قَوْله:(وَقَالَ يَعْقُوب) ، وَقع فِي بعض النّسخ قبل هَذَا: قَالَ أَبُو عبد الله: قَالَ يَعْقُوب، وَأَبُو عبد الله هُوَ البُخَارِيّ نَفسه، وعلق رِوَايَة يَعْقُوب بن ابراهيم وَكَذَا أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ من دريق البُخَارِيّ نَفسه مُعَلّقا. قَوْله:(قُرَيْش) ، قد مر الْكَلَام فِيهِ عَن قريب. قَوْله:(وَالْأَنْصَار) ، يُرِيد بالأنصار: الْأَوْس والخزرج ابْني حَارِثَة بن ثَعْلَبَة العنقاء بن عَامر مَاء السَّمَاء بن حَارِثَة الغطريف ابْن امرىء الْقَيْس البطريق بن ثَعْلَبَة بن مَازِن، وَهُوَ جماع غَسَّان بن الأزد بن الْغَوْث بن نبت بن مَالك بن أدد بن زيد بن كهلان بن سباء بَان يشجب بن يعرب بن قحطان، وَاسم الأزد: دراء، بِكَسْر الدَّال وبالمد وَالْقصر وَقد تفتح الدَّال من قَوْلهم أزدي إِلَيْهِ دراء يدا وَكَانَ معطاء فَكثر استعمالهم إِيَّاه حَتَّى جَعَلُوهُ إسماً، وَالْأَصْل: أسدي، فقلبوا السِّين: زاياً، ليطابق الدَّال فِي الْجَهْر. وَعَن يَعْقُوب وَأبي عبيد: أَسد أفْصح من الأزد، وَقَالَ يحيى بن معِين: هما سَوَاء وَهِي جرثومة من جراثيم قحطان وبابهم وَاسع وَفِيهِمْ قبائل وعمائر وبطون وأفخاذ لخزاعة وغسان وبارق والعتيك وغامد وَشبههَا. قَوْله:(وجهينة) ، بِضَم الْجِيم وَفتح الْهَاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح النُّون: ابْن زيد بن لَيْث بن سود، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وبالدال الْمُهْملَة: ابْن أسلم، بِضَم اللَّام، ابْن ألحاف يُقَال الحافي بن قضاعة، واسْمه: عَمْرو بن مَالك بن عَمْرو بن مرّة بن زيد بن مَالك ابْن حمير بن سبإ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: جُهَيْنَة من الجهن وَهُوَ الغلظ فِي الْوَجْه والجسم، وَبِه سمي جُهَيْنَة. قَوْله:(وَمُزَيْنَة) ، بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح النُّون: هِيَ بنت كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمرَان بن الحاني ابْن قضاعة، وَهِي أم عُثْمَان وَأَوْس بن عَمْرو بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأولادهما ينسبون إِلَى مزينة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: مزينة تَصْغِير مزنة وَهِي السحابة الْبَيْضَاء وَالْجمع: مزن. قَوْله:(وَأسلم فِي خُزَاعَة) ، وَهُوَ ابْن أفصى وَهُوَ خُزَاعَة بن حَارِثَة بن عَمْرو بن عَامر بن حَارِثَة بن امرىء الْقَيْس بن ثَعْلَبَة بن مَازِن بن الأزد. وَفِي مذْحج: أسلم بن أَوْس الله بن سعد الْعَشِيرَة بن مذْحج. وَفِي بجيلة: أسلم بن عَمْرو بن لؤَي بن رهم بن مُعَاوِيَة بن أسلم بن أحمس بن الْغَوْث، وَالله أعلم من أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله هَذَا. قَوْله:(وَأَشْجَع) ، هُوَ ابْن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن غيلَان بن مُضر، وَأَشْجَع من الشجع وَهُوَ الطول، يُقَال: رجل أَشْجَع وَامْرَأَة شجعاء، والأشجع العقد الثَّانِي من الْأَصَابِع، وَالْجمع أشاجع. قَوْله:(وغفار) ، بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْفَاء وَفِي آخِره رَاء: هُوَ ابْن مليل بن ضَمرَة بن بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة. وَأما الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ الصَّحَابِيّ فَهُوَ من ولد نفيلة بن مَكِيل أخي غفار فنسب إِلَى أخي جده، وَكَثِيرًا تصنع الْعَرَب ذَلِك إِذا كَانَ أشهر من جده، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ من غفر إِذا ستر، وَمِنْه قَوْلهم: يغْفر الله لَك. قَوْله:(موَالِي) خبر الْمُبْتَدَأ أَعنِي قَوْله: (قُرَيْش) وَمَا بعد قُرَيْش عطف عَلَيْهِ، أَي: أَنْصَارِي والمختصون بِي، وَقَالَ أَبُو الْحسن: رُوِيَ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف، وَقَالَ ابْن التِّين: وَالتَّخْفِيف إِمَّا أَن يكون بِغَيْر يَاء أَو يضيفهم إِلَى نَفسه بتَشْديد الْيَاء، وَقَالَ الدَّاودِيّ: أَرَادَ من أُسِرَ من هَذِهِ القَبائِلَ لم يجْرِ عَلَيْهِ رق وَلَا وَلَاء، وَقيل: قَوْله موَالِي، لأَنهم مِمَّن بَادرُوا إِلَى الْإِسْلَام وَلم يسبوا فيرقوا كغيرهم من قبائل الْعَرَب. وَقَالَ يُونُس: أَي: هم أَوْلِيَاء الله مثلا، وَإِن الْكَافرين لَا مولى لَهُم، أَي: لَا نَاصِر لَهُم، قَوْله:(لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله) ، أَي: غير الله وَرَسُوله، وَالْمولى، وَإِن كَانَ لَهُ معانٍ كَثِيرة، لَكِن الْمُنَاسب هُنَا: النَّاصِر، وَالْوَلِيّ والمتكفل بمصالحهم وَالْمُتوَلِّيّ لأمورهم.