أَن يبتليهم، أَي: يختبرهم. ويروى: يبليهم بِإِسْقَاط التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق. قَوْله:(قد قذرني النَّاس) بِكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة أَي: كرهني النَّاس، ويروى: قذروني النَّاس من بَاب: أكلوني البراغيث، كَذَا قَالَه الْكرْمَانِي. قَوْله:(فمسحه) أَي: مسح على جِسْمه. قَوْله:(فَأعْطِي) على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله:(فَقَالَ واي المَال؟) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: أَي المَال؟ بِلَا وَاو. قَوْله:(أَو قَالَ الْبَقر) شكّ فِي ذَلِك، وَصرح فِي رِوَايَة مُسلم أَن الَّذِي شكّ هُوَ إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة رَاوِي الحَدِيث. قَوْله:(فَأعْطى نَاقَة) أَي: الَّذِي تمنى الْإِبِل أعطي نَاقَة عشراء بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الشين الْمُعْجَمَة ممدوداً، وَهِي: الْحَامِل الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا فِي حملهَا عشرَة أشهر من يَوْم طرقها الْفَحْل، وَقيل: يُقَال لَهَا ذَلِك إِلَى أَن تَلد، وَبَعْدَمَا تضع وَهِي من أنفس المَال. قَوْله:(يُبَارك لَك فِيهَا) ، كَذَا وَقع بِضَم الْيَاء وَفِي رِوَايَة شَيبَان: بَارك الله، بِلَفْظ الْفِعْل الْمَاضِي وَإِظْهَار الْفَاعِل، قَوْله:(فمسحة) أَي: فَمسح على عَيْنَيْهِ. قَوْله:(شَاة وَالِد) ، أَي: ذَات ولد، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: شَاة وَالِد، أَي: حَامِل، وَالشَّاة تذكر وتؤنث، وَفُلَان كثير الشَّاة وَهُوَ فِي معنى الْجمع. قَوْله:(فأنتج هَذَانِ) أَي: صَاحب الْإِبِل وَالْبَقر، كَذَا وَقع، أنتج، وَهِي لُغَة قَليلَة، والفصيح عِنْد أهل اللُّغَة: نتجت النَّاقة، بِضَم النُّون، ونتج الرجل النَّاقة، أَي: حمل عَلَيْهَا الْفَحْل، وَقد سمع: أنتجت الْفرس، أَي ولدت فَهِيَ نتوج، وَلَا يُقَال: منتج. قَوْله:(وَولد هَذَا) ، بتَشْديد اللَّام الْمَفْتُوحَة أَي: صَاحب الشَّاة، وراعي عرف الِاسْتِعْمَال حَيْثُ قَالَ فِي الْإِبِل وَالْبَقر: أنتج، وَفِي الْغنم: ولد. قَوْله:(من الْغنم) ، ويروى: من غنم. قَوْله:(فِي صورته) أَي: فِي الصُّورَة